بقلم/ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية- نائب رئيس المؤتمر - الميلاد.. ومسيرةٌ متعاظمةُ العطاء
بينما كانت الأجواء السياسية تعصف بالوطن شماله وجنوبه.. ووسط تجاذبات شديدة الحساسية كانت فكرة الحوار الوطني الشامل قد أطلقها فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام. وفي اللحظة التي كان يحمل في جوانحه هم الوطن، وفي إطار تفكيره الوطني الجاد للخروج من هذا المعمان الخطير بصيغة وطنية يتفق عليها الجميع ويحدد إطارها الفكري والنظري بعيداً عن أي مؤثر وتأثير من الشرق أو الغرب أو من الرؤية القاصرة في ظروف كان الوطن كله تتلاطمه زوابع وأمواج تهدد كيانه. ولتغطية الفراغ السياسي،ولدت فكرة المؤتمر الشعبي العام وكان يوم الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982م يوم الميلاد الأغر، لتبدأ مسيرة جديدة في إطار فكري ونظري بهذا التكوين السياسي الوطني الذي شكل في البداية المظلة الواقية من حرارة التطرف يساراً ويميناً بمفهومة الوسطي المعتدل المستمد من التعاليم الدينية والمفاهيم الوطنية والأخلاقية الأصيلة، ومستوعباً حينها مختلف المشارب المؤمنة بالحراك الوطني والسياسي ومحاوراً كل الاتجاهات دون تعصب أو غلو، ومتدارساً في كل ما يصب في خانة التطور والنمو.. وانطلقت مسيرة المؤتمر في كل الاتجاهات بعيداً عن الانغلاق، محققاً خططاً تنموية واجتماعية وثقافية، ومكرساً في ذات الوقت جهداً سياسياً ضخماً لتعميق الديمقراطية مفهوماً ومسلكاً.
وفي ديمومة العمل الجاد والمثابر ظل المؤتمر الشعبي العام بقائده المؤسِّس والباني فخامة الرئيس بعلاقة حميمة مع البناء والتطور والنمو على مختلف الصعد؛ تجسيداً لآمال وطموحات الجماهير ومترجماً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية.. في التطور الاجتماعي والوحدة الوطنية، وبه كان الوصول إلى يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م يوم إعلان الجمهورية اليمنية وإعادة لحمة الوطن والميلاد الجديد لليمن السعيد.
وفي هذه المحطة العظيمة من تاريخ شعبنا المناضل كان المؤتمر الشعبي العام على موعد مع انضمام آلاف الكوادر بل عشرات الآلاف من الكوادر والقياديين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.. حيث كان لهم الحضن الدافئ ولكل قاصدي البناء والتحرر والتواقين للمستقبل المنشود.
وبدأ المؤتمر يتقدم المسيرة في تبني وترجمة الديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية وحرية الرأي والرأي الآخر، ودعم ذلك قولاً وفعلاً. ولم تثنه التجنيات أو أحابيل المكايدة متمسكاً بالأهداف الوطنية في ظل راية الوحدة والديمقراطية.. ولا يسعنا اليوم إلا أن نحتفي بكل ثقة بالذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام. ويتعاظم تمجيدنا لهذه المناسبة الحافلة بكل تلك المنجزات وبصفة خاصة أن هذه المناسبة تأتي بعد أن جددت الجماهير ثقتها العظيمة بالمؤتمر وعانقت صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية الثالثة التي جرت في السابع والعشرين من إبريل الماضي- بطاقات الانتخاب والتأييد، الأمر الذي جعل المؤتمر في تنافساته يتقدم جميع الأحزاب والقوى المشاركة وحملته على الأعناق لمقدمة البناء الوطني، وهذه ثقة نتفاخر بها بل وتبعث على الاعتزاز، لأنها جاءت من أبناء الشعب، وتمثل شهادة الثقة رغم بعض المحاولات الخائبة لطمس الحقائق وحجب عين الشمس بغربال متهالك.
وإذا ما جاز لنا القول أن عطاءات المؤتمر والقائد قد قوبلت بهذا العرفان العظيم، فإننا نكاد نجزم أن دليلنا وعنوان المرحلة سيكون بفضل هذا التلاحم الوطني الخلاق بين المؤتمر وقائده والجماهير، ومضي عجلة التنمية صوب البناء بشكل أكبر للمستقبل النهضوي الشامل في ضوء هذا الدافع الشعبي المتجدد.. ولا يفوتني شخصياً هنا أن أزف التهاني والتحايا الأخوية الحارة لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وإلى جماهير شعبنا الوفية من أقصى الوطن إلى أقصاه- شماله وجنوبه- شرقه وغربه- وعلى موعد بعطاء أزخم صوب المستقبل المنشود في ظل مناخات الأمن والاستقرار، والشعور بالمسئولية المنشودة في ظل مناخات الأمن والاستقرار ، والشعور بالمسئولية الوطنية من الجميع وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الأنانية والضيقة والولاءات الحزبية المتأثرة بفيروسات الغلو سواء، أكانت يساراً أو يميناً ولا بد من أن يدرك الجميع أن الوطن في حاجة للطاقات والإبداعات والإنجازات التي تخدم وترفع من مستوى معيشتهم وتلبية احتياجاتهم، بدلاً من استمرارية عزف الأسطوانة المشروخة التي شبَّع الناس من تكرارها وترديدها عليهم ليل نهار، بينما العازفون يمارسون هواياتهم المأزومة ولم يتجاوزوا مواقعهم السابقة في الحرس القديم الذي عفا عليه الزمن وأكل منه وشرب، وبقي أن نقول: ستمضي قافلة العطاء بوتيرة متزايدة مستمدين الطاقة والثقة من جماهير الشعب التي قالت كلمتها في حق المؤتمر في السابع والعشرين من إبريل الماضي وعلى العهد سنمضي: الوفاء بالوفاء والعطاء بالعطاء وكل عام وأنتم بخير
نقلا عن صحيفة الميثاق
|