المؤتمر نت- هشام شمسان - اتحاد الأدباء يحتفي بالمقالح شاعراً، وناقداً أقامت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء، والكتاب اليمنيين، مساء يوم أمس ندوة أدبية، احتفائية مدارها أعمال الأديب، والشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح، شارك فيها كوكبة من النقاد، والباحثين العرب، واليمنيين، تناول من خلالها المشاركون المسيرة، والتحولات في شعر وإبداع المقالح، وتجليات الوعي النقدي، والشعري للمقالح، والرؤيا الروحية، والصوفية لأعماله الأخيرة - حيث أكد الناقد عبدالواسع الحميري على أن المقالح في مجموعاته الأخيرة: أبجدية الروح، وحتى كتاب القرية، والأصدقاء – شهد مرحلة تحول تجاوز فيها طقس الكلام، إلى طقس الكتابة، والصمت، ويرى بأن من أسباب هذا التحول؛ رؤية الشاعرة لطبيعة المخلّص، فبعد أن كانت هذه الرؤية تنحو إلى المادية، والتاريخية، قبل أبجدية الروح، منفتحاً بوعيه على التاريخ اليمني، باستدعاء نماذج الخلاص التاريخي الذي أصاب اليمن قديماً، وحديثاً، صارت الدواعي لديه – الآن – إنسانية روحية، فرأيناه – كما يقول الحميري – يستدعي مخلصين دينيين، وروحيين، هم الذين مثلوا دواعي الخلاص برأيه؛ مضيفاً بأن ما يميّز تجربة الرؤيا في أعماله الأخيرة، هو رحيل المقالح الدائب من عالم الواقع المادي، إلى عالم مشغول بالروحية.
الدكتور حاتم الصكر، في تتبعه لتجربة المقالح النقدية، توقف عند تطوّر وعي المقالح، مستفيداً من تجربته الشعرية كناقد، ومثَّل لهذا الوعي التطوري بقصيدة النثر التي يقول بأن المقالح كان يرفضها ابتداءً، بدليل أنه شبهها ذات يوم بالفقاعات اللبانية التي لا يمكن أن تؤدي إلى حداثة، وفي مرحلةً تالية بدأ بالقبول بها، ولكنه كان قبولاً مشروطاً، ثم أخيراً صار يتبناها من خلال كتابتها، ونقد دواوين شعرية لشعراء كتبوا هذا اللون من الشعر.
على حدّاد – الناقد العربي – تناول: تجليات صنعاء في شعر المقالح، والعلاقة بين الشعر، والمدينة، وأبعاد تناول الشاعر للمدينة في كتاباته، موضحاً الفارق الكبير بين المدينة لدى الشعراء العرب، والمدنية في شعر المقالح؛ فبينما يقدّم الشاعر العربي الحديث –بحسب قول الناقد – موقفاً مرتبكاً وغامضاً من المدينة " ويهرب من مدن الواقع إلى مدن الحلم واليوتوبيا" ، لا نجد هذه الرؤيا لدى المقالح. يقول الحداد: " فصنعاء لدى المقالح لها قدسيتها، وصوفيتها المطلقة، لا يمكن أن يهجوها، أو يبتذلها – كما بقية الشعراء – نحو السياب، وأدوينس، والبباتي وغيرهم" مضيفاً: وابتداءً من " لا بد من صنعاء"، وأنتهاء بـ( كتاب صنعاء، فإن ثمة رؤيا، وتشكيل روحي، وصوفي في نحو هذه الدواوين،؛ وهو موقف فريد من شاعر رائع نحو مدينته التي تربى، وعليها ترعرع.
من المحاور الأخرى المتناولة " المسرح في شعر المقالح، وهي القراءة التي قدمتها د. وجدان الصائغ، وكان مدارها مسرحية " مشهد من فصل" المضمنة ديوان" لا بد من صنعاء" الصادر بداية السبعينات؛ ولخصت قراءتها بتتبع المضمون الموضوعي لتلك المسرحية، حيث تعُدٌّ الناقدة هذه المسرحية نوعاً من تعرية النسق السياسي – آنذاك – وعرضه بطريقة ساخرة، وذلك من خلال اقترابها من الكوميديا السوداء. مردفة بأن النص المسرحي اشتغل على فضح الواقع العربي، ويعدُّ مضمونها نقداً جريئاً للإنسان العربي الوحدوي الذي أطاحت بأحلامه نكبة 67م.
من الأوراق الأخرى التي قُدمت بهذه الاحتفائية النقدية الخاصة، ورقة لعادل الشجاع تحدث فيها عن المقالح كرائد لحداثة لم تكتمل، من خلال محاولة إثباته بأن المقالح إنما كان يهرب من المنهج إلى القراءات النقدية المفتوحة.
وعن المواءمة الإيقاعية، وأثرها في إنتاجية النص الواحد المزدوج إيقاعياً اختتم عبدالرقيب الوصابي الفعالية النقدية، والشعرية في أدب المقالح، خالصاً إلى أن المقالح في شعره يوائم بين جميع الأنواع الشعرية المعروفة: بيتي، تفعيلي، نثري.
|