بقلم/ خالد محمد عبد المداح -
إلى متى الخذلان يا عرب ؟
إن الناظر لحال الأمتين العربية والإسلامية ليرى العجب العجاب وذلك من خلال المواقف المتخاذلة تجاه شعبينا الفلسطيني واللبناني ، فما يتعرض له هذان الشعبان البطلان من احتلال من قبل الصهاينة ومقاومتهما له لدليل واضح على صمودهما ، فقضية الشعب الفلسطيني التي لربما شب وشاب على سماعها الكثير من الناس لا تزال إلى اليوم دون أن يُحرك فيها ساكن وما إن تنسحب قوات الاحتلال من مكان إلا واجتاحت مكاناً آخر ، فالصهاينة لا يوجد لديهم فرق بين حلال وحرام فقد هتكوا الأعراض واستباحوا الدماء وكل ماهو حرام ، فقد شاهدنا في العام الماضي انسحاب الصهاينة من قطاع غزة وهاهم اليوم يعودون مرةً أخرى لماذا ؟ لقد أصبت بالذهل وأنا أشاهد إحدى القنوات الفضائية وهم يقولون بأن ما حل برئيس الوزراء الصهيوني الأسبق شارون كان بسبب غضب الرب عليه عندما أمر القوات بالانسحاب من قطاع غزة كما يزعمون وهاهم اليوم يزعمون مرةً أخرى بأنهم يكفرون الخطأ الذي ارتكبه شارون ولذلك قاموا بالاجتياح.
إن جميع الأديان السماوية تحث على السلام ولم يأمر أي دين بالعنف ، فمن هو الإرهابي في نظر الصهاينة ؟ الإرهابي في نظر الصهاينة كل من يدافع عن مقدساته وعرضه ووطنه
فالمشكلة عندما يكون الإرهاب إرهاب دولة ، هل يريد الصهاينة أن يستعمروا أرضنا ومقدساتنا ونقابلهم بالابتسامة ؟ أم يريدون أن نفرش لهم الأرض بالورد تعبيراً عن فرحتنا بالاستعمار ؟ أم يريدوننا أن ننحني لهم إجلالاً وإكباراً لما يقومون به من أعمال إرهابية لا يرضى بها أحد ؟ أين حقوق الإنسان يا من تدعون أنكم حريصون عليها أشد الحرص أيها الصهاينة فقد برهنتم على ذلك بقتل الأطفال الأبرياء والنساء المستضعفات والشيوخ الذين ليس لهم حيلة ، ها نحن جميعاً نرى ونسمع ماذا يجري في لبنان فقد دمرت بنيتها التحتية بالكامل دون استثناء شيء ولم يرحم سلاح الجو الصهيوني والبارجات أحد ، هل هذا هو السلام الذي يزعمه الصهاينة ؟ ماذنب مطار بيروت ؟ وما ذنب النساء والأطفال والشيوخ ؟ وما ذنب محطات الكهرباء والجسور والطرق والمساجد ؟ وما ذنب الشاحنة التي قُصفت وهي في طريقها للقيام بعملٍ إنساني ، وفوق هذا كله نشاهد ما يجري في بعض دول العالم من تأييد للصهاينة وهناك من يظهر ويتبجح بالقول بأن الصهاينة يدافعون عن أنفسهم ، فمن هو الذي يدافع عن نفسه في نظرهم أهو المستعمِر أم المستعمَر .
فإلى متى الخذلان يا عرب ؟ إنني أدعوا كل العرب والمسلمين بأن يمدوا يد العون لإخوانهم في فلسطين ولبنان كل بقدر مايستطيع ، وندعو زعماء العرب والمسلمين بأن يقفوا صفاً واحداً وذلك بأن يقولوا لا للإرهاب الذي ترتكبه الدولة الصهيونية ، ولا أنسى في الأخير أن أحيي قائد مسيرتنا فخامة الأب المشير / علي عبد الله صالح حفظه الله على مواقفه النبيلة والشجاعة وقول الحق دون أن يخشى أحداً وذلك من خلال دعوته لعقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع في فلسطين ولبنان ، فهذه الدعوة لها مدلول في قلب كل عربي ومسلم وبخاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني .
وفي الأخير نقول للشعبين الفلسطيني واللبناني نحن معكم ولن نبخل في مد يد العون لكم بكل ما نستطيع .
[email protected]