حاورته نورما أبو زيد خوند -
باجمال ..لن ندخل في مساومات وندعوا المعارضة الى المنافسة
ملامحه قاسية ولكن نبراته أليفة فما ان تسمعه حتى ترتاح اليه انه الرجل الذي عرف في العام 2001 بـ «الاشتراكي الذي ترأس الحكومة» بحيث كان في الحزب الاشتراكي قبل ان يسجن لخلافات مع قيادة الحزب على خلفية اتهامه بالنزعة الليبرالية. إنه عبدالقادر باجمال رئيس وزراء اليمن والامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم. شغل باجمال مناصب سياسية وقيادية كثيرة اكسبته خبرة كبيرة في العمل السياسي وجعلته يستحق لقب الرجل الثاني في اليمن بعد الرئيس صالح بحيث تدرج في مناصب وزارية عديدة الى ان وصل إلى رئاسة الحكومة في العام 2001 وما زال.
خبرته السياسية الطويلة، التي تعود إلى العام 1966 حيث التحق بالعمل السياسي ضمن حركة القوميين العرب ، جعلته يتعملق ويسمو وينفتح ويتعاون، فهو اليوم يؤكد حرصه على استمرار خط الديمقراطية من خلال دعوته، وبصريح العبارة رؤساء الأحزاب المعارضة والأمناء لان يترشحوا للرئاسة ضد الرئيس علي عبد الله صالح وطلبه منهم بجرأة أن يستمدوا السلطة من ذاتهم لا أن يستعطوها ولا أن ينتحلوها.
وقد جاءت دعوته هذه في حوار مع صحيفة الوطن القطرية حيث التقته في منزله وقد أطلق شعارات المرونة والوعي والانفتاح.
تناول الحوار ملف الرئاسة، علاقة الحزب الحاكم بحزب الإصلاح ومؤسسه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، هروب القاعديين، جامعة الايمان، الفساد، التعاون الأمني مع الولايات المتحدة الأميركية والعلاقة مع قطر.
وفي ما يلي نص الحوار الذي حسم فيه ترشيح حزب المؤتمر الشعبي العام الرئيس صالح لولاية رئاسة جديدة واصفا إياه بأبرز المؤهلين لرئاسة الجمهورية:
لا احد يشك للحظة في ان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح سيخوض المعركة لولاية جديدة ولكن يبقى السؤال ما اذا كانت المعارضة ستتمكن من خوض المعركة بمرشح جدي امام الرئيس صالح بعيدا عن الاسماء الشكلية المطروحة؟
- في نظري متطلبات المنافسة الحقيقة في نظام تعددي تقول انه يفترض بالمعارضة بل ينبغي ان تشارك كل قياداتها السياسية سواء كانت رؤساء احزاب او امناء عموم في الترشح لاظهار الجدية تجاه تأكيد وتأصيل فكرة النظام السياسي التعددي الذي هو في حد ذاته منظومة متكاملة بين السلطة والمعارضة ويجب ان تتكون صورة هذه المظومة بين السلطة والمعارضة لدى الطرف الآخر اي لدى المعارضة فما قيمة هذه المعارضة اذا كانت ستؤجر واحدا ترشحه لينافس الرئيس علي عبدالله صالح؟ هذا معناه عدم الجدية ومعناه انهم يقدمون انفسهم مجرد ظاهرة صوتية او دعائية لا اقل ولا اكثر وانا ادعو امناء الاحزاب والرؤساء لان يرشحوا انفسهم للرئاسة.
ولكن ما هو السبب الذي يجعلهم لا يقدمون مرشحا جديا للانتخابات الرئاسية؟
- السبب في داخلهم ولكنني ادعوهم ان يقدموا احدا في وزن رئيس الحزب او الامين العام.
هل يعود ذلك الى عدم وجود شخص كفؤ لديهم ليترشح للرئاسة؟
- من يرشح نفسه كرئيس حزب وكأمين عام في داخل حزبه وفي قاعدته معناه انه يستطيع ان يقدم نفسه على المستوى الشعبي كمرشح لرئاسة الجمهورية فأنا لا اتصور حزبا من الاحزاب يسعى وينافس ويريد سلطة دون ان يشترك في عملية المنافسة الا اذا كان غرضه الامساك بالسلطة بطريقة او بأخرى عن طريق الصفقة وهذا بتقديري افتراء على الديمقراطية وتجاوز لكل وقائع الديمقراطية ولآلية عملها التي هي الانتخابات.
