استطلاع/ عارف أبو حاتم - اليمن تتقدم ديمقراطياً والمؤتمر كان الأجدر بالفوز في الانتخابات البرلمانية
صف عدد من السياسيين والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية أن التجربة الديمقراطية في اليمن متميزة وتخطو إلى الأمام بثبات وتفرد.
وقالوا " إن العمل الديمقراطي يسير بتتابع متسق وبقدر من التوطين والمثابرة"
صحيفة "المؤتمر نت" أجرت استطلاعاً موسعاً حول مستقبل العمل الديمقراطي في اليمن، وماذا بعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع والعشرين من إبريل الماضي بنجاح منقطع النظير وماذا يريد الشارع اليمني من نوابه في البرلمان القادم؟ ولماذا منحت جماهير الناخبين ثقتها مجدداً للمؤتمر الشعبي العام، مما أهله للفوز بالأغلبية الكاسحة.
استمرارية العمل الديمقراطي.
يقول فيصل سعيد فارع رئيس مؤسسة السعيد الثقافية إن النجاح المتميز للعملية الانتخابية التي جرت في إبريل المنصرم يمكننا من القول بيقين أن العمل الديمقراطي في اليمن خطا خطوات قوية إلى الأمام وعزز إمكانيات التطوير الديمقراطي في المستقبل اللاحق. فمنذ التسعينات والعمل الديمقراطي دؤوب ومستمر، وهذه ميزة تاريخية في اليمن منذ القدم، والديمقراطية في اليمن تسير بتتابع متسق وبقدر من التوطين والمثابرة من قبل الجميع، ويجعل العمل يتعزز أكثر فأكثر ويضيف: ويعود قدر كبير من النجاح إلى القيادة السياسية لما توليه من أهمية بالغة بالعمل الديمقراطي، وهو عمل واعد وينبئ بمستقبل فاضل، صحيح أن بلادنا من دول الديمقراطيات الناشئة إلا أن هذا النشء ارتقى بالبلاد كثيراً وجعلها تخطو إلى الأمام.
الديمقراطية في اليمن بعد حضاري
أما الدكتور خالد طميم رئيس نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء فقد قال إن العملية الانتخابية في اليمن تمثل نقلة نوعية لليمن، فقد كنا نتحدث قبل سنوات ونقول أن اليمن من البلدان الديمقراطية الناشئة، لكن الانتخابات أثبتت أن الديمقراطية هي بعد حضاري في مجتمعنا اليمني، وهذا البعد يمثل سلوكا جادا حول الديمقراطية، وهذا النوع الجمعي كان نتاج للممارسة السياسية التي أتاحتها القيادة السياسية ورسختها بشفافية حتى يصل المجتمع اليمني إلى مستوى عال من الديمقراطية، وكانت النتائج الانتخابية، وإن حصل فيها شيء من الشوائب، إلا أنها دليل وعي وحوار جاد واحترام للرأي الآخر، ودليل على أن هناك توجها ديمقراطيا صادقا.
التفاؤل بالمستقبل
وقال الأستاذ إسماعيل الوريث عضو الدائرة اللغوية بالمركز اليمني للبحوث والدراسات أنه ينظر إلى مستقبل الديمقراطية في اليمن بعين التفاؤل والأمل، فالانتخابات التي جرت الشهر الماضي قد تحقق لها نجاح كبير رغم وجود بعض الاختراقات والتوتر الذي يسود عادة مثل هذه الانتخابات، ومع ذلك فبلادنا إحدى الدول الثلاث في المنطقة العربية التي ينظر إليها على أنها قد حققت مستوى أفضل للعملية الانتخابية.
انتخابات نظيفة
وبدوره يقول المهندس خالد محمد علي: إن عملية الانتخابات الأخيرة قد أثبتت أن التجربة الديمقراطية اليمنية تتجه نحو التجذر والترسيخ، لقد راهن الجميع على انتخابات مليئة بالعنف والفوضى، لكن إيمان الشعب اليمني بالتداول السلمي للسلطة ونبذه للعنف والتعصب قد وضع حداً فاصلاً لكل عملاً مشين يرافق الديمقراطية، وسيظل هذا العمل الديمقراطي يسير نحو الأفضل إلى أن يصبح السلوك الديمقراطي والاحتكام إلى الصندوق جزء من تقاليد الشعب اليمني.
