الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:48 م
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي
الإثنين, 24-يوليو-2006
المؤتمر نت - 
"سوف نقتل جميع العلوج.. ولكي أكون دقيقا فإننا سنقتل غالبيتهم العظمى..!" ربما لم يدرك محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي الأسبق في نظام صدام حسين أحمد عطا / نقلا عن إسلام أون لاين -
نصر الله الصادق يمحو "عقدة الصحاف"

"سوف نقتل جميع العلوج.. ولكي أكون دقيقا فإننا سنقتل غالبيتهم العظمى..!" ربما لم يدرك محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي الأسبق في نظام صدام حسين، وهو يقول تلك الكلمة ما ستؤول إليه الأمور، لكن المؤكد هو أن الملايين من الجماهير في الوطن العربي تعلقوا بكلماته التي ولدت لديهم إحساسا بالنصر ما لبث أن تبدد بعد سقوط بغداد على أيدي القوات الأمريكية عام 2003. وأحدثت تلك الصدمة لدى الجماهير إحباطا شديدا من تصريحات المسئولين العرب، وهو ما أصبح يطلق عليه "عقدة الصحاف".
والآن، فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان، يخرج الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على شاشات التليفزيون ليخاطب الرأي العام العربي والعالمي، لكن تلك المرة يسود إحساس عام لدى الشعوب العربية أن ما يقوله نصر الله يعبر عن الحقيقة.
وعلى الرغم من ذلك لا تزال ردود الفعل الشعبية المؤيدة للمقاومة لم تصل إلى ما كانت عليه إبان غزو العراق، وهو ما أرجعه خبراء إلى توقيت الحرب نفسها، فيما يراه آخرون "موتا للشعب العربي" تحت عجلة الضغوط، لكن قسما ثالثا يؤكد أن ذلك في جميع الأحوال لا يمس بمصداقية خطاب نصر الله لدى الجماهير.
وفي مقابلة مع إسلام أون لاين.نت الأحد 23-7-2006، وصف الدكتور فريد أبو ضهير، رئيس قسم الصحافة بجامعة النجاح في فلسطين، نصر الله بالشخصية "الكاريزماتية" التي لها حضور كبير لدى الناس.
وأوضح أبو ضهير أن الناس كانت تخشى ظهور "صحاف" جديد، لكن نصر الله بدد هذه المخاوف وقال: "أكد نصر الله على أنه لا يمارس الدعاية الإعلامية، وأنه لا يريد التلاعب بمشاعر الناس، وحلل ببساطة مظاهر صمود المقاومة والنجاحات التي حققتها إسرائيل، وجوانب الفشل أمام الإمكانيات المحدودة. وبذلك كلام نصر الله دخل عقول الناس قبل قلوبهم".
واستطرد قائلا: "حتى عندما فسر نصر الله النصر قال: إن النصر هو الصمود، وإفشال أهداف إسرائيل. واعترف بصراحة أنه لا يريد تحرير شمال فلسطين من خلال الصواريخ. وحدد أهدافه بوضوح وبساطة، وكذلك حدد وسائله أيضا".
وقال حسن نصر الله في حوار مع قناة الجزيرة يوم الجمعة 21-7-2006: إن "حزب الله ما زال صامدا أمام الضربات الإسرائيلية، وهو ما تجلى في استمرار قصفه لشمال إسرائيل بحوالي 100 صاروخ يوميا".
وامتدادا للنهج الإعلامي ذي المصداقية، اعترف حزب الله يوم الأحد بسيطرة القوات الإسرائيلية على بلدة مارون الرأس الحدودية، لكنه شدد على أن الصمود الذي أبدته المقاومة في 12 يوما يعد إنجازا في حد ذاته.
