د. عبدالحكيم شائف محمد*
تنتشر في اليمن العديد من المواقع الأثرية المتنوعة (موقع لما قبل التاريخ ولمواقع تاريخية، وإسلامية وتتمثل هذه المواقع في الرسوم الصغيرة والكهوف والمنشآت المعمارية -الدينية والمدنية والجنائزية-.
وفي الآونة الأخيرة توالى اكتشاف مواقع جديدة تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ وهي رسوم فنية محفورة على الصخر وفي داخل الكهوف كما في مناطق الضالع، صعدة، ومحافظة صنعاء.
ولعل أهمية اكتشاف كهف المزبد في (المعمر) محافظة صنعاء تكمن في كونه لأول مرة يلقي الضوء على معثورات داخل هذه الكهوف والتي لم تكن ضمن محتوياتها من قبل وأيضاً يمكننا أن نتعرف على طبيعة تشكل سطوحها والتي تعرف بالهوابط والصواعد بسبب نزول الماء، وتكلس الصخر، وهذه الكهوف هي أصلاً ملاجئ ومساكن للإنسان وترتادها الحيوانات وتعيش وتموت فيها.
وبالمقارنة مع طبيعة الرسوم الصخرية نجد أن أغلب أشكالها هي حيوانات ثدية متنوعة أغلبها الأبقار والثيران بمختلف أنواعها وتأتي أهمية هذا الكهف أنه حفظ لنا العديد من عظام هذه الحيوانات المتنوعة التي كانت تعيش في المنطقة.
ولقد قام فريق من الهيئة العامة للآثار باستطلاع منطقة الكهف وفحص بعض العينات العظمية التي أخرجت من الكهف وكان لي الشرف أن أكون أحد أعضاء فريق الهيئة العامة للآثار، كوني أحد المتخصصين في قسم الآثار جامعة صنعاء وذلك لأن دراسة مثل هذا الاكتشاف (الكهف) سوف يعكس نتائج مهمة عن طبيعة البيئة في تلك المنطقة ونوعية المناخ والغطاء النباتي ويؤرخ لحياة أنواع من الحيوانات البرية المنقرضة، وإذا كان هذا الاكتشاف قد حضي باهتمام المسئولين على الآثار والعلماء الآثاريين كالدكتور يوسف محمد عبدالله، وعبده عثمان غالب وبعض البعثات الأثرية فإن ذلك يحتاج إلى القيام بعمل علمي منظم يقوده عدد من المتخصصين في دراسة العظام الحيوانية والنباتات والبيئة القديمة، وذلك لأن علم الآثار أصبح يقوم على التخصص الدقيق ويحتاج إلى تعاون كافة التخصصات العلمية ويحتاج إلى تعاون الجميع بدءاً بالأهالي والجهات المختصة في الدولة.
* قسم الآثار جامعة صنعاء
|