نضوج التجربة
أما الدكتور جلال فقير أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء فيرى أن الممارسة الحقة للديمقراطية -بما تتضمنه من تعددية سياسية أو حزبية- ينبغي ألا تكون حالة طارئة في حياة الشعوب تمارسها أثناء الانتخابات العامة أو الاستفتاء، ثم سرعان ما تختفي بمجرد انتهاء العملية الانتخابية، بل أنها أسلوب حياة مستمرة، يشمل مختلف مناحي الحياة وبما يضمن التعبير الأمثل عن ا لرغبات والحاجات التي لا تتعارض مع القيم الدينية والمصلحة الوطنية العليا والضوابط الدستورية والقانونية، وكما يبدو فإن اليمن تتقدم في سلم الممارسة الديمقراطية، فالانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت أننا ماضون في طريق الصواب، وأن الديمقراطية أضحت خياراً لا تراجع عنه، وأبرزت حجم الوعي المتنامي، سيما في المراكز الحضرية، وخرجت التجربة في يوم الاقتراع واليوم الذي تلاه بانطباعات راقية عززت منطق رأي القائلين بتقدم ونضج التجربة الديمقراطية في اليمن إلى مستوى لا يقل شأناً عن الديمقراطيات الغربية.
سلوك ديمقراطي
الدكتور محمد مثنى -الأكاديمي المتخصص في العلاقات العامة- قال: إن الدولة اليمنية الحديثة تخطو بجدية نحو ترسيخ النهج الديمقراطي منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة، ومثلت انتخابات إبريل 93م أولى هذه الخطوات نحو الديمقراطية بمضمونها الشامل والحديث، كما هو الحال عليه في دول الديمقراطيات الحديثة والناشئة.
والانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت أنه بالإمكان تحويل الديمقراطية إلى سلوك يومي يمارس من قبل أفراد المجتمع اليمني، فمستقبل العمل الديمقراطي في اليمن مشرف ويجعل الكثير من الانفراج في حياة المجتمع، وهذا الانفراج مرتبط بالتطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
المستقبل أكثر وضوحاً
ويقول عبد الرقيب حسين -باحث في العلوم الطبيعية: لقد مرت علينا أيام صعبة في الانتخابات الأخيرة وظن الجميع أن اليمنيين سيأكل بعضهم البعض، لكن قدر الله شاء أن تحقن الدماء وتمر العملية الانتخابية بسلام وهدوء، وهذا دليل واضح على مدى الوعي الديمقراطي عند أبناء الشعب اليمني، فالديمقراطية خيار ديمقراطي لليمنيين منذ دولة "سبأ" و"حمير"، و إذا كانت الانتخابات النيابية الأخيرة تتسم بقدر كبير من الشفافية والموضوعية، فإن الآتي من الانتخابات القادمة مستقبلاً سيكون أكثر وضوحاً ومصداقية.
رؤية برامجية
وعن آراء الجماهير اليمنية لما سيؤول إليه الحال بعد الانتخابات يقول الأخ فيصل سعيد فارع: إن خطوات جادة يجب أن نذهب إليها، ويجب العمل بقدر كبير من الأهمية لإنجاح البرامج الانتخابية برؤية واسعة ووعي ويجب العمل بقدر كبير من الأهمية لإنجاح البرامج الانتخابية برؤية واسعة ووعي لأهمية الإنجاز الذي تحقق، وبدون إنجاز رؤية برامجية وبدون اختيار حكومة ناضجة لن يتحقق شيء، وأنا لست مع البرامج الحالمة وإنما مع البرامج المتسمة بالملموسة والشفافية.
مرحلة جديدة
ويقول الدكتور خالد طميم إن ما بعد الانتخابات سيكون مرحلة جديدة للاستمرارية في كل المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية، وهذه المجالات لن يكون لها نتائج فاعلة إلا إذا حاولنا تغيير بعض الإشكاليات.
تحقيق آمال الشعب
وقال الأخ إسماعيل الوريث أنه يتوقع أن يحدث بعد الانتخابات الكثير مما يؤمله شعبناٍ من تحقيق المطالب العادلة المتمثلة في الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي، وتحسين دخل الفرد وتنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري.
