المؤتمرنت - فقْد ملف أمني يتضمن خططاً لحماية بلير نادراً ما تخلو وسائل الإعلام البريطانية في الفترة الأخيرة من فضيحة تمس الحكومة والطبقة السياسية المتنفذة، وآخر هذه الفضائح، العثور على ملف خلّفه وراءهم ضباط أمن مسؤولون عن حماية رئيس الوزراء توني بلير في «فندق ميدلاند» الشهير في مدينة مانشستر، يحتوي على خطط عديدة لحماية بلير من هجمات إرهابية متعددة الأشكال ووثائق أخرى تتعلق بالحملة لمكافحة الإرهاب، حيث جرى تسليم الملف لصحيفة «نورث ويست إنكويرار» في مانشستر التي تشهد منذ يومين حملة أمنية واسعة ضد إرهابيين مشتبه فيهم واعتقال عدد منهم.
ووفقاً للصحيفة تضمن الملف معلومات عن الخطة الأمنية الموضوعة لحماية المؤتمر المقبل لحزب العمال الحاكم بزعامة بلير الذي من المقرر عقده في الخريف المقبل في منطقة مانشستر, ويتضح من الملف أن الخطة والوثائق التي تضمنها وضعت من جانب عدد من الأجهزة الأمنية، مما صعّب على الصحيفة تحديد الجهة التي تركت الملف في الفندق بعد اجتماع مع إدارته في شأن المؤتمر السنوي العمالي المقبل, وفي حين تجري التحقيقات لمعرفة الجهة التي تركت الملف في الفندق، دافعت قيادة الشرطة في منطقة ما نشستر عن نفسها ونفت أن يكون رجالها هم الذين خلفوا الملف وراءهم في الفندق.
وكانت منظمة «الجيش الجمهوري الإيرلندي» هاجمت مركز آرندايل للمؤتمرات في مانشستر عام 1996، من دون أن توقع إصابات، في حين نجحت المنظمة ذاتها في قتل خمسة أشخاص في تفجير استهدف الجناح الذي كانت تنزل فيها مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء السابقة، أثناء حضورها المؤتمر السنوي لحزب المحافظين بقيادتها عام 1984.
وتنبع خطورة تسرب المعلومات المتوافرة في الملف من أنها تتحدث عن هجمات مفترضة للإرهابيين بتفصيل دقيق والطرق التي ينبغي على أجهزة الأمن اتباعها لإفشال مثل هذه الهجمات، الأمر الذي قد يساعد أي تنظيم إرهابي على وضع خطط شبيهة مستقبلاً لضرب رئيس الوزراء أو أي وزير وسياسي آخر والاستفادة من المعلومات عن طريقة عمل أجهزة الأمن للتحايل عليها,
ومن السيناريوهات المفترضة للهجوم على رئيس الوزراء التي تضمنها الملف مهاجمته بسيارة مفخخة، أو بقذائف هاون، أو بقاذفات قنابل أو في هجوم انتحاري.
وتنظر الأوساط الأمنية والسياسية بقلق لهذا الحادث، إذ انه يتزامن مع إعلان قائد تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي عن وجود عدد من البريطانيين ضمن جنوده في العراق، مع العلم أن الزرقاوي كشف أن عدد البريطانيين من بين قتلى تنظيمه في العراق حتى الآن بلغ ثمانية,
من جهتها، كشفت «منظمة فرض القانون الأوروبية» (يوروبول)، أمس، أن لديها معلومات عن وجود 40 جهادياً بريطانياً من ضمن أوروبيين اعتنقوا الإسلام أخيراً وانتقلوا من أوروبا إلى العراق ولا أحد يعلم مصيرهم حتى الآن أو أماكن وجودهم.
كما ذكرت يوروبول أن 15 فرنسياً التحقوا بالمتمردين، وقتل منهم تسعة حتى الآن, وأضافت أن الأوروبيين الذين يلتحقون بالمتمردين، يفعلون ذلك عن طريق تركيا وسورية ومصر وإيران، فيما يُعتقد أن مجموع المتطوعين الأجانب نساء ورجالاً للقتال إلى جانب المتمردين يبلغ ألف شخص من ضمنهم عدد من السعوديين وعرب من جنسيات مختلفة.
من جهة أخرى، كتبت صحيفة «ديلي تلغراف» أن أجهزة الأمن واثقة بأن الحملة الأمنية التي تشهدها المدن الرئيسية في بريطانيا منذ يومين والتي تم اعتقال تسعة أشخاص فيها ساعدت على إفشال سلسلة من الهجمات الانتحارية ضد القوات البريطانية والأميركية في العراق، إذ ان رجال الأمن واثقون أن للمعتقلين علاقات مع تنظيمات إرهابية وسعوا لدعم النشاط الإرهابي في العراق وإرسال الانتحاريين إليه, في حين اوردت صحيفة «التايمز» أن الليبيين الذين تم اعتقالهم في الحملة، أول من أمس، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا.
وكشفت تقارير متطابقة، أن من بين المعتقلين ليبيا يدعى طاهر نصوف (44 عاما) كان يعمل في مؤسسة «سنسبيل» الخيرية في برمنغهام التي تعمل على جمع التبرعات وتوزيعها بين المسلمين في أماكن مختلفة من العالم.
وكالات
|