*نصر طه مصطفى: -
نصر طه يكتب عن: عشية المؤتمر الاستثنائي
ونحن على أعتاب التئام شمل الجمعية العمومية الاستثنائية لنقابة الصحفيين اليمنيين أجد نفسي معنيا كمرشح لمنصب نقيب الصحفيين أن أقف متأملا في مجريات ما حدث خلال الشهور الماضية ومناشدا الزملاء الأعزاء جميعا أن يكون مؤتمرنا غدا مثاليا نموذجيا كما كان حال المؤتمر الثالث الذي انعقد قبل سنتين وبضعة شهور ... وإذا كانت الحملة الانتخابية للمرشحين مرت بشيء من الهدوء إلا أنها لم تخلُ من بعض السلبيات وخاصة تلك المتعلقة باستهداف الأشخاص أكثر من البرامج وياليته كان استهدافا موضوعيا قائما على حقائق لكن هيهات كما يقال!
لقد استعرضت في مقال سابق وحوار صحفي سابق كذلك شيئا مما أطمح إلى تحقيقه من خلال منصب نقيب الصحفيين لو كتب لي الفوز به ، وحرصت قدر الأمكان أن تكون طموحاتي واقعية ممكنة التحقيق وهي في كل الأحوال انطلقت من خلال معايشتي لمشاكل ومعاناة وطموحات زملائي في واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية والصحفية في بلادنا ، وكذلك من خلال معايشتي لهذه التطلعات عبر عضويتي في مجلس النقابة السابق، وإدراكي في ضوء ذلك كله ما الذي يمكن ولا يمكن تحقيقه .
وهذا ما يجعلني أعتز كثيرا بتجربتي في قيادة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) خلال السنوات الخمس الماضية فرغم كل المصاعب التي واجهناها ولانزال إلا أننا حققنا الكثير والكثير من الطموحات الرائعة التي جددت في وظيفة الوكالة وأخرجتها من النمطية المألوفة لوكالات الأنباء ... وهو الأمر ذاته الذي يجعلني متفائلا بما يمكن تحقيقه عبر النقابة لزملاء وزميلات المهنة وحيث إن محدودية عدد أعضاء النقابة الذي أتوقع أنه لن يزيد حتى المؤتمر الاعتيادي القادم عن ألف وخمسمائة عضو تشجعنا على إمكانية تحقيق مثل تلك الطموحات.
كل ما كنت أتمناه ولازلت أن ندير خلافاتنا بعيدا عن التشنجات والأحكام المسبقة والخروج عن اللياقة وألا نشوه صورتنا كصحفيين بالأساليب غير المسئولة، وقد لاحظت من خلال ما تعرضت له من إساءات غير مبررة وغير موضوعية أثناء التحضير للمؤتمر الاستثنائي أن مثل هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى خلق جروح في وسطنا الصحفي ... فحينا يقولون إني مرشح السلطة ثم يناقضون أنفسهم بالإشارة إلى مساندة زملائي في أحزاب المعارضة لي فتكتشف أن الهدف لا يزيد عن الإساءة لي فقط بينما أكثر ما أعتز به أن الشباب الذين يديرون حملتي الانتخابية ينتمون لأكبر الأحزاب السياسية في الساحة إضافة إلى المستقلين وينتمون في الوقت نفسه لمختلف المؤسسات الصحفية حكومية وأهلية وحزبية ، ولم يدفعهم للمبادرة بدعم حملتي من تلقاء أنفسهم سوى قناعاتهم وليس شيئا آخر علما أنهم من أكثر الشباب ألمعية وأداء ونجاحا وتألقا في مهنتنا الصحفية الجميلة .
وقد حرصت طوال الفترة الماضية منذ ترشيحي لمنصب النقيب أن أتجنب كل ما قد يثير اللغط فلم أكتب مقالا واحدا عن رؤاي وتصوراتي في صحيفة حكومية أو حتى حزبية بل حرصت أن يكون ذلك في صحف مستقلة ك«الأيام» و«الوسط» و«الناس»، ولم أجرح أيا من زملائي المرشحين تصريحا أو تلميحا أو أشكك فيهم ... وقالوا كيف سيدافع عن زملائه وهو على رأس مؤسسة صحفية حكومية ونسوا أني ظللت ثلاث سنوات أجمع بين رئاسة (سبأ) ورئاسة لجنة الحريات في النقابة (2001-2004) دون أن يؤثر أي منهما على الآخر بل إني استمررت في الدفاع عن زملائي طوال العامين الماضيين بالقول والفعل والقلم بمن فيهم من قد أختلف معهم سياسيا وفكريا دون أن يؤثر ذلك على موقعي الرسمي لأن المسألة بالنسبة لي مسألة مبدأ لا يتزحزح وسواء فزت بمنصب النقيب أم لا ... وقالوا كيف سيتفرغ لعمل النقيب وهو مشغول بمؤسسته ونسوا مع قلة خبرتهم أن من يؤمن بالعمل المؤسسي لا يمكن أن يجد نفسه في مأزق من هذا النوع ولذلك فإنه يستطيع إدارة أكثر من عمل في وقت واحد وهذا هو الأسلوب الحديث في الإدارة.
وقد نجحت بحمد الله في (سبأ) بإعطاء الصلاحيات لكل القيادات فيها وهذا ما سيتم في النقابة إذا قدر لي الفوز بمنصب النقيب حيث سيتم إحياء جميع لجان النقابة والتأسيس لمنهجية جديدة في إدارة العمل يوزع الجهد بين النقيب وأعضاء المجلس ويعطي الصلاحيات كاملة كل في مجال اختصاصه ... وهكذا لم يتركوا حجة واهية إلا ولجأوا إليها لكن ثقتي في وعي زملائي من أعضاء الجمعية العمومية تجعلني أثق في أنهم لن يخذلوني.
لقد طرحت رأيي دوما في مسألة العمل النقابي وبالذات نقابتنا ومن جديد أؤكد أن نقابتنا ليست حزبا سياسيا مواليا للحكومة كما أنها ليست حزبا سياسيا معارضا للحكومة بل هي نقابة مهنية بحتة معنية بتحقيق مصالح الزملاء وحماية حقوقهم سواء بالتوافق أو بالاختلاف مع الحكومة أو غيرها فأينما تقع مصالح الصحفيين يجب أن تكون النقابة هناك .
وأقول وأؤكد مجددا لجميع زملائي وزميلاتي أعضاء الجمعية العمومية تفاءلوا وثقوا بأن النقابة ستدخل في طور أفضل بكثير من خلال التعاون الكبير والانسجام المتوقع بين النقيب الجديد وأعضاء المجلس الحالي الذين يجب أن تمنحوهم الفرصة الكافية خلال العامين القادمين ، حيث ستكون من أهم أولوياتنا وضع مشروعين لتعديل النظام الأساسي للنقابة وآخر لرؤية النقابة حول مشروع تعديلات قانون الصحافة ودعوة الجمعية العمومية لاجتماع اعتيادي العام القادم لمناقشة وتعديل وإقرار النظام الأساسي ورؤية النقابة حول القانون ... وبالقدر نفسه سيمضي التفاوض مع الحكومة حول قضايا التوصيف الوظيفي ولوائح الإنتاج الفكري والتخفيض المجزي في مجالات الخدمات المختلفة إضافة إلى السعي للحصول على مبنى مشرف للنقابة بالتمليك وإصلاح أوضاع مبنى الفرع في عدن وتوفير ناد رياضي وإنترنت في المركز والفروع الرئيسية في البداية ... وأمور أخرى كثيرة لا تحتاج منكم سوى تعزيز ثقتكم بالمجلس الحالي وإعطائه الفرصة الكافية للإنجاز مع النقيب الجديد .
ولذلك فإني أتمنى لدورتنا الاستثنائية أن تجري بصورة شفافة ومثالية ونموذجية وأن تحقق الغرض المنشود من انعقادها وأن تعزز وحدة النقابة وتعزز مكانتها في مجتمعنا وأمام كل من يهتم بمتابعة شئونها وأدائها.
*المصدر: الأيام.. العدد (4837).. 11 يوليو 2006م