المؤتمرنت - تجليات الصورة الاستعارية في القرآن لباحث يمني حصل الباحث منير عبده علي أنعم الشرعبي على درجة الماجستير من جامعة صنعاء – كلية الآداب قسم اللغة العربية – على بحثه الموسوم بـ" تـجليات الصورة الاستعارية في القرآن الكريم" بإشراف أ.د. محمد أحمد النهاري مشرف رئيسياً، ود. عبدالرحمن العمراني مشرفاً مشاركاً وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة: أ. د.محمد أحمد النهاري المشرف الرئيسي رئيساً. ، و أ.د. رياض عبدالحبيب القرشي جامعة صنعاء عضواً و أ.د. يحيى محمد حسان جامعة تعز عضواً.
وقد منحت اللجنة الباحث درجة الماجستير في البلاغة العربية وأوصت بتبادل الرسالة بين الجامعات، بعد أن أشادت بالرسالة وبطريقة عرض الموضوع، وقدمت للباحث عدد من الملاحظات القيمة الخاصة بالبحث.
و تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها درست الاستعارة القرآنية وفق رؤية تجمع بين الأصلة، والمعاصرة، فسعت إلى منهجية ما تأصل في تراثنا العربي من أدوات البحث الأسلوبي وإجراءاته، والعمل على تفعيله، وتطويره، إلى جانب الإفادة مما يقدمه علم الأسلوب الحديث من معطيات جديدة في عمليات إنتاج الدلالة وتحليل النصوص الأدبية.
كما أكدت الدراسة أن قيمة الاستعارة في البلاغة القرآنية لا تحقق إلا بجعلها عنصراً فاعلاً بناء الأسلوب وإنتاج الدلالات، وفي تفاعل الاستعارة مع سياقاتها التي ترد فيها، والنظر في مدى مناسبتها لتلك السباقات، والمجاوزة في دراسة الاستعارة ، مستوى الطرفين إلى البحث في علاقاتها بمستويات أوسع على صعيد الجملة والآية والنص القرآني عامة، ودراسة الاستعارة لا على أنها أسلوب بلاغي مستقل، بل ترتبط بمنظومة منهجية ودلالية تضم علم النحو أساليب الكلام وأنماط التصوير الإدراكي في الحواس الخمس، وكذلك الحقول الدلالية التي صدرت منها تلك الاستعارة ثم دراسة الأبعاد الوظيفية للصورة الاستعارية وما تحققه على المستوى التقيمي أو المستوى الأسلوبي.
وقد خلصت الدراسة إلى نتائج أهمها؛ أن الصورة الاستعارية في القرآن الكريم قد تجلى عبرها وبها أهم قوانين البلاغ العربية وهو " مطابقة الكلام لمقتضيات الأحوال" و قد ظهر ذلك جلياً على كافة مستويات التحليل والبحث.
كما أن الاستعارة القرآنية إلى جانب ذلك تعد مؤشراً حقيقياً يعكس عقلية العربي وفكره على مرة الأزمان، فالقرآن الكريم، وإن كان هو كلام الله تعالى إلا أن العربي، وأن يتفاعل مع شتى تلوناته الأسلوبية، ولم يكن عاجزاً عن فهم تلك الاستعارات أو استيعابها أو إدراكها، بل هو فهم وإدراك يأتي على مستويات متفاوتة، ودرجات متعددة مع مختلف الأزمان والعصور، كما أن الاستعارة القرآنية فضلاً عن ذلك تعد مدرسة فكرية رائدة للعقل العربي وللذائقة العربية عموماً، بما تقدمه من الاستعارات ذات التشكيلات المختلفة من البسيطة إلى المركبة والخيالية العميقة، حيث ظل التجديد سمة مطردة من سمات الاستعارات القرآنية حتى فيما تكرر أو تردد منها في أكثر من سياق.
|