(رويترز) -
اسرائيل ولبنان تحت النيران
شنت اسرائيل مزيدا من الهجمات الجوية على لبنان وأطلق حزب الله صواريخ على حيفا يوم الاحد بينما دعا مسؤول كبير بالأمم المتحدة الى وقف العنف للسماح بوصول المساعدات الى المدنيين الذين باتوا في أمس الحاجة للمساعدة.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي ستتوجه الى الشرق الاوسط في وقت لاحق يوم الأحد انها ستعمل على التوصل الى حل دائم وليس وقفا فوريا لاطلاق النار. وتلقي واشنطن باللوم على حزب الله اللبناني وحليفتيه سوريا وايران في الصراع.

وقال الجيش الاسرائيلي انه لم يقرر بعد تنفيذ عملية توغل كبيرة داخل لبنان بينما قال وزير الدفاع عمير بيريتس ان اسرائيل يمكن ان تقبل نشر قوة لحفظ السلام يقودها حلف شمال الاطلسي في جنوب لبنان لابعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود.

ودعت سوريا الى وقف اطلاق النار على الفور على ان تعقب ذلك جهود دبلوماسية. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ان دمشق مستعدة لاجراء حوار مع الولايات المتحدة.

ويتحمل المدنيون وطأة القصف الذي تجدد في حرب قتل فيها 365 شخصا على الاقل في لبنان و37 في اسرائيل.

وقال المزارع اللبناني محمد زبد لرويترز "نحن نعيش في جحيم".

وقال كيرين هاجيجي العامل باحد المصانع في منطقة صناعية في حيفا اصابتها صواريخ حزب الله "كانت المشاهد مروعة. كان هناك جرحى على الطريق وكان هناك شخص جريح في المبنى ايضا. كان هناك دمار بالغ."

وقصفت طائرات حربية اسرائيلية أهدافا في بيروت وشرق لبنان وجنوبه مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل وإصابة زهاء 80 آخرين كثير منهم في ميناء صور الجنوبي.

وتردد دوي ستة انفجارات على الأقل في أنحاء العاصمة اللبنانية في الوقت الذي دوي فيه أزيز طائرات فوق الضواحي الجنوبية التي يغلب الشيعة على سكانها في وقت مبكر. كما دمرت الغارات الجوية الاسرائيلية مركزا دينيا للشيعة في مدينة صيدا بالجنوب مما أسفر عن اصابة أربعة أشخاص بجروح.

ودمرت 12 ضربة جوية اسرائيلية على الاقل في وادي البقاع بشرق لبنان ثلاثة مصانع ومنزلا وعدة جسور وأسفرت عن مقتل مدني واحد على الاقل وأصابة سبعة آخرين. كما لاقى مدنيان آخران حتفهما في غارة على احدى القرى بجنوب لبنان. واستهدفت طائرات حربية اسرائيلية هوائيات للاتصالات بالقرب من بلدة جزين الجنوبية.

وقتلت المصورة الصحفية اللبنانية ليال نجيب بالقرب من قرية قانا خلال قصف اسرائيلي يوم الاحد وهي أول صحفية تقتل اثناء تغطية الحرب.

وأصيب مراقب عسكري ايطالي غير مسلح يتبع الامم المتحدة خلال اشتباكات في مارون الراس بعد يوم واحد من اعلان الجيش الاسرائيلي انه استولى على القرية الجنوبية الواقعة على الحدود مباشرة من مقاتلي حزب الله. وذكر الجيش الايطالي ان حياة المراقب ليست في خطر.

واكد حزب الله ان القوات الاسرائيلية احتلت مارون الراس بعد قتال لاقى فيه ثلاثة من مقاتليه حتفهم لكنه قال ان المعارك اثبتت ان الجيش الاسرائيلي مهزوم ولا فائدة له.

وقتل شخصان واصيب 15 اخرون عندما سقطت صواريخ حزب الله على شقتين سكنيتين وعدة مركبات في حيفا ثالثة كبرى المدن الاسرائيلية والتي تبعد 35 كيلومترا جنوبي الحدود اللبنانية.

وقال حزب الله انه ضرب حيفا بصواريخ رعد 2 وهي صواريخ قصيرة المدى ايرانية الصنع.

ودعا يان ايجلاند منسق الاغاثة بالامم المتحدة الى وقف العنف لإتاحة الفرصة لبدء عمليات إغاثة كبيرة.

وقال ايجلاند خلال جولة بمنطقة حارة بريك المدمرة وهي معقل حزب الله في بيروت "يجب ان تتوقف الصواريخ التي تطلق على اسرائيل. يجب أن يتوقف القصف الهائل الذي رأيناه هنا (والذي أدى الى) تسوية مبنى سكني تلو الآخر بالأرض."

وصرح ايجلاند بان القصف الاسرائيلي للمنطقة الشيعية التي كانت مزدحمة ينتهك القانون الانساني.

واضاف قائلا للصحفيين "انه أمر مروع. لم أكن أعرف انه مبنى سكني تلو الآخر."

ويعتزم ايجلاند الذي قدر ان الحاجة تدعو لجمع 100 مليون دولار بصفة عاجلة لمواجهة ازمة انسانية تحدث في لبنان ان يتوجه الى اسرائيل يوم الثلاثاء للتفاوض على فتح ممرات آمنة برا وبحرا وجوا لدخول مساعدات دولية.

وادت الحرب في لبنان الى تشريد نصف مليون شخص. كما حوصر اخرون وسط القتال خاصة في القرى الواقعة على الحدود.

وقال مسؤولون ان 17 مدنيا اسرائيليا قتلوا جراء الصواريخ التي اطلقها حزب الله ووصلت الى اكثر من الف صاروخ مما دفع بين ثلث ونصف سكان شمال اسرائيل للفرار من القصف.

كما لاقى 20 جنديا اسرائيليا حتفهم في الصراع الذي بدأ عندما أسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية آخرين في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان من المتوقع نقل المزيد من القوات الى جنوب لبنان يوم الأحد لتوسيع نطاق العمليات البرية للجيش الاسرائيلي ضد حزب الله بالقرب من الحدود.

لكن الجيش قال ان رئيس الاركان اللفتنانت جنرال دان حالوتس لم يقرر بعد تنفيذ عملية غزو برية كبيرة.

واستدعت اسرائيل الافا من جنود الاحتياط وحشدت جنودا ودبابات على حدودها الشمالية منذ عدة ايام مما يعزز التوقعات بغزو بري وشيك بهدف وقف الهجمات الصاروخية وإبعاد حزب الله عن الحدود.

وقال بيريتس ان اسرائيل ستؤيد نشر قوة دولية مؤقتة لحفظ السلام في جنوب لبنان وهي فكرة سبق ان وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بانها سابقة للاوان.

وقال بيريتس لوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "بسبب ضعف الجيش اللبناني نؤيد نشر قوة متعددة الجنسيات في الجنوب لها صلاحيات واسعة النطاق."

ولم يحدد بيريتس اطارا زمنيا لنشر القوة لكنه اقترح ان يتولى قيادتها حلف شمال الاطلسي. وتعتبر اسرائيل قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الحالية في جنوب لبنان فاشلة.

واستعدت قبرص لاستقبال زهاء عشرة الاف شخص اخرين من الفارين من لبنان. ومن المتوقع ان ترسو نحو 14 سفينة مزدحمة بالركاب في مينائي لارناكا وليماسول القبرصيين خلال الساعات الثلاثين المقبلة او نحو ذلك في اطار عملية اجلاء جماعي تشارك فيها عشرات الدول.