مفاجآت تتحقق
ويرى المراقبون أنه في الوقت الذي كانت الكلمات الوصفية تسيطر على خطاب الصحاف في وصفه للقوات الأمريكية بـ"العلوج"، وتشبيهه للقوات الأمريكية "بالأفعى التي سيقطعها العراقيون وصلة وصلة"، جاءت الألفاظ في خطاب نصر الله واقعية وموحية بفعل وتكتيك؛ مثل تأكيده على "المفاجآت" التي يعدها للإسرائيليين والتي تحققت بالفعل بعد دقائق من حديثه في ضرب البارجة الإسرائيلية، ووصول صواريخه إلى حيفا ثالث كبرى المدن الإسرائيلية، وباتت الجماهير في لهفة لمزيد من مفاجآت حزب الله.
وفي هذا السياق، يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة أن خطاب نصر الله يختلف تماما عن خطاب الصحاف إبان حرب العراق قائلا: "الخطاب المعتدل لنصر الله الذي يستند لأدلة وشواهد غير خطاب المبالغة والتقليل من شأن الخصم دون سند"، مشيرا إلى أن "نصر الله يحقق بالفعل ما يعد به على الصعيد الميداني، وهو ما يكسبه مصداقية شديدة".
ويؤكد المحلل السياسي محمد السيد سعيد على أن الإعلام في حد ذاته لا يصنع بطلا إلا إذا كان بطلا في الأساس، وقال: "الإعلام يضفي جمالا على الشخص الجميل، ويزيد من قبح القبيح"، مشيرا إلى أن شخصية نصر الله "الرائعة" هي مفتاح ثقة الناس به وبتصرفاته.
وأضاف قائلا: "حزب الله لم يتورط في أي أعمال عنف ضد اللبنانيين، ولديه درجة عالية من الكياسة السياسية وحسن التصرف، كما أن لديه شبكة كبيرة من المؤسسات الاجتماعية لخدمة لبنان".
رد الفعل الشعبي
وحول تواضع الفعاليات الشعبية الاحتجاجية تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان، أشار صفوت العالم إلى أن "تكرار وتلاحق الأحداث، وتعرض نسبة كبيرة من المتظاهرين "للضغوط" أدى لإصابة عدد كبير منهم بالفتور فضلا عن التذبذب في اتخاذ مواقف، ملمحا إلى القمع الأمني المتواصل على المتظاهرين في مصر وبعض البلدان العربية.
ودعا ذلك محمد السيد سعيد للقول بأن الشعب العربي قد "مات"، نتيجة لتلك الضغوط.
من جانبه، يرى الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن النظم العربية لا تزال تكبت الأصوات الشعبية، فضلا عن المواقف التي سببت إحباطا للناس.
لكنه يلفت إلى ظاهرة جديدة وهي أن المظاهرات التي خرجت تأييدا لنصر الله كانت تهتف بقادة المقاومة ولا تحث الحكام العرب على اتخاذ مواقف، وذلك ليأس الشعوب من حكامها.
أما الدكتورة انشراح الشال، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فترى أن التراخي الشعبي في مصر تحديدا ناجم عن "التشتت بسبب كثرة الأزمات التي يواجهها الشعب المصري".
وقالت لـ"إسلام أون لاين.نت": "العمال الذين لا يجدون لقمة العيش فوجئوا بارتفاع أسعار المواصلات العامة والبنزين بشكل كبير في عز الأزمة اللبنانية، ففي أي قضية سيفكرون؟".
ويبدي رغم ذلك صفوت العالم تفاؤلا تجاه موقف الجماهير، موضحا أنه يرى "حالة من الندية خلقها حزب الله بقصفه إسرائيل بالصواريخ؛ وهو ما يجعل الجمهور أقل قلقا وأكثر اطمئنانا، وبالتالي أميل لمراقبة ما يحدث على عكس الشحن النفسي في الحرب على العراق؛ لأن نطاق الحرب كان أوسع وأشمل".
ورغم ذلك، توقع فريد أبو ضهير أن تزيد الفعاليات الشعبية الاحتجاجية الداعمة للمقاومة قائلا: "ربما يشعر الناس في الوقت الراهن أن التفاعل اللفظي أو حتى المظاهرات غير كافية، لكن ليس بالضرورة أن تأتي ردود الفعل مباشرة وفورية بل يمكن أن تؤجل





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر