بقلم الدكتور عبد الكريم الارياني - عبقرية القائد..عبقرية الإنجاز
عندما يضع القائد السياسي لنفسه أولويات،ويثابر في متابعة إنجازها، فانه يكون قادراً على تحقيقها..هذا هو مقياس العبقرية السياسية..
ومن المميزات التي يتسم بها الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، أنه إذا وضع لنفسه هدفاً لا يتركه دون أن يتابعه بمثابرة كبيرة حتى يتحقق..هذا يفسر -في تقديري- كل هذه الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت للوطن في مسيرته بقيادة فخامة الأخ الرئيس..
وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 17يوليو 1978م ..فإن اليمن كانت تمر خلال تلك الفترة بحالات من الشد والجذب كادت تودي بمستقبل الوطن واستقراره حتى كان انتخاب الأخ/علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية في هذا اليوم الأغر((17يوليو1978م )) ..والذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ اليمن المعاصر..
إذا ما حاولنا أن نستعرض المسيرة الوطنية في ظل قيادة الأخ الرئيس تتداعى أمامنا غير قليل من المواقف والتجليات التي تدل على مهاراته القيادية وعبقريته السياسية الفذة..
إن القيادة الفذة دون حكمة قد تنجر إلى التهور ..غير أن الأخ الرئيس بما يتمتع به من قيادة فذة و حكمة و صبر استطاع أن يقود الوطن إلى بر الأمان ويجنبه كوارث عدة..فإثر تسلمه قيادة البلاد واجه الوطن أزمات حادة أبرزها الحرب بين الشطرين وعمليات التخريب لكنه بحكمة واقتدار لم يلبث إلا أن يمضي في تحقيق إنجازات غير عادية..حيث شرع في تثبيت الأمن والاستقرار واستطاع أن يتجاوز عنق الزجاجة التي كان يعاني منها الشطر الشمالي آنذاك ..
من المعروف أنه ومنذ الأسابيع الأولى لتولي الأخ الرئيس القيادة شكل أول لجنة لإعداد ميثاق وطني ..ثم لجنة الحوار الوطني والتي تم تشكيلها عقب الحرب بين الشطرين في عام1979..وضمت كل ألوان الطيف السياسي آنذاك ..وقد أدت المتابعة والمثابرة التي أولاهما الأخ الرئيس لهذين الموضوعين إلى الإنجازات الكبيرة التي يعيشها شعبنا اليوم وهي الوحدة الوطنية والديمقراطية والتعددية الحزبية والإنجازات التنموية وغيرها ..
إن تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على التخريب الذي كان مدعوماً من الخارج شكل نقطة الانطلاق للتحول في اليمن الجديد لصانع تحولات اليمن الجديد الرئيس علي عبدالله صالح..
تلا ذلك المباحثات الجادة مع الشطر الجنوبي لإنجاز دستور دولة الوحدة حتى تم التوقيع عليه.والحوار حول مؤسسات هي شطرية لكنها تكاملية..وتلك خطوة بكل تأكيد لها وزنها وقيمتها امتصت بعض التوتر ..ويأتي الحديث العظيم لقيادة وحكمة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عندما توجه إلى عدن براً في 1989م، والتقائه بالجماهير وحثها على المطالبة بالوحدة الناجزة بين الشطرين، وإجراء المفاوضات الطويلة مع القيادة في الشطر الجنوبي حينذاك والتي أدت إلى اتفاقية عام 1989م، وكل تلك كانت خطوات تاريخية وتحولية، تلاها تحقيق الوحدة وإعلان التعددية السياسية والحزبية. وكلا الإنجازين أديا إلى تحول جذري في المجتمع اليمني الجديد..
ومع الأسف الشديد جاء ذلك الحدث الطارئ وهو محاولة الانفصال عام 1994م، ومرة أخرى أثبت الأخ الرئيس عبقريته وقدرته على التعامل مع ذلك الحدث المهول والذي كان سيؤدي بالبلاد إلى أتون الحروب التي لا تنقطع وتم تجاوزه.. وترسخت وحدة الوطن.
وفي 1995م حدثت أزمة خطيرة بين بلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة.. تلاها أزمة حنيش..
ورأينا حكمة الرئيس القائد وحسن بصيرته وصبره كيف تجاوز الوطن كل الأزمات التي واجهته..
ومن القيم العظيمة التي يتسم بها الأخ الرئيس التسامح والعفو، وقد عشنا مواقفه النبيلة في هذا المضمار وهي مواقف لا تحصى ويدركها الجميع.
وعلى سبيل المثال موقف الرئيس إزاء الذين وقفوا ضده في موقع المواجهة والذين عملوا ضد المصلحة الوطنية، عفا عنهم وأحسن معاملتهم وأعاد استيعابهم في مواقعهم برحابة صدر وكأنّ شيئاً لم يحدث، كما حدث مع عناصر التخريب في الثمانينات، وإثر معارك الدفاع عن الوحدة عام 1994م.. ثم العفو الرئاسي الأخير عما تبقى مما عُرف بقائمة الستة عشر.
نحن إزاء قائد وطني فذ يتمتع بعبقرية سياسية فذة مثلما يتمتع بالحكمة والروّية يوظفها لمصلحة الوطن والشعب..
عبقرية القائد . . عبقرية الإنجاز
نقلا عن الميثاق |