الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:10 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 31-مايو-2006
المؤتمر نت - لم استطع انتظار الجلسة الرابعة من محاكمة الأستاذ أحمد الشرعبي-عضو اللجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام- لبرنامج العمل السياسي لحزبه على * أحمد الحسني -
الحسني يحاكم الشرعبي
لم استطع انتظار الجلسة الرابعة من محاكمة الأستاذ أحمد الشرعبي-عضو اللجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام- لبرنامج العمل السياسي لحزبه على صفحات "الوسط" منذ ثلاثة أسابيع لأن الحلقة الأولى قد تضمنت الحكم مسبقاً بأن البرنامج يتعارض مع الدستور والميثاق، وخطابات الرئيس، والنظام الداخلي، والبرامج السابقة، في جوانب أبسطها النظام الجمهوري الهوية الدينية، الولاء الوطني، الوحدة اليمنية، المرجعيات الوطنية ومبدأ الحوار، وقد تتضمن الحلقة الرابعة تهديد هذا البرنامج للسلام الاجتماعي، وأضراره بطبقة الأوزون، ودوره في انتشار انفلونزا الطيور.
ومما لا يستعصي على أبسط حدود الفهم أن التعارض يقتضي المغايرة إن لم يكن الضد، إلا أن الأستاذ الشرعبي لم يقدم لنا فقرة واحدة في البرنامج السياسي لحزبه تتبنى نظاماً سياسياً غير النظام الجمهوري، أو تدعو لدين غير الإسلام، أو تنادي بالتبعية، والولاء لغير الوطن، أو تحث على تقسيم اليمن، أو إلغاء الآخر، وواحدة من هذه تكفي ليس لنقد البرنامج، وإنما تلغي مشروعية وجود المؤتمر في ساحة العمل السياسي، وتجعل من الانتماء إليه والبقاء فيه جريمة يعاقب عليها القانون.
والشرعبي هنا أحد رجلين، إما مقتنع بان البرنامج السياسي لحزبه الذي يعارض كل تلك الثوابت، والواجب في هذه الحالة –وليس الغيرة من هجوم الجراد- أن نقرأ استقالة الشرعبي على طريق المؤتمر السابع، وليس مراجعة نقدية، أو مقالاً مطولاً على طريق المؤتمر الاستثنائي، خصوصاً وأن الشرعبي كان أحد أعضاء لجنة البرنامج السياسي في المؤتمر السابع، ولم يذكر في مداخلته أياً من بنود هذه المرافعة الحماسية أثناء مناقشة برنامج العمل السياسي في المؤتمر العام السابع.. وإما أن الشرعبي يكتب خلافاً لقناعاته، وهذه إساءة إلى نفسه، وإلى التنظيم الذي يذيل اسمه بصفته القيادية فيه، ويكلفنا عنت قراءة أربع صفحات في "الوسط" ليس فيها غير الاستخفاف بعقولنا، والضحك على دقوننا، لأننا نقرأ ما يكتبه.
رغم أن الشرعبي حصرنا وإياه بمحاكمته هذه في هذين الخيارين المرين، إلا أن حبي للشرعبي لا يطاوعني في أن يكون أحد الرجلين، ولذلك فإني أفترض أن يكون الموضوع برمته زلة قلم، كما يقال، وأنه عنى بتعارض برنامج العمل السياسي مع كل تلك الثوابت، أنه غير راض عن الصيغة التي تناول البرنامج بها تلك الجوانب والثوابت، خصوصاً وأن مصفوفة المقارنات التي أوردها في الحلقات الثلاث تدعم افتراضي هذا.
فلو بدأنا بعد هذه المقدمة المقتضبة (على طريقة الشرعبي) بمناقشة ومآخذ الشرعبي التي اشتمل عليها قرار الاتهام الذي قدمه في محاكمة برنامج العمل السياسي لحزبه، فإنها وفقاً لمصفوفات المقارنة:
1- النظام الجمهوري: الكارثة من وجهة نظر الشرعبي أن البرنامج (لم ترد فيه أي عبارة تحمل اسم النظام الجمهوري، وأهداف الثورة اليمنية، ولم ترد فيه أي كلمة عن ثورة سبتمبر وأكتوبر الظافرتين، ولا حتمية الدفاع عنهما، كما تم سحب هذه المهمة من وظائف القوات المسلحة والأمن)، ويمكن أن يكون هذا مأخذاً مقبولاً لو أن الشرعبي يتحدث مع الزبيري عن البرنامج السياسي لحزب الله بعد الثورة، أو يناقش مشروع بيان مشترك سيصدر عن الإرياني والشامي في مؤتمر حرض قبل نصف قرن.. أما في برنامج عمل سياسي مرحلي لحزب فهذا ليس منطقياً، خصوصاً وأنه لم يعد محمد بن الحسين في حجانة، ولا بريطانيا في عدن.
أما أن البرنامج السياسي قد سحب حماية الثورة من مهام القوات المسلحة والأمن، فهذا خلط منه بين الدستور وبين برنامج حزبه السياسي، فالمؤسستان محكومتان بمنظومة التشريعات والقوانين التي تحدد واجباتهما الدستورية، وليست تابعة للمؤتمر الشعبي كحزب، وليس من حق حزب أن يسحب مهامها الدستورية، أو يلزمها بخصوصيات برنامجه السياسي.
2- الهوية الدينية والولاء الوطني أورد الشرعبي فقرتان من البرنامج نصتا على ترسيخ الهوية الثقافية، والولاء الوطني وتوحيد مفاهيم الأمة للإسلام، ونبذ فكر التطرف والإرهاب، وإظهار الإسلام بقيمه السمحاء الداعية إلى الخير والنهي عن المنكر).. ثم يقوم بعدها وينوح ويندب، لأن العقيدة الإسلامية لم تعد تعني (أن الإسلام بالنسبة لشعبنا اليمني –كان وما يزال- أساس تكوينه الفكري والروحي..الخ)، وأن سقف الضغط الخارجي أخف ضرراً أو أقل أثر من حالة الاغتراب التي يتضمنها البرنامج السياسي للمؤتمر).. أما بماذا استدل على هاتين الباقعتين؟ فقد كان لأن العبارة الأولى كانت في الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب والثانية في الإرشاد والتوجيه الديني.. حقيقة لا أجد تعليقاً على هذا؟ ولا رداً أبلغ من إحالة القارئ على الموضوع، ومناشدة الإخوة في المؤتمر الاستثنائي أن ينقلوا عبارة الولاء الوطني إلى البيئة والهوية الدينية إلى الزراعة رحمة بحال الشرعبي، ويضمنوا البرنامج السياسي فصلاً يحتوي على زبد الفقه الشافعي وأزهار فقه الإمام زيد.. وإلا فإن الإسلام لن يعود -ليس للمؤتمر فقط ولكن لشعبنا اليمني عموماً- أساس تكوينه الفكري والروحي.. يا منعاه وكمسكن أولي أدل الشرعبي إلى أن الهوية الدينية والانتماء قد جاء ذكرهما في فقرة مستقلة لم يقرأها الشرعبي في مقدمة البرنامج تحت بند ثقافياً.
وعموماً فإن القراءة النقدية التي حاكم بها الشرعبي برنامج حزبه السياسي على طريق المؤتمر الاستثنائي لا تختلف كثيراً عن قراءته النقدية على طريق المؤتمر السابع، إلا بطول الأخيرة، ومفاوز التيه التي يقطعها القارئ ليخرج بالنهاية بأن الشرعبي عنسي المذهب السياسي (نسبة إلى عبدالسلام العنسي)، الذي يرتكز على قاعدة "أنا الصواب المطلق"، وحارس الميثاق الأكبر، والمخلص للرئيس علي عبدالله صالح، والثورة،والوحدة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وصديق البيئة والطفولة، وجميع خلق الله أعداء لكل ذلك.
والعجيب أن الشرعبي وهو يتحدث عن عظمة الرئيس وحنكته ونضاله المخلص يجعل منه رئيس حزب خارج عن الشرعية الدستورية، يعادي ثوابت الأمة والنظام الجمهوري والدين والوحدة، ويقوم على إقصاء الآخر والاستبداد بالمؤسسة العسكرية والأمنية، ويتكون من حثالة من النفعيين لا يلتزمون بالدليل النظري للحزب، ولا بنظامه الداخلي وأدبياته ولوائحه الداخلية، وهكذا يتحول رئيس الجمهورية إلى رئيس عصابة في نظر الشرعبي يوافقها على محاربة ثوابت الأمة والتمرد على الدستور ومخالفة كل ما يقوله في خطبه، ولا يستطيع أن ينبس بنت شفة.
لقد كنت آمل أن أقرأ للشرعبي وهو يطرح أن التعديل الذي حدث على الميثاق الوطني حول اللا مركزية الإدارية لا يواكب التحولات القائمة وتوجهات المؤتمر حول توسيع صلاحيات الحكم المحلي، خصوصاً أننا مقبلون على انتخابات المجالس المحلية بعد أشهر، وإذا كان للشرعبي ملاحظات على برنامج العمل السياسي لحزبه الذي يزخر بمرادفات الشرعبي من اعتمال واعتمالات وغيرها، فهذا رأي كان بإمكانه عرضه بهدوء سواء في اللقاءات التنظيمية كما هو الأصل، باعتباره شأناً تنظيمياً، أو من خلال مقال متزن لا يحتاج فيه إلى كل ذلك التهويل والخطاب الثوري والمتناقضات، وإضاعة مفرداته الأدبية الرشيقة في كل ذلك الحشد من التكلف الممل والاشتقاقات المتقعرة والطرح العبثي الذي يستهلك به من أعمارنا شهراً كاملاً دون ذنب اقترفناه غير قراءة صحيفة "الوسط" كالعادة، فما كان أغنى الشرعبي وأغنانا عن تجشم ربع صفحة من (ترائي المضمون) و(ريادة الآفاق المستقبلية) و(الزخم السياسي) و(كان لافتاً) و(منا شط) و(طغيان الممارسة اللا متوازنة)، إلى غير ذلك من الاشتقاقات والتراكيب (الشقعبرية) (كلمة لا معنى لها اخترعتها متأثراً بقراءة مقال الشرعبي)، ليقول لنا بعد ذلك أن ذلك استهلال مقتضب يعرض فيه جانباً من مرافعته (المعبرة عن الغيرة التي تنتاب الصادقين حين تنتفض ضمائرهم والغيورين إذا هاجم الجراد حاضرهم).
وبالمناسبة أنا هنا أدعو الدكتور عبدالله الفقيه وأتحداه باعتباره كاتباً ممتازاً و أستاذ للعلوم السياسية أن يترجم هذه العبارة ويربط بينها وبين موضوع قراءة الشرعبي النقدية.
نقلاً عن (صحيفة الوسط)




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر