المؤتمر نت - مؤتمر «علماء المسلمين»: مطالبة نسائية بحق الترشيح شهد مؤتمر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي تحتضنه تركيا حالياً ويرأسه المفكر الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، جدلاً ونقاشاً عراقياً - ايرانياً حاداً بشأن «قضية التدخل الإيراني في الشؤون العراقية»، وطغت هموم الفلسطينيين على المناقشات في جلسات مفتوحة لكن القضية المثيرة أمس تمثلت في إثارة ثلاثة وجوه نسائية مشاركة في المؤتمر لمشاركة المرأة وحقها في الترشح لمجلس أمناء الاتحاد الذي يضم كوكبة من العلماء من دول عدة.
عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر الدكتورة سعاد ابراهيم صالح احتجت على العلماء بسبب «حرمان المرأة من الترشيح لانتخابات مجلس الأمناء وتساءلت: هل ما زلنا ناقصات عقل ودين؟». ثم تحدثت عضو المجلس التنفيذي ولجنة الدراسات والاستشارات في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية سهيلة زين العابدين حماد واعتبرت أن من أهم اسباب ضعف الأمة حرمان المرأة المسلمة من حقوقها، مشيرة الى نساء في مجتمعات اسلامية يعانين من الظلم والقهر وسلب الحقوق، وطالبت العلماء بإقرار حقوق المرأة السياسية كاملة. وتساءلت: «لماذا نحرم من الترشيح ولماذا لا ولاية للمرأة».
والرأي الثالث في هذا الإطار طرحته أسماء بنت قادة وهي زوجة الشيخ القرضاوي، فدعت لتغيير «الخطاب الإسلامي تجاه المرأة» ووصفته بأنه «خطاب مرتبك ومتشنج» وحضت على «كسر الوصاية والتهميش وسياسة الصفوف الأخيرة التي ترمى فيها المرأة». هذه القضية اضفت نقاشاً ساخناً على هامش الاجتماعات وفي جلسات غير رسمية.
أما بشأن العراق فتبلورت رؤية تتمثل في خطة لاتحاد علماء المسلمين لدعوة علماء السنّة والشيعة «لعقد اجتماع بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي على وضع ميثاق شرف لتحقيق الوئام بين العراقيين» وفقاً لاقتراح طرحه الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب آية الله محمد علي تسخيري (إيران) الذي رد على اتهامات شخصيات عراقية بينها حارث الضاري رئيس «هيئة علماء المسلمين» بشأن استهداف السنّة، ووصف تسخيري الاتهامات بأنها «ظلم فادح».
الجدل العراقي - الإيراني كان ساخناً، حيث اتهمت شخصيات عراقية إيران بالتدخل في شؤون العراق، وقال الشيخ حارث الضاري إن كثيراً من الممارسات تقوم بها مخابرات دول، لافتاً الى الموساد والمخابرات الإيرانية والأميركية، إضافة الى ما تقوم به «جهات سياسية ومرجعية».
ورد الشيخ تسخيري بقوله إن «إيران لا تحمل إلا حباً خالصاً للعراقيين»، ونفى أن تكون طهران تدير العراق بأصبعها، ودافع عن الجعفري ووصف «جيش المهدي» بأنه «مجموعة من الغوغاء لا تنضبط بأمر إيران أو غيرها». لكن الضاري عقب مرة أخرى رداً على دعوة تسخيري له لزيارة إيران، وقال: «في عهد الجعفري قتل 100 ألف عراقي من السنّة، ونريد منكم أن تقولوا للحكيم اترك موضوع الفيديرالية وأنك جزء من العراق». أما عن الدعوة لزيارة طهران لمناقشة قضايا العراق، فقال: «نريد حسن عمل يضبط حسن النية وبعد ذلك نزور».
(الحياة)
|