الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:29 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 22-يوليو-2006
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس بقلم/محمد حسين العيدروس -
علي عبدالله صالح عهد فاق أعوامه
أن يقيس المرء تاريخ دولة أو نظام بعدد سنوات قيامها فذلك تجريد تاريخي لهوية الحدث لا يتعدى حدوده الرياضية الصرفة، والعاجزة عن إعطاء أي تفسير لأسباب توارد سيرة تلك الدولة أو النظام على ألسنة الأجيال عبر القرون في نفس الوقت الذي يطوي التاريخ ذكرى أخرى – ربما كانت أطوال عمراً في البقاء.
عندما يتذكر الكتاب والمحللون في مختلف أرجاء العالم اليوم سيرة العهد السياسي للأخ الرئيس علي عبدالله صالح نجدهم يتحدثون تلقائياً ليس عن (28) عاماً من الحكم بل عن الوحدة اليمنية التي تحققت في عهده، وعن التجربة الديمقراطية التي تحولت إليها اليمن في عهده، وعن الكثير من الأدوار التي لبعتها وتلعبها اليمن سواءً على ساحتها الوطنية أم الدولية.. إن فالحديث يجري عن إنجازات تحققت خلال هذه الأعوام من عهد الأخ الرئيس، بينما قد لا يجد زعيم آخر شيئاً مهما يقترن باسمه، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء حكمه هو نهاية كل ذكر له أيضاً.
على عبدالله صالح في السيرة التاريخية لم يأت إلى السلطة في اليمن من خلفيات أسطورية خارقة كالمعجزات، ولا عبر حزب تحرير، أو على ظهر دبابة، أو متن طائرة حربية أجنبية؛ بل كان واحداً بين العديد من الرموز الوطنية المناضلة، والمخلصة لوطنها، والتي كان لها رصيداً من العمل الوطني ارتقى بها إلى موضع التقدير الشعبي، والثقة الجماهيرية التي تؤهلها لتكون أحد الرهانات الوطنية في الظروف العصيبة.
وربما معظم اليمنيين يعرفون وما زالوا يتذكرون الظروف اليمنية التي صعد بها علي عبدالله صالح إلى الحكم، وأي وضع سياسي كانت تعيشه البلاد بعد أن طالت أيدي الإرهاب ثلاثة من الرؤساء في أقل من عام – وبما يؤكد أن القصور الرئاسية آنذاك لم تكن تغري أحداً بمنصب رئاسي بعد أن أصبحت مخترقة، وكراسيها مفخخة في نفس الوقت الذي كان الوطن يتقاتل مع بعضه البعض على الحدود التشطيرية، والحروب تطول حتى البيوت الآمنة، والموت يقتحم بيوت حتى أولئك الذين كان لهم فضل تفجير الثورة اليمنية.
علي عبدالله صالح جاء إلى الحكم في زمن كان الجميع يخشى على حياته منه.. لذلك عندما أحست الجماهير هذه الحقيقية وأدركت أن اليمن أصبحت على شفا هاوية إذا لم يتم شغل الفراغ الدستوري عاجلاً بحثت عن رجل مقدام ومجرب موضع ثقتها لتؤمنه على نفسها، ولما كان صيت علي عبدالله صالح قد شاع في تلك الفترة وبرز من خلال أدواره الكبيرة والجريئة في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، خرجت هذه الجماهير في مسيرات في كل من محافظات: تعز، وإب، وذمار، وصنعاء، والعديد من المدن اليمنية تطالب مجلس الشعب التأسيسي بانتخاب علي عبدالله صالح رئيساً لليمن.. وبالمناسبة فإن مجلس الشعب أسسه الرئيس أحمد الغشمي – رحمه الله – وكان يقوم مقام مجلس نواب صغير.
وأمام التحديات الخطيرة التي لم تكن تحتمل بقاء البلد بدون رئيس لفترة طويلة، ثم أصوات الجماهير المزكية له تم انتخاب علي عبدالله صالح رئيساً لما كان يسمى بـ( الجمهورية العربية اليمنية) في السابع عشرة من يوليو 1978م وكانت هناك العديد من القوى الوطنية تعتبر قبوله بهذا الترشيح مجازفة خطرة جداً، والبعض وصفها بـ"الانتحار" لأن اليمن كان تعيش حالة انهيار أمني شبه تام، وقلق وارتباك سياسي خيم على كل مفاصل الحياة، لكن الأخ الرئيس عندما سئل فيما بعد لماذا قبل، قال: " خشيت على الوطن أن ينتكس"!
بتلك الروح المتفانية بالتضحية من أجل اليمن صعد الرئيس علي عبدالله صالح إلى الحكم وعاهد شعبه في أول خطاب سياسي له في ذلك اليوم على العمل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية وتعزيز الحرية والديمقراطية، ودفع عجلة التنمية للأمام بكل قوة، وأن يبذل كل ما بوسعه لتحقيق أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والوفاء لدماء شهدائها الأحرار الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل وطنهم وأبناء شعبهم.
والحق يقال أنه لولا الخصال التي عرفها اليمنيون آنذاك عن الرئيس علي عبدالله صالح وثقتهم بقيادته الحكمية والشجاعة، والحميمية التي جمعتهم به لما كان سهلاً على أحد تحقيق أي قدر من الاستقرار والأمن الذي كان قاعدة الوحدة الوطنية التي التأمت تحت مظلتها مختلف القوى السياسية والجماهيرية، ولما كان سهلاً إعادة تحقيق وحدة شطري اليمن رغم الإرث العدائي الكبير الذي تنامي جراء التشطير.
منذ يوم السابع عشر من يوليو 1978م وحتى يومنا هذا واليمن تتقدم، وتنمو، وتزداد قوة بمؤسساتها الوطنية المختلفة، وكل عام وجماهير شعبنا تحصد رصيداً عظيماً من الإنجازات التي بات من حق كل فرد من أبناء هذا الوطن التفاخر بها.. ليس لمجرد أنها طورت وغيرت أساليب حياته، ومنحته الكثير من الخدمات بل لأنها أعادت للفرد كرامته وإحساسه بإنسانيته التي شرفها الله تعالى بأن ذلل لها كل ا لموجودات والكائنات التي حولها، وفضلها على خلقه.
اليوم عندما نتكلم عن عهد الرئيس علي عبدالله صالح فإننا لا نتكلم عن (28) عاماً من الحكم، بل نتكلم عن ما لا يحصى من المنجزات، وفي المقدمة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المظفرة وإقامة التعددية الحزبية، والديمقراطية، وترسيخ الحريات وحقوق الإنسان، ومشاركة المرأة، وترسيخ الأمن والاستقرار، وتنمية علاقات واضحة ووطيدة مع دول الجوار، وتبوء منزلة رفيعة بين دول العالم وبما جعلها أحد اللاعبين الأساسيين في السياسية الدولية، وفي رسم ملامح مستقبل المنطقة كاملة.
الأعوام الثمانية والعشرون التي قضائها الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم تحقق خلالها ما لم تحققه اليمن في قرون، ونقلت ا لواقع اليمني إلى حالة مشرفة، فقد كان هذا الرجل قائداً بكل المقاييس والمواصفات والمعايير السياسية التي تناط بها الوصف، وكان خياراً موفقاً جداً بفضل الله تعالى لانتشال اليمن مما كانت تقاسيه عبر الأجيال، ولطي إرث الماضي المؤلم، ولكتابة صفحات مشرقة في تاريخ اليمن والبشرية ستظل الأجيال تتذكرها وتمتن لها عبر العصور.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر