الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:52 ص
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي
الثلاثاء, 30-مايو-2006
بقلم :تشارلي رييز -
الساسة والحروب والعزف على المثل العليا؟
كيف تقنع رجلاً متزوجاً ولديه أطفال يعمل بكد لكنه بالكاد يمضي قدماً في حياته بأن يتعايش مع تخفيض راتبه الشهري ويقوم بأمر يحتمل إلى حد كبير أن يعرضه للقتل أو إلاصابة بجراح بالغة.


من الواضح أنه ليس من مصلحة الشخص أن يشد رحاله إلى بلد أجنبي ويخوض غمار حرب لن تؤثر نتائجها عليه أو على عائلته. إذن كيف السبيل إلى إقناعه بأن يقوم بذلك؟


يكمن الجواب في طبيعة الإنسان. فنحن كائنات يوجهها العقل. ونتصرف على أساس معتقداتنا. لذا إذا كان في استطاعتك التحكم فيما يعتقده الناس فستتمكن من التحكم فيما يفعلون. هذا هو جوهر العملية الإعلانية، على سبيل المثال أن يغرس المعلن في أذهان الناس فكرة أن هذا المنتج أو تلك الخدمة ستكون ذات فائدة بالنسبة إليهم.


إن إقناع الناس بخوض الحرب أمر معقد إلى حد كبير ويرتبط بالهوية التي تنشأ من المعتقدات. فعندما نولد، لا ندرك من نكون أو أين نحن. ندرك فقط أننا خرجنا من ذلك الرحم الدافئ إلى عالم العمالقة الذين يمكنهم رفعنا من أقدامنا. والطريقة الوحيدة التي يمكننا التعبير بها عن احتجاجنا على ذلك هو الصراخ.


إن أولى المعتقدات التي ستشكل هوياتنا تأتي من أولياء أمورنا أو من يقومون برعايتنا. بإمكان أي طبيب نفساني إخبارك بمدى أهمية هذه المعتقدات ومدى صعوبة فصلها. ومن ثم نبدأ باكتساب المزيد من نظرائنا، من خلال الثقافة والتعليم. وبناءً على ذلك نتعلم بأننا أميركيون، ومن هم الأميركيون؟ حسناً تم إخبارنا بذلك كثيراً من خلال التاريخ ومن خلال قصص سردتها عائلاتنا وقصص نقرؤها أو نشاهدها في الأفلام.


ما إن نحدد هوياتنا كأميركيين، حتى نتصرف كما يجب علينا التصرف. لم يكن في مصلحتي الشخصية الانخراط في سلك الجندية. فقد كانت لدي وظيفة جيدة. وقد قمت بالفعل بحسم أمري ضد الانخراط في الجيش كمهنة. ولكن كأميركي كنت اعتقدت بأن ذلك هو واجبي، لذا مضيت قدماً، ولو أن الجيش طلب مني الذهاب إلى فيتنام لفعلت دون جدال. هويتي كأميركي كانت تقوم على أساس معتقداتي، وجزء من هذه المعتقدات يقوم على حقيقة أن من واجب كل أميركي القيام بالحراسة بالتناوب.


خاض الملايين غمار الحرب لأنهم - كأميركيين أو بريطانيين أو فرنسيين أو ألمان أو روس أو يابانيين يعتقدون أن من واجبهم القيام بذلك. ويكمن الخطر في حقيقة أن بإمكان الأشخاص عديمي الضمير- من خلال تحريف الحقائق والدعاية- دفع الأشخاص إلى خوض الحروب حتى وإن لم يكن ذلك في مصلحة بلادهم ناهيك عن مصلحتهم هم إلاّ إذا كان هناك غازٍ يشكل تهديداً لبيت أحدهم ومأواه، وليس في مصلحة أي فرد خوض حرب ما إلاً إذا قرر أن يكون مرتزقاً.


إنها لمفارقة آثمة بأن يكون بوسع سياسي لديه أكثر الدوافع تدنيا أن يشن حروباً بواسطة بالعزف على وتر المثل العليا. لم تكن الملايين التي لقت مصرعها في كل هذه الحروب شيئاً يذكر بالنسبة للقادة الذين أرسلوهم إلى هذه الحروب. كانوا طعاما للمدافع. وقاسمهم المشترك كان حقيقة أن قادتهم السياسيين كانوا مستعدين للتضحية بهم بدافع الجشع والأنانية.


وكل الذين لقوا حتفهم في الحروب يعدون جنوداً مجهولين في نظر قادة الحروب. فالموتى يُعرفهم فقط الأشخاص الذين يحبونهم.


والنقطة الهامة هي أن نتذكر أن نميز بين أميركا تجريدياً وأميركا في الحقيقة. فتجريدياً تتشكل أميركا من جميع خبراتنا وذكرياتنا وقصصنا وخرافاتنا وأساطيرنا. أما أميركا في الحقيقة فتتألف مما يوجد الآن.


وما يوجد الآن هو حكومة فيدرالية ليست الأفضل وقرار مهتز في البيت الأبيض. وما يوجد الآن هو مؤسسة عسكرية صناعية ذات اهتمام راسخ بالحرب والصراع. وما يوجد الآن حروب غير ضرورية في أفغانستان والعراق.


وما يوجد أيضاً هو حكومة تواقة إلى رفاهية مجتمع الأعمال ولكنها رفاهية لا تهتم البتة بالفرد الأميركي. وقد ذكر رود يارد كبلنج ذلك تماماً في قصيدته «إن سئلت يوماً لماذا متنا فأخبرهم لأن أسلافنا كذبوا». لذا فإن على كل أميركي التيقظ لدى سماع الساسة وهم يتحدثون عن أمور كالوطنية والأمن القومي والاستقرار الدولي.


ترجمة: كوثر علي
البيان
عن «أنتي وور»






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر