المؤتمر نت - حاوره عبدالملك الفهيدي -
العيدروس لـ (المؤتمر نت) المعارضة لا تمتلك رؤية كاملة أو برامج واضحة والإصلاح بذل جهوداً للهيمنة على المساجد بعد أن أغلقت المعاهد العلمية
أنتقد الأستاذ محمد حسين العيدروس الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام بالمؤتمر الشعبي العام تفسيرات المعارضة للإصلاحات التي بدأت الحكومة بتنفيذها خصوصاً في مجال الأوقاف والإرشاد مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار تنفيذ برنامج الحكومة الذي يعد انعكاسا للبرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي الذي أكد على أن تستخدم المساجد للمهمة التي بنيت من أجلها وأن تبتعد عن الصراعات الحزبية.
وقال العيدروس في حوار أجرته معه (المؤتمر نت) " : كل عمل تقوم به الحكومة اليوم في أي مضمار أو في أي نشاط، تفسره المعارضة حسب تفسيراتها لأن المعارضة لا تمتلك رؤية كاملة ولا تمتلك برامج واضحة بل تمتلك جانب النقد بدون تقديم الحلول للحكومة.
وأوضح الأمين العام المساعد بأن المؤتمر الشعبي العام يمد يده لكل القوى السياسية لنبذ التطرف والتعصب والتحريض الذي تطلقه بعض منابر المساجد التي تسعى بعض الأحزاب للهيمنة عليها.
وقال: بعض الأحزاب -وحزب الإصلاح بدرجة أساسية- عندما أغلقت المعاهد العلمية بدأ يسعى ويبذل جهوداً كبيرة للهيمنة على المساجد.
واعتبر العيدروس الإرهاب مؤامرة على الوطن وأن العمليات الإرهابية التي نفذت في اليمن ترتبط بشبكة دولية مشيراً إلى وجود أسباب كثيرة أدت إلى بروز ثقافة العنف والتطرف والإرهاب ومن أهمها: محاولة تعكير أمن واستقرار الوطن عبر الأفكار المتحجرة والمتعصبة في أذهان بعض العناصر التي تدخل ضمن المجموعات الإرهابية.
وحول إمكانية حكومة المؤتمر في القضاء على الإرهاب والفساد، كما جاء في برنامجها، نوّه الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام إلى أن برنامج الحكومة تضمن إجراءات وآليات للحد من هذه الظاهرة، معتبراً أن قضية الفساد جاءت لتراكمات وقضايا سياسية ولا يمكن القضاء عليها في يوم وليلة.
وفي رده على سؤال عن طبيعة تواجد المرأة في فكر وواقع المؤتمر الشعبي العام أجاب العيدروس بالقول: " المرأة تحتل لدينا أهمية كبيرة في تسلسلنا التنظيمي وفي قيادة المؤتمر.
وأضاف: والمؤتمر وحكومته يوليان المرأة اهتماما كبيراً وغير عادي.. واليوم أصبحت المرأة مديرة وسفيرة ووزيرة ونحن نحترم المرأة قولاً وفعلاً.
وانتقد العيدروس موقف المعارضة من المرأة وقال: بعض القياديين في أحزاب المعارضة طالبوا بجلوس المرأة في البيت وإعطائها راتباً شهرياً وهذا يعطي دلالة واضحة في أن المرأة تستخدم كصوت للانتخابات فقط ويطالبون بحرمانها في المقابل من المشاركة في الحياة.
وأكد الأمين العام المساعد على أن مسئولية إنجاح فعالية صنعاء عاصمة للثقافة العربية العام المقبل مسؤولية وطنية تتحملها كل الأحزاب والقوى السياسية على الساحة اليمنية.
الرئيس في الأخير مواطن
- كثيرا ما طرحت المعارضة ضرورة استقالة رئيس الجمهورية من منصبه كرئيس للمؤتمر الشعبي العام.. ما مدى مشروعية هذا الطرح؟
- هذا الكلام ليس في محله ورئيس الجمهورية في الأخير هو مواطن ومن حقه الانتماء إلى أي حزب وقانون الأحزاب لم يحدد ولم يشترط أن يقدم رئيس الجمهورية استقالته من أي حزب.
(المؤتمر لا يعتمد على أشخاص)
ولكن هل استقالة رئيس الجمهورية من منصبه كرئيس للمؤتمر الشعبي العام يمكن أن يؤثر على الأداء السياسي للمؤتمر خصوصاً في الانتخابات؟
- المؤتمر الشعبي العام يعتمد على ما قدمه للناس وحب الناس للمؤتمر يعود لذلك.. ورئيس الجمهورية هو أحد أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحد مؤسسيه، والمؤتمر الشعبي العام يعتمد على القاعدة الشعبية بدرجه أساسية.. وفي الانتخابات الرئاسية المؤتمر دعم الأخ الرئيس ورشحه لرئاسة الجمهورية والتفت الجماهير الشعبية لترشيح الأخ الرئيس لرئاسة الجمهورية فالمؤتمر لا يعتمد على أشخاص، ولكن يعتمد على قاعدته الشعبية العريضة.
الإرياني ركن من أركان المؤتمر
- ترددت أنباء عن نية الدكتور عبد الكريم الإرياني الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام تقديم استقالته من الأمانة العامة للمؤتمر ليتفرغ للعمل السياسي كمستشار للرئيس على أن يخلفه الدكتور أحمد الأصبحي ما صحة هذه الأنباء؟
نحن في الأطر التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام لم نناقش هذا الموضوع، ولم نسمعه الإ من المعارضة..وبإمكانك أن توجه هذا السؤال حول الرغبة الذاتية للدكتور عبدالكريم الإرياني إليه.. ولكن نحن نعتبر الدكتور عبدالكريم الإرياني ركنا أساسيا من أركان المؤتمر الشعبي العام.
ليست رداً على الإصلاح
التوجهات التي تشهدها وزارة الأوقاف والإرشاد وخصوصاً فيما يتعلق بجانب خطباء المساجد والمراكز الصيفية تفسر من المعارضة بأنها رد فعل حصول المؤتمر على دوائر قليلة في أمانة العاصمة؟
في الحقيقة لم تقتصر هذه الإصلاحات على أمانة العاصمة، وإنما تقتصر هو توجه عام ضمن برنامج الحكومة الذي نال الثقة من قبل مجلس النواب.. والمراكز الصيفية منتشرة في مختلف أرجاء الجمهورية، وفي المحافظات كلها..
وهذا لا يعبر عن رد فعل لأن المؤتمر حصل على دوائر اقل في الانتخابات في أمانة العاصمة.. هذه هي الديمقراطية، وهذه هي حصيلتها.. ولكن المعارضة دائماً تفهم الأمور بعكس ما يفهمها الآخرون.. وحقيقة ليست ردا على حصول الإصلاح على أغلبية في أمانة العاصمة بل هي في الحقيقة سياسة مرسومة في برنامج الحكومة، وهدف وطني سامي.
المعارضة لا تمتلك برامج
- هل نفهم من ذلك أن ما يتم من إجراءات خصوصاً في الأوقاف، والإرشاد يعد انعكاساً للبرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام؟
البرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام أكد على أن تكون المساجد لأداء الصلاة واستخدامها للمهمة التي بنيت من أجلها وهي الوعظ..وان تكون ساحة للعلماء لتوعية الناس.. وأن تبتعد المساجد عن الصراعات الحزبية وغرس بعض الأفكار من خلال هذه الحلقات، أو الندوات..
إذا ًفالمؤتمر الشعبي حريص كل الحرص وفقاً لما جاء في برنامجه في أن يؤدي المسجد رسالته السامية.. ولكن كل عمل تقوم به الحكومة اليوم في أي مضمار أوفي نشاط تفسره المعارضة حسب تفسيراتها لأن المعارضة لا تمتلك رؤية كاملة ولا تمتلك برامج واضحة.. بل تمتلك جانب النقد بدون تقديم الحلول للحكومة.. وحقيقة أن الوطن هو وطن الجميع ويتسع للجميع.. والمؤتمر الشعبي العام يمد يده لكل القوى السياسية لنبذ التطرف، ولنبذ التعصب.. لنبذ الاستخدام السيئ المتمثل ربما في التحريض الذي يطلقه بعض منابر المساجد التي تسعى بعض الأحزاب للهيمنة عليها.