تطلبون من المعارضين ان يقدموا انفسهم للرئاسة علما بأنه لا يحق لأي مواطن ان يترشح الا اذا حصل على خمسة في المائة من اصوات اعضاء البرلمان الذي ينتمي معظمه الى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وكذلك على خمسة في المائة من اصوات اعضاء مجلس الشورى الذي تعين السلطة جميع اعضائه؟
- نحن سنعطي الاصوات لأي مرشح للرئاسة ان كان جديا او غير جدي فليست لدينا اي مشكلة ولكني اتصور ان امناء ورؤساء الاحزاب مرشحون جديون طالما انهم يتسلمون هذه المهمة ويحتلون هذه المواقع فلا توجد رغبة اكثر من ذلك اقولها كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام وهي ان يتفضل الـ 22 حزبا وينافسوا الرئيس صالح على الرئاسة برجالاتهم الجادة لا ان يستأجروا واحدا او ينتخبوا اي احد من اجل خلق فرصة للحديث اللامسؤول تجاه القضية السياسية التعددية فقط.
وأنتم على استعداد لاعطائهم الخمسة في المائة من اصوات مجلس الامة ومن اصوات مجلس الشورى؟
- نحن ندعوهم ولسنا فقط على استعداد للموافقة.
يؤكد البعض ان فخامة الرئيس صالح سيحتاج لمرشح معارضة يواجهه كي يضفي طابعا ديمقراطيا على العملية الانتخابية فهل صحيح ان فخامة الرئيس يدعم ترشيح سمية علي رجا ضده في الانتخابات؟
- لا اعتقد في تقديري الشخصي ان سمية علي رجا طلبت من الرئيس ان ترشح نفسها في مقابله او ان الرئيس طلب منها ولكن حتى هذه اللحظة الحق الانتخابي في الترشح والانتخاب مطلق فردي وشخصي لأي انسان كان وهو حق ضمنه الدستور.
هل للمرأة اي حظوظ للوصول الى الرئاسة في بلد ذكوري مثل اليمن؟
- انا اعتبر ان مجرد التفكير والجرأة على الترشح هو بادرة جيدة ففي اميركا لم تبدأ المرأة رأسا في الكونغرس ولا في مجلس الشيوخ ولا في مجلس النواب كما ان الوضع كان مماثلا في بريطانيا فلابد من بداية والبداية الآن هي تقبل فكرة ترشح امرأة للرئاسة فإذا تم تقبل الفكرة فسيتم ترشيحها بشكل حقيقي.
الى اي مدى يتقبل الشعب اليمني فكرة ترشيح امرأة؟
- انا اشك ان الفكرة مرحب بها لدى الشعب ككل في ظل الثقافة السائدة لكن هذا لايعني على الاطلاق ان نستبق الوقائع، لدى الناس، توجد استطلاعات رأي تعرض من وقت لآخر وتعطي ارقاما ضئيلة من حيث العينات التي اختيرت لتدلي بأصواتها.
متى تتوقعون ان تنتهي حالة الغموض السائدة منذ فترة بشأن مسألة ترشيح فخامة الرئيس صالح، البعض يعتبر انه مع انعقاد المؤتمر العام للحزب الحاكم في شهر يونيو المقبل ستتضح الصورة بحيث سيطلب الحزب من الرئيس ان يكون مرشحه؟
- عمليا المؤتمر الشعبي العام حسم أمره في مؤتمره العام السابق، فإذا انعقد مؤتمر آخر سيعني وكأننا ننقض ما بنيناه، المؤتمر العام السابع قرر بكل قوامه ان مرشحه هو الرئيس علي عبدالله صالح فالموضوع محسوم، الرئيس قال اننا سنفكر بمؤتمر آخر لكن المؤتمر رفض وقال هذا قرارنا النهائي والعملية التنظيمية هي عملية ديناميكية ولسنا حزبا شموليا ولكننا حزب ديمقراطي بطبيعة الحال.
المعارضة تعتبر ان اعلان فخامة الرئيس بأنه لا يريد الترشح للانتخابات واصرار حزب المؤتمر على تسميته مجرد سيناريو؟
- أي عملية من العمليات التاريخية فيها اشكال وصيغ مختلفة في طريقة طرح المرشح أ و طرح الافكار والآراء من أجل الرئاسة، فالمؤتمر الشعبي العام له طريقة والاشتراكي له طريقة والاصلاح له طريقة ايضا وبالتالي لماذا ننتقد على طرائقنا واساليبنا ونحن حزب حر ونختار ما نريد من وسائل لماذا يقومون بانتقادنا طالما الحرية موجودة وكل حزب يختار الوسيلة التي يريدها.
ولكن الكل يسأل أليس لدى الحزب شخص كفؤ سوى الرئيس صالح؟
- انا قلتها بصراحة انه رجل قوي شجاع، تاريخي ومستقبلي.
أي لا يوجد أحد بكفاءته؟
- لا يوجد احد لديه هذه المواصفات في داخل المؤتمر الشعبي العام.
هل تعتبرون اما فخامة الرئيس صالح واما الفوضى؟
- لماذا الفوضى؟ هذا كلام بعض المشعوذين السياسيين الذين يسمون انفسهم مفكرين احدهم كتب وقال الاتفاق أو الحرب لماذا الاتفاق أو الحرب؟ اليمن اديرت بحكمة آلاف السنين ومن يقل هذا الكلام هو شخص ليس لديه خبرة على الاطلاق وليس له دراية بأوضاع اليمن بأي حال من الاحوال.
بما انكم تستبعدون نظرية الفوضى لماذا لا تتركون فخامة الرئيس يتنحى كما يريد ليدخل التاريخ من بابه الواسع بعدما أمضى حوالي ربع قرن متربعا على عرش السلطة؟
- وما هو العيب مادام الدستور اعطاه الحق بأن يترشح لدورتين؟ ولماذا هذا الحق كان جميلا ورائعا عندما قررنا الدستور وكل الناس قالوا ان وضع دورتين فقط في الدستور هو شجاعة قصوى والآن لم يعد يصح سوى دورة واحدة؟ وهذا دستور وهذا حق دستوري وليس مجرد أمنيات او نوايا او احلام.
ولكن المعارضة تتساءل اليس كافيا تربعه على عرش السلطة منذ اكثر من ربع قرن؟
- على عرش اي سلطة فلنحسبها لا تنسي ان اليمن كان شطرين وتوحد منذ 16 سنة فقط وحتى اقل من 16 سنة في حقيقة الامر لأنه جرى ايضا شبه جمهورية ثانية بعد الوحدة اي بعد حرب العام 1994 وتعدل الدستور وبعد التعديلات التي جرت، علي عبدالله صالح هو رئيس الجمهور اليمنية ونحن لا نتكلم عن الوضع عندما كان توجد الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هاتان فترتان لا يمكن جمعهما فالدساتير السابقة كانت تمنع الحزبية والتعددية ودستور الوحدة جاء ليؤكد الديمقراطية وبالتالي مرحلة علي عبدالله صالح تبدأ مع مرحلة الديمقراطية الحديثة الوحدوية وهو انجز في هذه الفترة ما لا يمكن ان ينجزه اي احد.
على أي صعيد؟
- على صعيد المعجزة وهي الوحدة اليمنية.
قبل تولي فخامة الرئيس صالح رئاسة الجمهورية اليمنية قتل ثلاثة رؤساء في عام واحد وكان هناك تخوف كبير لدى اي شخص مؤهل لتولي منصب الرئاسة في توليه خوفا من اغتياله فكيف استطاع فخامة الرئيس صالح ان يستمر طيلة هذه الفترة وما هو سر ذلك؟
- وهذا هو سر اصرارنا على استمراره لقد استمر لأنه رجل شجاع وذكي وتاريخي ومستقبلي.
هل السر هو ادراكه التام لكافة خيوط اللعبة الداخلية؟
- لماذا نبني على نظرية الفرضيات لقد قتل ثلاثة رؤساء في عام واحد وجاء الرجل وهو يحمل كفنه بيده وقال انا سوف اتولى مهمة هذا البلد فقد كان درسا بليغا بالنسبة له ان يقتل الحمدي والغشمي وعلي في خلال سنة اليست هذه شجاعة فلماذا نغير اذا كان هذا الرجل قد خاض كل هذه المعارك؟ فليستمر في المرحلة الدستورية القادمة.