ويضيف: أتوقع تحسناً كبيرا لوضع المثقف اليمني ليستطيع أن يبدع ويشارك في تحمل المسؤولية ،سيما ونحن مقبلون على أن تكون صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م.
مراجعة الأحزاب لذاتها
المهندس خالد محمد علي قال أنه يتمنى من الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية أن تعمل على مراجعة سريعة وشاملة لعلاقتها بالمواطنين، خاصة تلك الأحزاب التي أخفقت في الفوز، فخفوقها دليل على عدم تقبل الشعب لنهجها أو عدم اٌٌقتناعه بتلك الأفكار الخيالية والأحلام القافزة فوق الواقع، كما يتمنى أن ينفذ النواب الفائزون ما وعدوا به أثناء حملاتهم الانتخابية.
عضوية البرلمان تتجاوز الانتماء الحزبي
ويرى الدكتور جلال فقيرة أن النائب عندما يصل إلى مجلس النواب عليه أن يتذكر أنه لا يمثل أبناء دائرته فقط بل الشعب اليمني بأكمله وهو الأمر الذي يترتب عليه أن تمثيل النائب يتجاوز مجرد الانتماء الحزبي إلى تمثيل الوطن بكامله، بما يلقي عليه ذلك من التزام دستوري وقانوني وأخلاقي بالعمل على تحقيق مصلحة هذا الشعب حتى وإن لم تنسجم مع مصالحه الشخصية أو الحزبية، سيما وأن الوعي المتنامي لدى أفراد المجتمع اليمني وصل إلى مرحلة يستطيع من خلالها أن يميز بين من يعمل لمصلحة الوطن والمواطن ومن يعمل ضد هذه المصلحة. وأن صناديق الاقتراع في المراحل القادمة كفيلة باسقاط كل من يستهين بقوت المواطن ومصلحة الوطن.
حياة أفضل
أما الدكتور محمد مثنى فيقول: إن الانتخابات الأخيرة قد مثلت خطوة كبيرة في الحياة الديمقراطية لذا فإن ما بعد الانتخابات سيكون أفضل رغم صعوبة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية.
أيضاً تماسك الشعب مع قيادته الحكيمة سيجعل حياة المواطن في المستقبل قريب زاهرة ومتطورة.
الطاقة الدافعة إلى الأفضل
ويؤكد عبدالرقيب حسين تطور اليمن في مستويات مختلفة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة لأنها كانت بمثابة الطاقة الدافعة إلى الأمام.
وتحرك العالم من حولنا نحو الأفضل يجعل اليمن (حكومة وشعبا) تتطلع نحو التغيير والتقدم ومواكبة تكنولوجيا العصر وتقنياته.
تعزيز الدور الرقابي والتشريعي
وعن سؤالنا حول ما يريده المجتمع اليمني من البرلمان القادم قال فيصل سعيد فارع: إن قوام المجلس الحالي من حيث النوعية مؤهلة ومدركة للواقع أكثر مما مضى، وهذا سيلعب دوراً في تعزيز دور مجلس النواب الرقابي والتشريعي.
العمل الدؤوب
أما إسماعيل الوريث فقد قال إن المطلوب من البرلمان الجديد هو القيام بمسؤوليته كاملة بحيث يكون عضو البرلمان واسطة بين الدولة والمواطن الذي انتخبه، إذ أن كثيراً من هؤلاء المرشحين لا يلتقون بناخبيهم إلا في مواسم الانتخابات ثم يسدلون الستار على أنفسهم.
ونحن ننتظر من البرلمان الجديد العمل الدؤوب على تحسين أوضاع الوطن، وبتعاون البرلمان مع الحكومة فإننا نأمل الخير والنماء.
التطوير والتحديث
أما المهندس خالد محمد علي فقد قال: أتمنى من البرلمان الجديد أن يعمل على تطوير وتحديث المناهج التعليمية والحد من نسبة الأمية في اليمن والعمل على تنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري ومراقبة المتنفذين في المناصب الحكومية جميعاً وتوفير فرص عمل للعاطلين من خريجي الجامعات.
تحقيق خطوات نوعية
ويقول الدكتور محمد مثنى: أطلب من البرلمان القادم أن يخطو بالديمقراطية خطوات نوعية أفضل مما كان عليه في الفترة السابقة.
أيضاً أطلب من البرلمان القادم إثراء المواد اثناء المناقشة قبل المصادقة عليها.
وأيضاً مراقبة عمل الحكومة بصورة أقوى وبجدية أكبر، وأخيراً يجب على أعضاء البرلمان التواصل الدائم مع أبناء دوائرهم الانتخابية والاطلاع على هموم المواطن وتطلعاتهم والإسهام في حل مشاكل المواطنين.
الحفاظ على البيئة
ويرى عبدالرقيب حسين أن على البرلمان القادم أن يعمل على إيجاد معالجات وحلول سريعة لما تتعرض له المياه الجوفية من استنزاف حاد ،مما يهدد اليمن بالجفاف في المستقبل، فحوالي 51% من مخزون المياه الجوفية يذهب لصالح ري القات.
أيضاً البيئة اليمنية مهددة بالتلوث بسب أدخنة عوادم السيارات التي تعمل بالديزل، فنأمل أن يجد البرلمان القادم حلاً لمثل هذه الإشكاليات الخطيرة.
المؤتمر الأجدر بالفوز
أما عن تساؤلنا عن الدوافع التي جعلت المواطن اليمني يعيد الثقة ثانية إلى المؤتمر الشعبي العام محرزاً بذلك فوزاً كاسحاً على منافسيه فقد قال فيصل سعيد فارع: إن المؤتمر أدار المعركة الانتخابية بقدر عال من الكفاءة وأكثر وعياً من بقية أحزاب الطيف السياسي، وأنا أعزي هذا النجاح إلى قدرة المؤتمر التنظيمية على تعبئة الناس واحتوائهم، ثم أنه الأجدر على تحمل نتائج المرحلة القادمة. أيضاً تطبيقه لبرنامجه الانتخابي في أداء الحكومة السابقة.
وعندما نقيس المؤتمر بالأحزاب الأخرى نجد أنها أحزاب محترفين وطلائع حماسية لأنها فقدت القدرة على التواصل مع الناس.
الانتصار من أجل البناء والتغيير
الدكتور خالد طميم قال: إن الانتصار الذي حققه المؤتمر الشعبي العام كان دليلاً على مصداقية المؤتمر في تنفيذ وعوده الانتخابية، فالمجتمع والمواطن يريدان من الأحزاب أن تكون صادقة في تحقيق برامجها الانتخابية.
،أما فوز المؤتمر فلم يكن من فراغ وإنما لقناعة الناس بأن المؤتمر قادر على تحقيق مطالبهم وتحقيق تطلعاتهم.
أيضاً فوز المؤتمر جاء نتيجة ممارسته للوسطية والاعتدال، وإيمانه بضرورة تحقيق الأمن والرفاهية للمواطن اليمني، الذي أعطى صوته للمؤتمر الشعبي العام من أجل البناء والتغيير والترسيخ الديمقراطي.
الوفاء بالوفاء
ويرى المهندس خالد محمد علي أن انتصار المؤتمر الشعبي العام هو انتصار لإرادة الشعب اليمني الذي بادل المؤتمر الوفاء بالوفاء.
وأضاف: لقد خدم المؤتمر الوطن أكثر من عشرين عاما وحقق كثيراً من الانجازات الهامة على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واليوم جاء الدور علينا لنبادله الوفاء بالوفاء ونؤازره في معركته الانتخابية من أجل المزيد من التقدم والتطور، من أجل الرخاء والرفاهية.
الموضوعية في التناول
ويقول الدكتور محمد مثنى: فوز المؤتمر الشعبي العام بأغلبية كاسحة كان مسألة متوقعة، لأن الظروف المحلية والإقليمية والعربية تتطلب من جميع الناخبين أن يعطوا أصواتهم للمؤتمر.
فالمؤتمر ينهج الوسطية والاعتدال ويتمثل الموضوعية في طرحه وفي برنامجه، فليس هناك أحلام أو مغالاة أو مزايدة، بعكس برامج الأحزاب الأخرى.
وقد استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يتجاوز كثيرا من الأزمات وأن يجنب الوطن الوقوع في أزمات سياسية واقتصادية كثيرة.
|