المؤتمرنت - إعلام الإصلاح وسياسة التضليل والابتزاز السياسي
لقد كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية عن الفشل الذريع الذي أصيب به التجمع اليمني للإصلاح بعد أن قال الشعب اليمني كلمته واعطى لكل حزب حجمه في الساحة اليمنية؛ ذلك أن انتخابات إبريل 2003 التي كانت محك اختبار للقوى السياسية اليمنية ومدى قدرتها على الوصول إلى الناخب اليمني واقناعه بمشروعها وبرنامجها السياسي خصوصا وأن هذه الانتخابات تعد الثالثة في سياق الانتخابات البرلمانية مما يدل علىان التجربة التي خاضها الناخب اليمني كانت كفيلة بأن تجعل وعيه هو الذي يختار..
وتأسيسا على ذلك فإن إعلام الإصلاح كان قد بدأ قبل الانتخابات النيابية بممارسة تزييف وتضليل للحقائق، ودأب على تكثيف هذا التزييف أثناء الانتخابات ظناً منه أنه ومن خلال تلك الأقاويل قادر على أن يؤثر على إرادة الناخب اليمني، ولكنه تناسى ان الناخب اليمني قد أرتقى بوعيه إلى المستوى الذي استطاع من خلاله أن يعطي لكل حزب سياسي في اليمن حجمه الطبيعي.
وبالتالي فان فشل الإصلاح في الحصول على ثقة الناخب أدى إلى أن يصاب بحالة من الإحباط والفشل والتخبط، وصار خطابه الإعلامي يحاول قلب الحقائق وتزييف الوقائع بطريقة عجيبة.
وليس بمستغرب أن يكون التخبط الأعلامي، والتظليل والزيف الذي يمارسه الإصلاح وإعلامه منسجماً مع سياسة التطرف التي ينتهجها حتى صار ينظر إلى الحقائق المتجسدة على ارض الواقع من زاوية الثأر مع الشعب ؛ويتضح ذلك بشكل كبير من خلال محاولته تزييف الوقائع بما يخدم مخططات التطرف لدى قياداته التي أدمنت نهج الابتزاز والغلو حتى أضحى ذلك النهج سياسية تعتبر قيادات الإصلاح أنها قادرة من خلالها على تحقيق ما عجزت عن إقناع الناخبين به.
إن أستمرر الخطاب الإعلامي لتجمع الإصلاح في تزييف حقائق ساطعة كالشمس يؤكد أن هذا النهج يأتي كمحاولة من قيادات الإصلاح لممارسة الابتزاز السياسي خارج اطار العملية الديمقراطية واشتراطاتها الدستورية والقانونية للحصول على ما عجزت عن تحقيقه بالانتخابات التي كانت محل تقدير واعجاب الجميع .
لقد كان الناخب اليمني على قدر كبير من الوعي عجزت آلة الإعلام الإصلاحية المتسمة بالزيف والكذب عن إختراقه فلم يكن أمام تلك الآلة بعد أن فشلت وفشل حزبها في كسب ثقة الناخب إلا ان تستمر في انتهاج سياسة التظليل الإعلامي بل وتكثف منه عقب انتخابات إبريل 2003م حتى يغفر لها الآخرون خطأ تقديراتها وحساباتها.
ومن ناحية أخرى فإن حصول المؤتمر الشعبي العام على اغلبيه كاسحة مثل صدمة حقيقية لتجمع الإصلاح ومراهناته حيث أن تلك الأغلبية كشفت حجم الزيف والتضليل الذي حاول الإصلاح ممارسته وإقناع الناخب بمصداقيته، فلم يجد الإصلاح بداً من تحويل خطابه باتجاه بث الادعاءات والشائعات وتصويب سها مها تجاه المؤتمر الشعبي العام وقياداته حتى يبرر عجزه وفشله في كسب ثقة الناخب.
|