الإصلاح يسعى للهيمنة على المساجد
-هل تتهمون بذلك حزباً معيناً؟
الحقيقة الشارع أو الشعب هو الذي يحكم بيننا.. بعض الأحزاب، وحزب الإصلاح بدرجه أساسية عندما أغلقت المعاهد العملية بدأ يسعى، ويبذل جهودا كبيرة للهيمنة على المساجد. وكأن المساجد حكراً على حزب معين، فالمساجد للجميع هي بيوت الله ويجب أن تستخدم للهدف السامي الذي وجدت من أجله كما هو معروف للجميع.
المؤتمر ليس السبب
- هل يعني ذلك أن إغلاق المعاهد العلمية أثر على الإصلاح بحيث كانت النتائج التي حصل عليها في الانتخابات انعكاسا لإغلاق المعاهد؟
عدم حصول الإصلاح على دوائر كثيرة ليس السبب فيه هو المؤتمر.. فالذي حكم بين المؤتمر وبين اللقاء المشترك هو الشعب.. فالنتيجة التي حصل عليها المؤتمر أو الإصلاح أو الحزب الاشتراكي هي نتيجة لحكم الشعب ولتقييم الشعب.
من أجل المصلحة الوطنية
- الإصلاح تحالف سابقاً مع المؤتمر لكن هذا التحالف أنفض..وهو الآن في تحالف مع الاشتراكي.. وبرزت خلافات بينهما في قضية اغتيال جار الله عُمر…
بالنسبة للتحالفات كل حزب حر في التحالف مع من يريد، ولكن ما نتمناه أن يكون التحالف دائماً لتنمية الديمقراطية، ولتعزيزها، ويجب أن يكون من أجل المصلحة الوطنية، وأن تكون هناك قواسم مشتركة يجب الحفاظ عليها.
وجه السؤال للإصلاح
-ولكن ما أعنيه أن فشل تحالف الإصلاح مع المؤتمر يمكن أن يتكرر مع الحزب الاشتراكي؟
هذا السؤال وجهه لحزب الإصلاح.. ولكننا في المؤتمر نؤيد أي تحالف يحمل أهدافا سامية، ونمد أيدينا لكل حزب يريد أن يتحالف معنا أو ينسق معنا في المؤتمر الشعبي العام.
نهجنا ينطلق من الميثاق الوطني
بوصفك أميناً عاماً مساعداً لقطاع الفكر والثقافة والإعلام للمؤتمر.. كيف تقيمون الأداء الفكري والثقافي والإعلامي للمؤتمر؟
بالنسبة للجانب الفكري والثقافي ينطلق نهجنا من الميثاق الوطني المستمد أفكاره من كتاب الله وسنة رسوله، ومن ثقافتنا الوطنية الأصيلة، ومن تراثنا.. والبرنامج الثقافي والفكري للمؤتمر ينطلق من مضامين الميثاق الوطني.. وقد تتغير آلية التنفيذ من وقت إلى آخر على ضوء المرحلة، والواقع الذي تعيشه البلاد، والجو العالمي العام.. لكن في الأخير عندما نراجع كل الخطوات، والخطط والبرامج نجد أنها تنبثق من الميثاق الوطني الدليل والفكر للمؤتمر الشعبي العام.
لا ترابط بين أعلام المؤتمر والإعلام الرسمي
- هناك من يقول بأن الإعلام الحزبي للمؤتمر الشعبي العام هو تكرار للإعلام الرسمي كيف تردون على ذلك؟ وكيف يمكن تطوير إعلام المؤتمر ليصبح إعلاماً مهنياً؟
*إعلام المؤتمر الشعبي العام له اتجاهات تنظيمية سياسية فكرية، والإعلام الرسمي له اتجاهات أخرى تتعلق بالحكومة وببرامجها، وأيضاً ربما يتفق أيضاً مع إعلام الأحزاب الأخرى.. لما تراجع برامج الأحزاب التي تتعلق بالثقافة والإعلام تجد الإعلام الرسمي تدخل في طيا ته برامج الأحزاب في مجال الثقافة والإعلام.. ولا يوجد ترابط بين الإعلام الرسمي وبين إعلام المؤتمر الشعبي العام.. فذلك إعلام دولة وإعلامنا إعلام خاص للحزب مثل إعلام أي حزب آخر..
نحن ننبه ونراقب
- هل يعني ذلك أن إعلام المؤتمر من حقه أن ينتقد السلبيات في أداء الحكومة خصوصاً وأنها حكومته؟
- نحن ننبه ونراقب لأي خلل في برنامج الحكومة لكن آلية التنفيذ، وآلية التقييم هناك مجلس نواب بدرجة أساسية ونواب مسئولين عن تقييم برنامج الحكومة..
ولكن نحن أداة ننبه إلى بعض الفتور إلى بعض ألا خفاقات إلى الاعوجاج إذا حصل نقول هذا اعوجاج.. لكن الرقابة، والمحاسبة تصب في إطار صلاحيات مجلس النواب.. لأننا لا نريد أن ندخل في مشكلة ونصبح حزب شمولي فمجلس النواب هو السلطة التشريعية والرقابة على الحكومة لأنه هو الذي منح الحكومة الثقة ومن حقه أن يستجوب أي وزير ويقول له أنت فعلت كذا وأخطأت في كذا .. الخ فهذه الأمور تتعلق بالسلطة التشريعية.. لكن إعلام المؤتمر من حقه أن ينتقد الأخطاء إذا وجدت باعتبار أن الإعلام هو السلطة الرابعة، ولكن في إطار النقد البناء المستند على أدلة وبراهين.
مسئولية الجميع
- قلت في مقابلة سابقة إن التطرف والعنف والفهم الخاطئ للدين سيظل سيفاً مسلطاً على رقبة الديمقراطية لكن ما هي الحلول لإبعاد هذا السيف؟ هل عن طريق مشروع ثقافي مثلاً؟
*العلاج الأساسي لهذه القضية هو توعية الناس والعمل بجدية من خلال وحدة الصف الوطني للتخلص من هذا الفكر المنحرف الذي يشوب بعض الناس وهذه مهمة من المهام الأساسية للأحزاب السياسية على الساحة اليمنية، وهي مهمة وطنية يتحمل مسئوليتها الجميع لأن الجميع سيكتوي بنارها..
هذه قضية كل الأحزاب
- لكن أنتم في المؤتمر تحكمون بينما المعارضة تريد أن تكون بديلاً لكم فمن الذي يجب عليه تبني هذه المهمة؟
- الكل.. هذه مهمة وطنية.. لا يستطيع المؤتمر أو حكومته أن يعمل بمفرده بشكل فاعل للتخلص من هذا القضية.. هذه القضية تتحملها كل الأحزاب الوطنية، فهي ليست مهمة حكومة، وليست مهمة المؤتمر، ولا مهمة الإصلاح. فالكل يجب أن يكون صفاً واحداً لمواجهة مثل هذه الثقافة، وهي ليست بمستوى القضية الشائكة التي لا يمكن حلها.. فإذا وجدت النوايا الصادقة لدى الجميع سيكون حلها سهل جدا.
*إذاً هل يمكن أن تدرج هذه القضية في إطار موضوع الاصطفاف الوطني؟
- نعم بالإمكان إدراجها في إطار قضية الاصطفاف الوطني الذي دعى إليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بهدف مواجهة التحديات المحيطة باليمن، والأمة العربية.
الأفكار المتحجرة والمتعصبة وراء ثقافة العنف
ما هي العوامل التي أدت إلى ظهور ثقافة العنف والتطرف والإرهاب في اليمن؟
- الإرهاب أنا أعتبره موامرة على الوطن وقضايا الإرهاب أو العمليات الإرهابية التي نفذت في اليمن هي مرتبطة بشبكة دولية على مستوى بعض الدول، أو العالم بصورة عامة، وتحركها السياسي وتنفيذ بعض العمليات دائماً يتم بالتنسيق مع عناصرها الموجودة خارج الوطن، ولذا تسمع بين حين وآخر أنه تم إلقاء القبض على شخص في الكويت مثلاً، وله علاقة بتفجير المدمرة "كول" وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الإرهاب منها: محاولة تعكير الأمن والاستقرار والحقد المبطن على هذا الوطن وأمنه واستقراره، وربما بعض العناصر تدخل ضمن المجموعات الإرهابية نتيجة لبعض الظروف الاقتصادية وبعض الأفكار المتحجرة والمتعصبة التي تغرس في أذهانهم
هناك تطور في أداء الحكومة
هل تعتقد أن الحكومة قادرة على استئصال مثل هذه الثقافة؟
الفرق شائع نتيجة لجهود الحكومة في مواجهة ومحاربة الإرهاب اليوم تشعر أن هناك فرق كبير وإن بقيت بعض العناصر فالوقت سيأتي بها. لكن هناك تطور وتحسن كبير في أداء الحكومة تجاه القضاء على هذه الظاهرة السيئة.
قضية الفساد مؤلمة وحلها يحتاج وقت
- الأستاذ عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء قال عند تقديمه لبرنامج الحكومة "إن الإرهاب والفساد هما وجهان لعملة واحدة " باعتبار برنامج هذه الحكومة انعكاس لبرنامجكم الانتخابي والحكومة هي حكومة مؤتمرية كيف يمكن لهذه الحكومة النجاح في القضاء على الإرهاب والفساد باعتبارهما وجهان لعملة واحدة؟
برنامج الحكومة تضمن الكثير من الآليات والأفكار والجوانب التي تتعلق بالإرهاب والحد من هذه الظاهرة.. والحكومة اتخذت كثير من الإجراءات تتعلق بهذا الجانب إضافة إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات المتعلقة بالفساد.. لأن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة ولهذا تشعر أن كثير من الإدارات والأجهزة الحكومية تحسن أداءها.. وبالإمكان أن تسأل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتتعرف على القضايا المتعلقة بالفساد والخلل الموجود في بعض المؤسسات والوزارات سيعطوك إحصائية عن مجمل القضايا التي أحيلت إلى نيابة الأموال العامة لمحاسبة هؤلاء الناس الفاسدين فيها.
وقضية الفساد قضية مؤلمة ونتيجة لتراكمات وقضايا سابقة لا يمكن القضاء عليها في يوم وليلة بسهولة ولكن اعتقد أن النية الصادقة وبرنامج الحكومة والخطوات المتخذة في هذا الجانب بدأت نتائجها تلوح في الأفق.. وبالإمكان أن تسأل رئيس الحكومة والجهاز المركزي للرقابة ستلاحظ الفرق الشاسع بين الإجراءات التي اتخذت اليوم وبين الإجراءات التي اتخذت قبل ثلاث أو أربع سنوات.
من ناحية أخرى فالإرهاب يؤدي إلى الفساد والحكومة اتخذت إجراءات للمواجهة والتصدي لظاهرة الإرهاب التي أضرت بالوطن وبسمعته وأضرت بالاقتصاد والتنمية والفساد أيضاً يضر بالتنمية وبالاقتصاد وبالتالي بالوطن ولهذا تجد أنهما وجهان لعملة واحدة.
أطلعونا على أوضاع العراق
- التقيتم في الأسبوع الماضي بالحزب الوطني الديمقراطي الحر العراقي ماهي حيثيات هذا اللقاء؟
وفد الحزب جاء إلى اليمن بعد زيارة إلى مصر والجامعة العربية والسودان وسوريا ونحن مثل بقية الدول العربية.. حيثيات هذا اللقاء تكمن في أن وفد الحزب جاء لاطلاعنا على الأوضاع في العراق وما يعانيه الشعب العراقي من معاناة في ظل الاحتلال.
- هل يعني أن زيارتهم إلى اليمن وإلى بعض الدول العربية يأتي في إطار تبني هذه الدول للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي؟
موقفنا من قضية العراق ثابت
نحن لم نناقش قضية المقاومة.. واليمن هي المحطة الخامسة.. ونحن حددنا موقفنا تجاه دعم الشعب العراقي وهو موقف ثابت لن يتزعزع.. أولاً نحن أكدنا مسألة وحدة الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال.. وأن يحكم العراقيون أنفسهم بأنفسهم من خلال اختيار حكومة وطنية تشرف عليها جامعة الدول العربية، أيضاً أكدنا على ضرورة عقد مؤتمر وطني للقوى السياسية في الساحة العراقية برعاية جامعة الدول العربية لإنقاذ العراق من محنته.
ثالثاً أكدنا على ضرورة أن يسيطر الشعب العراقي وحكومته الوطنية على ثروات العراق وتحمل مسؤولية إعادة بناء العراق.. وهذا هو موقفنا الذي طرحناه على الأخوة العراقيين الذين زارونا الأسبوع الماضي.
نرفض التواجد الأجنبي
-- ما يحدث الآن من احتلال للعراق وتهديد لكثير من دول المنطقة هل يمكن أن يطال اليمن؟
نحن في اليمن نرفض رفضاً قاطعاً التدخل في شئوننا الداخلية ونرفض رفضا قاطعا أي تواجد لقوات أجنبية أو أمريكية على أرضينا او في مياهنا الإقليمية ولا يمكن أن تقبل اليمن بهذا التواجد.
بعض القيادات طالبت ببقاء المرأة في البيت
- نعود إلى الشأن الخاص بالمؤتمر وتحديداً إلى موضوع المرأة التي تحتل موقعاً مهماً في أدبيات المؤتمر لكن على المستوى الواقعي لا زال موقعها أقل من مستوى ذلك الطموح كيف يمكن تفعيل دور المرأة في هذا الجانب؟
نحن في المؤتمر تحتل المرأة لدينا أهمية كبيرة في تسلسلنا التنظيمي وفي قيادة المؤتمر فهي عضوة في اللجنة الدائمة بشكل واسع وعضوة في اللجنة العامة، وعلى مستوى الأمانة العامة يوجد قطاع المرأة تتحمل المرأة مسئوليتها عنه. وهذا التسلسل يمتد إلى المحافظات والمديريات والدوائر.. والمؤتمر وحكومته يولي المرأة اهتماما كبيرا وغير عادي ولكن يبقى هناك ظروف ربما اجتماعية حالت دون ترشيح المرأة بشكل واسع للانتخابات والمؤتمر أعطى المرأة حقها.. الحكومة أعطت المرأة نسبة 22% من حجم الوظائف على مستوى الجمهورية.. اليوم أصبحت مديرة والمرأة أصبحت سفيرة، وأصبحت وزيرة فنحن نحترم المرأة قولاً وفعلاً بعكس المعارضة التي حجبت كثيرا من حقوق المرأة بعض المفكرين او القياديين في أحزاب المعارضة طالبوا بجلوس المرأة في البيت وإعطائها راتب شهري وهذا يعطي دلالة واضحة في أن المرأة تستخدم كصوت للانتخابات فقط. ويطالبوا بحرمانها في المقابل من المشاركة في الحياة.
- ولكن المؤتمر لم يرشح سوى امرأة واحدة في الانتخابات؟
نحن في المؤتمر أعطينا حق اختيار المرشحين لقواعد المؤتمر وأعضاء المؤتمر هم من اختاروا مرشحيهم ولا نستطيع أن نعترض على ذلك لأن هذا هو المبدأ الديمقراطي، ومع ذلك ربما هناك تراكم ثقافي يحول دون اختيار المرأة ودعمها كمرشحة في أوساط المجتمع عموماً.
التغيير يحتاج إلى وقت
- إذاً كيف يمكن تغيير الموقف الاجتماعي تجاه المرأة من خلال الجانب الثقافي سواء في المؤتمر أو في الأحزاب الأخرى أو على المستوى الاجتماعي؟
طالما أن المرأة تحتل حيزا كبيرا في الهيكل الوظيفي للدولة وفي مختلف المؤسسات حتى في الجهاز الأمني من خلال الشرطة النسائية التي تتحمل مسؤولية مهمة.. وهذا يعطي الناس ثقة بأن المرأة بدأت تتواجد في الوظائف وبدأت تتحمل مسؤولية وتقود المجتمع ومن خلال الممارسة العملية ستتوسع ثقافة ومدارك المرأة من ناحية ومن ناحية أخرى ثقافة ومدارك الرجل واحترامه لها لما تؤديه من مهام تنموية وأمنية ومهام على مستوى الأجهزة المختلفة في الدولة.. ونحن نعتبر المرأة الساعد الأساسي للرجل في كل مرفق وفي كل موقع من مواقع الحياة..
- لكن ما تزال هناك نظرة قاصرة تجاه المرأة في الجانب الثقافي والتعليمي؟
نحن ننظر إلى المرأة والرجل بنظرة واحدة في جميع المجالات ولكن إذا وجدت النظرة القاصرة عند البعض تجاه المرأة فاسألهم.
السبب ليس ضعف المعارضة
- رغم مرور أكثر من 13 على التعددية السياسية ما يزال المؤتمر هو الحزب الحاكم وما زال يحصل على الأغلبية التي وصلت في الانتخابات الأخيرة إلى أغلبية كاسحة كما وصفت هل ذلك يعود إلى ضعف المعارضة؟
السبب في ذلك ليس ضعف المعارضة.. الحقيقة المؤتمر هوا لتنظيم الرائد الذي ينظر إلى الوطن وإلى الجماهير دون تفريق أو تفريد.. هو التنظيم السياسي الذي يمثل القاسم المشترك للجماهير والجماهير دائما مع مصالحها.. لو نظرت قبل 13 عاما في جانب التنمية كانت شبكة الطرق عندنا لا تتعدى 2000 إلى 3000 كم اليوم عندنا 10آلاف كم بمعنى أن المؤتمر يعد ويفي بوعده ولذلك فالجماهير تقف خلف المؤتمر.
هذا كلام المعارضة
- يلاحظ بأن كثير من أعضاء مجلس النواب الحالي إما رجال أعمال أو وجهات اجتماعية بينما يقل عدد المثقفين هل هذا عائد إلى سوء اختيار الأحزاب؟
هذا كلام المعارضة.. لكن عد إلى سيرة أعضاء مجلس النواب المؤتمرين ستجد دكتور في الجامعة ومثقف وهذا لديه خبرة إدارية وتولى مسؤولية.. ولكن أقول أننا لم نرق إلى الهدف المطلوب ولا ندعي الكمال في أن مرشحي المؤتمر كلهم مثقفين.. ربما هناك بعض من مستوياتهم متدنية لكن هذه المرة هناك مجموعة كبيرة من أساتذة الجامعة وهذا مكسب كبير لمجلس النواب وللوطن.. أما ما قد يشاع عن مستويات أعضاء المؤتمر فهو كلام المعارضة.. وأقول الأحزاب الأخرى عليها أن تسأل نفسها بعض مرشحيها عبارة عن وجهات اجتماعية او ثقافتهم متدنية أو ثقافة معنية في جانب معين.
الوعي الثقافي تجسد في الانتخابات
- بعد مرور ثلاثة عشر عاماً من العمل السياسي المتعدد كيف تقيم مستوى الأداء الثقافي والفكري للقوى السياسية هل أدت الدور المعول عليها في خدمة الثقافة الوطنية؟
أنا أعتقد أن القوى السياسية ينمو وعيها يوماً بعد يوم من ناحية ثقافية ومن ناحية ديمقراطية.. وتجسد الوعي الثقافي من خلال الانتخابات الأخيرة التي راهن الكثير على أنها ستشهد مشكلات وربما تفشل الانتخابات.. والحقيقية أن الأحزاب السياسية اليمنية أصبحت اليوم تملك وعيا ثقافيا ووعيا ديمقراطياً كبيرا وهذا الوعي الذي تمتلكه الأحزاب وقواعدها وكافة أفراد المجتمع ساعد إلى نجاح الانتخابات البرلمانية 2003م.
- ولكن كيف يمكن القول بوجود وعي ديمقراطي وكثير من الأحزاب لم تتغير قياداتها منذ عام 90م
هذا شأن يخص بعض الأحزاب
- وماذا عن المؤتمر؟
نحن في المؤتمر حتى في الانتخابات البرلمانية تم تجديد 55% تقريبا من نواب المؤتمر وفي المؤتمر العام السادس حصل تجديد للقيادات العليا للمؤتمر الشعبي العام فدائما المؤتمر يتجدد.. لكن الإبقاء على قيادات معينة هذا أسلوب غير ديمقراطي وأسلوب مرفوض في المؤتمر الشعبي العام.
هذه مهمة وطنية
- لنتجه نحو المستقبل.. وكما تعرف نحن مقبلون على صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الأحزاب السياسية لإنجاح هذه الفعالية الآن؟
هذه مهمة لا تقتصر على الحكومة بل مهمة وطنية وفي اعتقادي أن على الأحزاب أن تساعد في إنجاح هذه الفعالية المهمة ليعطوا صنعاء وجهها الحقيقي المشرق أمام العالم فهي ليست مهمة المؤتمر أو الحزب الاشتراكي أو الإصلاح ويجب أن يسهم الجميع في إنجاح هذه الفعالية بمختلف قواهم ونشاطاتهم ويكونوا رافداً للحكومة لإنجاحها.
الأحزاب تنتقد ولا تقدم الحلول
- لكننا حتى الآن لم نسمع جميع الأحزاب أي مبادرة سوى نقد وزارة الثقافة أو طرح رؤى تطالب وزارة الثقافة بتنفيذها؟
بإمكان الأحزاب السياسية تقديم أراء ومقترحات إلى وزارة الثقافة والجلوس مع مسئوليها والإطلاع على الترتيبات والتحضيرات لهذه الفعالية لكن مشكلتنا أن الأحزاب السياسية البعض منها ينتقد ولا يقدم الحلول.
- ماذا عنكم في المؤتمر الشعبي العام؟
نحن كسائر القوى الوطنية سنسهم في إنجاح هذه الفعالية لأنها ليست قضية المؤتمر بل قضية كل المثقفين وكل اليمنيين وقضية الوطن.
المناسبة فرصة للأحزاب
- هل بإمكان الأحزاب استغلال هذه المناسبة لانتشال وضعها الثقافي الراهن من خلال إقامة ندوات، ومحاضرات وفعاليات حتى على المستوى السياسي؟
هي فرصة للأحزاب السياسية طالما ونحن نعيش في أجواء ديمقراطية وهذه هي فرصة الأحزاب.
بأي كيفية؟
بالمشاركة الفاعلة واستغلال هذا الحدث لإنجاح الفعالية بثقافاتهم المعينة، وبإسهاماتهم الفاعلة، وبشبابهم وبكوادرهم.. والباب مفتوح أمام الجميع وليست حكراً على حزب دون آخر فلا يمكن منع حزب لأننا نعيش في بلد ديمقراطي.
سندعم برنامج الحكومة لأنه برنامج المؤتمر
- ولكن وبصفتك مسؤول عن قطاع الثقافة في المؤتمر ما لذي سيقدمه المؤتمر لإنجاح هذه الفعالية.
نحن سندعم دعما كاملا خطط وبرامج الحكومة في هذا الجانب لأن برنامجها هو انعكاس لبرنامج المؤتمر الانتخابي.
- ولكن لن يقوم المؤتمر بتنظيمه لقاءات أو ندوات أو نقاشات على هامش هذه المناسبة؟
- سوف ندعم الفعاليات الوطنية كلها سواء للأحزاب او للمنظمات او للمثقفين وسندعم بشكل أساسي البرنامج الخاص والمعد من الحكومة في هذا الجانب لأن هذا البرنامج هو انعكاس لبرنامج المؤتمر والبرنامج الانتخابي للمؤتمر اختارته الجماهير ومن الطبيعي أن يعبر برنامج الحكومة عن روح البرنامج الانتخابي للمؤتمر وهذا ما تم.. وبرنامجنا لهذه الفعالية هو برنامج الحكومة..