الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 02:32 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 29-مايو-2006
المؤتمر نت - نبيل عبدالرب المؤتمرنت - نبيل عبدالرب -
بكائيات الاشتراكي
لا أدري لماذا يصّر خطاب الاشتراكي على إقحامي كمواطن يمني في بكائياته على امتيازات سلطوية فقدها بعض أعضائه عندما ارتدوا عن وحدة ساهموا من موقعهم في تحويلها من حاجة شعبية وحلم ثوري إلى حقيقة واقعة؟ ولماذا يجعل الامتيازات قضية وطنية تلقي 22 مليون يمني على "شفاجرف هار" إذا لم تتدارك السلطة الحالية هذا الأمر الجلل؟ وإذا كان الاشتراكي يعتقد أنه الممثل الشرعي والوحيد للمحافظات الجنوبية، وبالتالي حقه في تقاسم السلطة فهذه مشكلته، وهو المسئول عن معالجتها. وإذا استند في ذلك إلى كونه الحاكم بأمره للمناطق الجنوبية قبل الوحدة فهذا مردود عليه على اعتبار مشروعية سلطته آنذاك قامت على الإقصاء والنفي والرقص على الأشلاء وأحواض الدم وروائح الجثث على خلفية صراعات داخلية بين قياداته. ولعل خسران الإشتراكي لأكثر من نصف أصوات ناخبي المحافظات الجنوبية في انتخابات 1993م البرلمانية مؤشر على إدارته السيئة في السابق، رغم أن الاشتراكي لا يزال عام 93م يمسك بزمام الأمور هناك بمعسكراته، وأسلحته التي سبق أن استخدمها بإسراف في إسالة دماء أبناء اليمن ليس في الجنوب فقط، بل والمناطق الشمالية كذلك.
وما حرب الردة التي شنها عام 1994م ضد الوحدة اليمنية لإعادة الجنوب بأرضه وناسه إلى إقطاعيته، إلا امتداد لحالة تفجراته الداخلية المرافقة له منذ النشأة الأولى التي دشنها باستبعاد رفقاء النضال ضد الاستعمار البريطاني بإزاحة جبهة التحرير من الساحة السياسية والدفع بعناصرها للجوء إلى الشمال من قبل الجبهة القومية، المنبع التنظيمي للحزب الاشتراكي- التي أعلنت باكراً احتكار السلطة بعد الاستقلال، وفرض الإشتراكية العلمية (الماركسية) كأساس إيديولوجي لقيادة سكان الجنوب، وما ترتب على هذا الخيار من تقسيم الناس إلى يساريين ثوريين، ويمينيين رجعيين، أقصوا من خلال الإطاحة بالنظام الذي يقوده الرئيس قحطان الشعبي بعد أقل من عامين من جلاء البريطانيين، ثم الاستقطاب بين اليسارية الحقيقية "اللينية" واليسارية الطفولية "الماوية"، وما استتبعها من الإطاحة برئاسة سالم ربيع علي –المنتمي للماوية- بحسب التصنيفات، فيما بينهم وبعد تأسيس الحزب الاشتراكي أواخر السبعينيات كحزب طبيعي وحيد زادت حدة الانقسامات التي حافظت على طابعها القبلي والمناطقي -داخل حزب أممي- توجت بالصراع المسلح العنيف بين "الطغمة" و"الزمرة" في 13 يناير 1986م، وراح ضحيته الآلاف من القتلى والمشردين.
فمتى يبحث الإشتراكي عن رهانات أخرى غير جغرافية يعيد بها بعضاً من جماهيره في مناطق اليمن المختلفة؟ الأفضل له أن يأخذ نصائح أمينه العام الجديد د. ياسين سعيد نعمان بإصلاح تشققات غرفه الداخلية عوضاً عن النواح على مواقع أضاعوها بما كسبت أيديهم، ولعن مقاعدهم في الصفوف الخلفية، التي وضعوا أنفسهم فيها.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر