وكالات - إيران تجمد اتصالاتها بواشنطن بشأن العراق ابلغ العراق امس الجمعة جارته ايران احترامه لرغبتها بحيازة القدرات العلمية والتكنولوجية للبحث في مجالات الطاقة النووية السلمية مع اعرابه عن قلقه وخشيته من السعي لامتلاك اسلحة دمار شامل وحصول سباق تسلح في المنطقة.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرا لخارجية الايراني منوشهر متقي الذي وصل الى بغداد اليوم "نحن لانريد ان يمتلك أي من جيراننا واي دولة صديقة اسلحة دمار شامل".واضاف "نؤكد ونحترم حق ايران وكل دولة ترغب بتملك القدرات العمليةوالتكنولوجية للبحث عن مجالات الطاقة النووية للاستخدامات العلمية مع ضمانات وتعهدات بمنع سباق التسلح في المنطقة والتعامل بشفافية مع وكالة الطاقة الذرية".وتابع زبياري "نحن، العراقيون، عانينا من تطوير اسلحة الدمار الشامل من قبل النظام المقبور وقد استخدمها ضد ايران والشعب العراقي في كردستان العراق وفي الاهوار في الجنوب، وقد كلفه ذلك النهج والاستخفاف بالقوانين الدولية وتحدي ارادة المجتمع الدولي الكثير وادى الى معاناة الشعب العراقي ولا يزال يعاني من هذا النهج".واكد ان العراق الجديد "تعهد بان يتخلى عن هذه النهج".وحول مااذا كان طلب من نظيره الايراني اية ضمانات حول البرنامج النووي الايراني، قال زيباري "ايران لا تدعي امتلاك سلاح نووي او قنبلة نووية حتى نطلب منها ضمانات". ومن جانبه، اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان "تخصيب اليورانيوم حق قانوني وايران لا تحتاج الى اذن من بلد معين لاجراء النشاطات السلمية في هذا المجال".واستبعد متقي حصول اصطدام مع الولايات المتحدة على خلفية ازمة ملفها النووي ،مؤكدا في الوقت نفسه بان ايران سترد بالمثل على اي هجوم من جانب امريكا.وقال متقي "ليس هناك سوى خيارين من اجل حل الملف النووي الايراني ،التعاون او الاصطدام".واضاف "نحن نفضل الخيار الاول القائم على السبيل الدبلوماسي لحل شامل للموضوع".واوضح متقي "وبما ان العقل لايسود احيانا لدى متخذي القرار في امريكا فنحن مستعدون لاي خيار وقمنا باعلام الجهات الاميركية بهذا الموقف الصريح".وقال "اننا لا نرى ان اميركا في موقع يتمكن من خلق ازمة لدافعي الضرائب الامريكان كما انهم يعلمون انه في الازمات السابقة التي قاموا بخلقها كانوا هم المنهزمون الاوائل".وتابع "اذا احتمال الاصطدام ضعيف جدا".وفيما اذا قامت امريكا بضرب ايران ، قال متقي "في حال اذا قام الامريكان بذلك من اي مكان يقومون فيه بضرب ايران فأنهم سوف يتلقون الضربة من جانب ايران في ذلك المكان بالذات".ومن جهة اخرى، اكد وزير الخارجية الايراني قرار بلاده تعليق الحوار المباشر مع الولايات المتحدة حول العراق.وقال متقي "لقد سبق وان قررنا ان يكون لنا مثل هذا الحوار المباشر في ما يتعلق بالشأن العراقي، لكن لسوء الحظ الجانب الامريكي حاول ان يستخدم هذا القرار كدعاية واقحموا بعض القضايا الاخرى".واضاف "حاولوا خلق جو سلبي لذلك تم اتخاذ القرار في الوقت الحاضر بتعليق هذا الحوار".ومن جانب اخر،اكد زيباري ان "العلاقات العراقية-الايرانية تشهد تطورا مستمرا على مختلف الاصعدة منذ سقوط النظام العراقي السابق".واضاف ان "الحكومة العراقية الحالية ستلتزم بتعزيز وتعميق العلاقات مع حكومةوشعب ايران وفق اسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة ووحدة العراق والتغلب على تركة الماضي الثقيلة واثار الحرب العراقية-الايرانية 1980-1988 المدمرة ومعالجة جميع القضايا العالقة روحية المحبة والتعاون البناء"، مشيرا الى ان "امن واستقرار العراق هو من امن واستقرار ايران وبقية دول المنطقة".واكد زيباري ان "العراق لن يكون في اي يوم من الايام مصدر تهديد لايران والشعب الايراني".ودعا زيباري ايران وبقية دول الجوار الى "تفهم ظروف العراق وتعقيدات الوضع الامني والسياسي فيه"، طالبا من هذه الدول "دعم جهود العراقيين لتحقيق الامن والاستقرار وعدم استغلال ظروفنا الصعبة والراهنة تحت اي ذريعة كانت والتعاون بنظرة استراتيجية بعيدة المدى لخلق الاستقرار الامني في المنطقة".واشار الى ان "تواجد القوات المتعددة الجنسيات في العراق محكوم بقرارات مجلس الامن وبموافقة الحكومة العراقية للمساعدة في تامين الامن والاستقرار وان مسألة بقائها ليست مسألة ابدية".وتنتاب الاقلية العربية السنية شكوك ازاء ايران ويتهم الزعماء السنة طهران بالتحريض على الاضطرابات في العراق لاحراج القوات الامريكية في المنطقة والتطلع الى الاحتياطيات النفطية في جنوب العراق الشيعي. وقال سياسي سني عراقي كبير هذه الزيارة اعتراف واضح بأن ايران تتدخل في شؤون العراق" مضيفا ان بعض السياسيين العراقيين سيحثون متقي علانية اثناء زيارته على ان يحد من "التدخل الايراني".ورغم الانتماءات الدينية فان الغالبية الشيعية في العراق ليست موالية بعمق لايران وحاربت مع صدام في الثمانينات. وسيلتقي متقي مع شخصيات من بينها عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو حزب قوي تأسس في ايران لمحاربة صدام.وليس للحكيم دور رسمي في الحكومة لكنه عرض الوساطة بين واشنطن وطهران.وقالت عدة مصادر سياسية عراقية انها لا تتوقع ان يجلب متقي رسائل محددة من طهران بخلاف تأييد واسع لجهود الحكومة لجلب الاستقرار |