وبعد ذلك تهيئون ابنه للرئاسة؟
- من الذي قال ذلك؟
نسمع في أوساط المعارضة انكم ستعملون في المرحلة المقبلة على ترشيح ابن فخامة الرئيس؟
- فليتقدم أصحاب المعارضة اليوم وليهيئوا بعد ذلك أولادهم ولا مشكلة لدينا.
هل تعتبرون ان ترشيح ابن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر جديا لرئاسة الجمهورية؟
- حتى الآن لم أسمع شيئا.
ولكن يتم تداول اسمه؟
- اذا كان يحكى فهذا غير شيء، انا اتكلم عن شيء رسمي.
هل تتوقعون ان يترشح رسميا؟
- فليتفضل أي احد يريد ان يرشح نفسه ونحن طالبنا بأن يترشح رئيس الحزب أو امين عام الحزب وليست لدينا مشكلة.
ثمة سؤال يطرح نفسه اليوم لماذا يبقى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيسا للبرلمان وهو ليس من الحزب الحاكم أي انه لا يمثل الاغلبية في المجلس؟
- كما حدث في البرلمان البريطاني ألم تكن رئيسة البرلمان البريطاني في حزب العمال والاغلبية كانت من المحافظين!
ولكن هنا التركيبة مختلفة يقال انكم تخشون من الشيخ الاحمر وتسعون لارضائه خاصة وان لديه تأثيرا كبيرا على القبائل؟
- القبائل اليمنية واسعة وليست حكرا على جهة أو أخرى وهذه القبائل قد استوعبت الكثير من الديمقراطية في اوساطها واصبحت اكثر حضارية وحداثة من آخرين لا يدعون القبلية ولكن في اعماقهم كل التخلف.
ولكن لم أدرك بعد ما هو سبب بقاء الشيخ الأحمر رئيسا للبرلمان؟
- اتفقنا، صوتنا له، والتصويت لمرتين، فبموجب اللائحة الجديدة رئاسة مجلس النواب تجدد لفترتين خلال ست سنوات.
هل تعتقدون ان حزب الاصلاح وصل الى نقطة الطلاق مع الحكم وان لديه خططا خاصة؟
ــ أولا لا يوجد طلاق ولا زواج في السياسة اطلاقا، ففي السياسة توجد مصالح ولا يمكننا ان نكون على طلاق وزواج في السياسة لأن في بعض الديانات يوجد زواج كاثوليكي أو ماروني غير قابل للطلاق وفي السياسة لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالسياسة مصالح وحيثما تكون المصالح متوافقة تسير السياسة وحيثما تكون المصالح متعارضة تسير السياسة ايضا والبرهان الحقيقي على العملية السياسية هو العملية الانتخابية والكل في تعارضه أو في توافقه يسعى للحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات في الصناديق وهذا حق مطلق، فنحن غير داخلين في صفقات أو مساومات أو أوزان معينة انما في عملية ديمقراطية مفتوحة جائزة لجميع الناس وليست حكرا لأحد وحزب الاصلاح مثله مثل أي حزب.
ولكن هل تعتبرون انه سيهدىء الاوضاع ام انه لن يتدخل؟
- يتدخل بماذا؟
بين الاحزاب المعارضة والحكومة؟
- حزب الاصلاح هو معارضة.
ولكنه يأخذ طابع الاعتدال قليلا؟
- والله هذه وجهة نظرك.
وما هي وجهة نظركم؟
- وجهة نظري انه حزب له حق المعارضة، انا لا اقول انه معتدل ولا اقول انه متطرف، هو عنده منهجية سياسية وعنده خلفية ايديولوجية معينة مثله مثل الاشتراكي ومثله مثل الناصري ومثل الحزب الحاكم أو أي حزب من الاحزاب.
لماذا لم يقدم الاصلاح برأيكم مرشحا للرئاسة حتى الآن؟
- اساليه هو.
ولكن ما هو تحليلكم؟
- في هذا الأمر لا يجوز تحليلي.
لماذا؟
- لأنني لست من حزب الاصلاح.
ولكن دائما كل طرف يملك ما يجري لدى الطرف المقابل؟
- عندنا تحليل ولكن لن أذيعه.
لماذا لن تذيعه؟
- لأننا نحتفظ به.
ولكن لماذا كل هذا التحفظ؟
- لأنه ضمن اوراقنا الداخلية أيوجد احد لا يملك اوراقا داخلية؟
انا اشعر ان الطرفين يتحفظان لماذا؟
- هذه سياسة فكما يقال ما كل ما يعتقد يقال فمقتضيات السياسة فيها شيء من التروي والامعان في التفكير وهناك قاعدة اخذتها من الاصلاحيين انفسهم تقول ما كان بدعة اليوم سيكون سنة غدا.
الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر غير راض عن الوضع ويقول بما معناه ان حزب المؤتمر يزور في الانتخابات ويريد السيطرة على كل شيء ما تعليقكم على ذلك؟
- انا لست في مقام الرد على الشيخ عبدالله لأنه قال كلامه لك كصحفية وليس لأمين عام المؤتمر الشعبي العام وليس بالضرورة ان ينبري المؤتمر الشعبي العام بالرد على كل مقابلة يلقيها امين عام او رئيس حزب.
ماذا عن التعاون الامني بين اليمن والولايات المتحدة الاميركية ولماذا نشعر ان فخامة الرئيس صالح اصبح الرجل الذي لا غنى عنه بالنسبة لاميركا بعد احداث 11 سبتمبر؟
- ولا غنى عنه لليمنيين ايضا.
لماذا لا غنى عنه تحديدا بالنسبة لأميركا؟
- اميركا دولة كبرى ولديها مصالح في المنطقة وتضررت من احداث سبتمبر وهناك اوضاع جديدة بعد سبتمبر وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة متفردة في القرار السياسي العالمي واصبحت الدولة العظمى الوحيدة وهذه المسألة لابد ان يكون لها وزنها المختلف، كنا في اليمن حذرين في فترة من الفترات من التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا الحذر زال عندما اصبح لدينا قاسم مشترك وهو مكافحة الارهاب ولا تنسي ان يواس كول ضربت في عدن وهذا وحده يخلق قاسما مشتركا بيننا لأن امننا وامن أميركا تعرض في آن واحد على ارضنا وبالتالي هذا أكبر مدعاة للتعاون الأمني بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية دون ان نخسر ودون ان نفقد شرفنا وقرارنا المستقل.
ولكن ثمة أطرافا داخلية تنفي وجود ارهابيين في اليمن وتقول ان المساجين الثلاثة والعشرين الذين فروا من السجن منذ مدة ليست بالبعيدة ليسوا قاعديين؟
ــ هذا في تقديري كلام مشوش ليس له علاقة بالحديث، واذا تكلم انسان سياسة دون ان يتمعن في الامور فهو يتكلم «تهريج»، هناك أناس حكم عليهم بانتمائهم للقاعدة وهناك أناس حكم عليهم بأفعال واعمال تخريبية داخل اليمن واذا تبين انهم قاعدة أم لا فهذه تكون قصة ثانية، فالأعمال التي يقومون بها في اليمن لا علاقة لها بأي صفة انما لها علاقة بأمني، كثيرون قاتلوا في افغانستان وعادوا وقطعوا علاقاتهم وانتهت مهمتهم بذلك وليس كل من حارب في افغانستان في ظروف معينة اصبح اليوم متهما ينبغي تقديمه للمحاكمة أو سجنه.. الفرق هنا هو اننا لا نفهم حقيقة وطريقة التعامل الأمني بيننا وبين الآخر هناك اناس اضروا بنا واناس لم يضروا بنا ولكنهم اضروا بالآخر الذي بيني وبينه معاهدات امنية وعلاقات امنية وبالتالي تبادل المعلومات وتسليم المطلوبين من هنا وهناك يدخل في نطاق ممارستي للسيادة وممارستي ايضا للحرص على امني.
ولكن من سهل في الداخل هروب القاعديين فهل يصح هروبهم بالطريقة الفضائحية التي هربوا بها والا تكون الدولة على علم بالموضوع؟
- أتعتقدين ان الدولة هربتهم؟ اذا كنت تقولين ان هروبهم فضيحة هل الدولة تبحث عن الفضيحة لنفسها؟
ولكن كيف يمكن ان يحصل ذلك دون علم الدولة؟
- يحصل لكننا نقول انه غير مقبول على الاطلاق بأي حال من الاحوال وسببه الاهمال او عدم وجود رقابة دقيقة على تصرفات الناس داخل السجن واحيانا نعتقد ان الوضع عادي من الطيبة ولا نأخذ احتياطاتنا الكافية.
في موضوع هروب القاعديين يقال انكم تدعون مكافحة الارهاب بينما انتم تساعدون الارهابيين وللتوضيح اكثر يشاع انكم تقومون باعتقالهم علنا ثم تقومون بإخلاء سبيلهم سرا؟
- هذا بحت خيال وحالات نفسية عند الكثير من الناس لأنهم يريدون جعل اي حسنة سيئة ويريدون ان يزيدوا على اي سيئة سوءا نحن واقعيون في علاقاتنا وفي طريقة عملنا والشعب اليمني شعب واع لا يقبل ارهابيا عنده وامساكنا بعدد من الارهابيين الذين هربوا هو دليل على اننا نتعامل مع اناس لديهم وعي داخلي لا يقبلون اختباء ارهابيين بينهم ولولا معاونة الناس لنا لما كنا استطعنا القاء القبض عليهم مجددا وسط 21 مليون بني آدم.
تتهم جامعة الايمان التي اسسها سماحة الشيخ الزنداني بتخريج بعض الارهابيين فلماذا لا تسمحون بالشفافية في الاضطلاع على اوضاع هذه الجامعة وفي اتاحة المجال للمراقبين والاعلاميين الذين يرغبون في التعرف عن كثب على اوضاعها الداخلية؟
- كون جامعة الايمان جامعة ارهابية انا شخصيا كرئيس للحكومة لا اقبل هذا النوع من الاتهام.
لا نقول ان الجامعة ارهابية انما تخرج بعض الارهابيين؟
- لا، لا نقبل هكذا نوعا من الاتهام ففي نهاية المطاف كأنني احمي جامعة تقوم بعمليات ارهابية وبالتالي نكون قد عدنا لسؤالك اننا نصنع الارهابيين في البلد ككل ونضعها على جامعة الايمان وهذا كلام غير صحيح كل ما في الامر ان جامعة الايمان لديها طريقة في التدريس نريد تغييرها بالتوافق كي تصبح جامعة حقيقية لديها نمط الجامعات المتعارف عليها فربما طريقة محاضراتهم وكتبهم فيها نموذج من اتجاه فكري عقائدي معين يخدم مذهبية معينة او يخدم رؤية معينة وهذا موجود ونحن نريد ان نقلل قدر الامكان في كل اجوائنا الاجتماعية التعليمية والثقافية والسياسية من التطرف ولقد نجحنا في الا نقبل احدا في جامعة الايمان كطلبة خارجيين الا بموافقة سفاراتهم وبلدانهم وبالتالي اي هارب من اي بلد من البلدان لا يقبل لا في جامعة الايمان ولا في سواها من الجامعات اليمنية.
الفساد ابرز معرقل للتنمية الاقتصادية في اليمن بسبب تأثيره على الاستثمار فما هي ابرز الخطوات التي اتخذتموها لمحاربة الفساد واستعادة الدعم الدولي بعد ان تقلص؟
- نحن نسير بخطوات كبيرة وجريئة وبالأمس كان آخر لقاء حول الهيئة الجديدة للمناقصات هناك وهيئة اخرى للمراقبة هناك وتعديلات ايضا على قانون الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فكلما كان هناك مزيد من الشفافية كلما نجحنا في جعل عملية الفساد اقل بكثير وكلما حاصرناها حتى على المستوى الشعبي كما أن اللامركزية الادارية والمالية كفيلة بتقليل سلسلة الاجراءات التي كلما طالت خلقت اجواء غير صحية في المعاملات التجارية والقانونية وفي غيرها من المعاملات الحكومية.
سؤالي الاخير حول العلاقات القطرية - اليمنية ما هو تقييكم لهذه العلاقات وللدعم القطري لليمن؟
- العلاقات القطرية - اليمنية ممتازة وجيدة والقطريون متحمسون لدخول اليمن الى مجلس التعاون الخليجي وهم الذين يدعمون باستمرار النظام السياسي ويدعمون الشعب اليمني ولدينا علاقات جيدة معهم والطريق مفتوحة لمزيد من الاستثمارات القطرية الى اليمن وهناك مشاريع طرق جديدة تنفذ الآن في عدة محافظات ونحن قدمنا الى قطر عدة مشروعات للتنفيذ من بينها دعم نظام التعليم باللغة الانجليزية ابتداء من السنة الرابعة بالاضافة الى اقامة شركات بين القطاع الخاص القطري واليمني
الوطن القطرية