المؤتمرنت - إسرائيل تحرق قطاع غزة لخسارتها الموجعة في بنت جبيل صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم من هجماتها الصاروخية على قطاع غزة ، في إطار عمليتها إمطار الصيف التي بدأتها مع نهاية شهر حزيران "يونيو" الماضي ، لاستعادة أحد جنودها المختطفين ووقف إطلاق صواريخ على بلداتها. وقالت المستشفيات الفلسطينية ، بأنها استقبلت اليوم 15 فلسطينيا سقطوا في احدث غارات إسرائيلية على شمال وشرق القطاع ، إلى جانب العشرات من الجرحى ، متوقعة المصادر الطبية ، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين لخطورة أوضاع الجرحى، واستمرار القصف الإسرائيلي على المناطق.
وأوضح د. معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة ، أن عدد من جثث القتلى وصلت إلى مستشفى الشفاء أشلاء ممزقة ، بينما وصلت جثامين أخرى بشكل متفحم ، وأخرى مبتورة الأطراف. ويأتي هذا التصعيد الأكثر دمويا منذ اسر المقاومة الفلسطينية الجندي "جلعاد شاليط"، بعد ساعات من مغادرة وزيرة الخارجية الأميركية الأراضي الفلسطينية ، والتي استقبلت بإغلاق الأبواب الفلسطينية بوجهها والمظاهرات الرافضة لزيارتها ، وفي وقت تكبد فيه جيش الاحتلال خسائر بشرية كبيرة في بينت جبيل اللبنانية.
ولا تزال سيارات الإسعاف التي تطلق صفاراتها في مختلف أرجاء المنطقة تنقل المصابين والجرحى برصاص الطائرات المروحية الإسرائيلية ، بعد أن حشدت إسرائيل كتيبتين من الدبابات شرق وشمال قطاع غزة. وقال الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، أن إثنين من مقاتليه سقطوا في الاشتباكات التي تدور منذ ساعات الفجر ، في وقت لا تزال فيه الدبابات الإسرائيلية تتخذ مواقع لها بالقرب من معبر (كارني) المنطار ، وتطلق بين الحين والآخر قذائف مدفعية باتجاه المناطق السكانية في المدينة.
وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس ، في تصريحات صحافية وزعها مكتبه الإعلامي ، أن جيش الاحتلال لن يجرأ على التقدم في المنطقة التي يتوغل بها في هذه اللحظات أكثر مما هي الآن عليه بسبب المقاومة الشديدة للآليات العسكرية الصهيونية وجنود الاحتلال ، مشيرا إلى أن المقاومة كبدته خسائر فادحة في الخسائر البشرية والأضرار التي وقعت بالدبابات والجرافات التي استهدفتها فصائل المقاومة.
من جانبها ناشدت مؤسسات التأهيل المجتمعي بمحافظات غزة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية للتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها واستخدامها لأسلحة تؤدي إلى تشوهات دائمة لدى الجرحى والمصابين. وأوضحت أن استخدام الاحتلال للقوة والعنف بحق شعب أعزل أدى اليوم إلى إصابة العشرات من الجرحى بإعاقة دائمة حيث بترت أطرافهم السفلى والعليا ، و60 حالة من التشوهات الدائمة.
وقال برنامج غزة للصحة النفسية في بيان تسلمته "إيلاف"، ان السكوت على هذا العدوان يمثل نموذجا صارخا للازدواج في المعايير حيث يطالب العالم بإطلاق سراح 3 جنود إسرائيليين بينما يسكت على اسر ومعاناة ما يزيد على 10000 أسير فلسطيني وعربي مضى على اعتقال البعض منهم أكثر من عقدين من الزمن ، كما أن البعض الأخر لم يبلغ السن القانونية للاعتقال بشكل مخالف لبنود القانون الدولي. وطالب البرنامج ، المجتمع الدولي بالتدخل لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها وتطبيق بنود القانون الدولي الذي يجب أن يشكل دائما المرجعية الأساسية للعلاقات بين الدول والمجتمعات ، مؤكدة بان هذا الغطاء السياسي بالصمت يجعل إسرائيل تتمادى في جرائمها مما يمكن أن يؤسس لكراهية وحقد ستدمر كل فرص للسلام الإقليمي والدولي.
هذا وقد دعت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس ، المؤسسات الدولية والإنسانية إلى الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف استهداف المدنيين والبيوت والمنشآت الحكومية ، باعتبار أن ذلك يخالف كل القوانين والأعراف الدولية. وقال د. غازي حمد الناطق باسم الحكومة ، " إنه في إطار حربها المسعورة ضد شعبنا بما تحمله من تحمله من آلات التدمير والقتل والخراب تواصل قوات الاحتلال حربها النفسية ضد شعبنا، من خلال التهديد بهدم وقصف منازل المواطنين وقصف المنشآت الحكومية, وهي في هذا العمل الإجرامي إنما تهدف إلى دفع المواطنين إلى مغادرة بيوتهم وهجرة مساكنهم ، وشل أعمال الحكومة وتحجيم نشاطاتها، وإضعاف الروح المعنوية لدى المواطنين وخلق حالة من الخوف والإرباك".
وأكد أبو عمر في بيان صحافي ، أن مخططات قوات الاحتلال لتهجير المواطنين من أماكن سكناهم ستبوء بالفشل ، لأن الشعب الفلسطيني لم تعد ترهبه هذه الممارسات ولا التهديدات الإجرامية ، موضحا أن قوات الاحتلال التي تشهد هزيمة نفسية كبيرة في لبنان وفلسطين ، تحاول أن تسقط فشلها من خلال قتل أكبر عدد من المدنيين الأبرياء ومن خلال استهداف المباني والمساكن، وهي بهذه الأساليب الوحشية تنزع عنها الصفة الكاذبة، التي طالما ادعت أنها تتحلى بها ، وهي أنها الأكثر أخلاقية في العالم. وبين أن حكومته وجهت نداء عاجلا إلى كافة المؤسسات الدولية والإنسانية للضغط على حكومة الاحتلال لوقف استهداف المدنيين والبيوت والمنشآت الحكومية .
الو الجيش الإسرائيلي معك اخلي منزلك!!
من جهة ثانية دعت المنظمات الفلسطينية، أهالي قطاع غزة عقب حالة الخوف والهلع التي أصابت المدنيين إلى عدم مغادرة منازلهم بعد تلقيهم إنذارات إسرائيلية بقصفها ، في حين اصدر النائب العام الفلسطيني، قرارا يقضي بوقف العمل بنظام الرقم الخاص "المحجوب". وتشهد مدن قطاع غزة حالة من القلق الشديد جراء استلام العشرات من الفلسطينيين لرسائل التهديد الإسرائيلية، حيث قال عماد 43 عاما من شرق مدينة خان يونس لـ"إيلاف"، بأنه تلقى مكالمة هاتفية جاء فيها، " تنذركم قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من أن تصدقوا المجموعات الإرهابية مثل ما يسمى بالمقاومة في جنوب لبنان حزب الله، وحركة حماس كما تحذركم من وجود سلاح أو ذخيرة".
وأعرب المواطن الذي أكد لمراسلتنا بأنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي ، عن تخوفه وعائلته من تلك الاتصالات ، مبينا بان هناك عملاء وخونة يساعدون الاحتلال في حربه على الفلسطينيين لدب الرعب في صفوف السكان. وقالت القوى الفلسطينية ، بان إسرائيل لجأت إلى أسلوب جديد وخطير في توسيع نطاق الهدم وتدمير المنازل والمؤسسات الفلسطينية ، من خلال رسائل التهديد بالإخلاء والإقدام على هدم منازل وبنايات بأكملها.
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت مرحلة جديدة من فصول معركتها المتواصلة مع الفلسطينيين، حيث شرعت بعدة اتصالات هاتفية مع أصحاب منازل لإخلائها بهدف قصفها من قبل الطائرات الحربية بعدما فشلت باجتياح قلب المدن لشدة المعركة مع المقاومة الفلسطينية وتدمير العشرات من العربات العسكرية وعدم التمكن من سحبها. وقد دكت الطائرات الحربية الإسرائيلية ، عشرة منازلهم فلسطينية وسوت بعضها بالأرض خلال الساعات 48 الماضية ، بحجة استخدامها كمخازن للأسلحة، بعد أن أجرت اتصالات هاتفية مع مالكي تلك المنازل طالبوهم بإخلائها خلال أقل من ساعة.
إلى ذلك اصدر النائب العام الفلسطيني احمد المغني ، قرارا يقضي بوقف العمل بنظام الرقم الخاص "المحجوب" ، والمعمول به لدى شركة الاتصالات الفلسطينية ، وذلك نظرا لاستغلاله بشكل سيء من قبل فئة وصفها بالمارقة. وقال النائب العام في بيان له ، انه استثنى من هذا القرار الوزراء او من في حكمهم وأعضاء المجلس التشريعي ، مشيرا الى ان شركتي جوال والاتصالات الخلوية تبديان استعدادا وتفهما كبيرا للعمل الفوري على تطبيق هذا القرار لما فيه من مصلحة وطنية تقتضيها خصوصية الوضع الفلسطيني الحالي. ولفتت لجنة المتابعة العليا أنظار المواطنين الفلسطينيين ودعتهم لعدم الاستجابة للتهديدات الإسرائيلية والدعوات المشبوهة بإخلاء المنازل والبنايات والمؤسسات ، مطالبة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والصليب الأحمر للتدخل العاجل لحماية المواطنين.
وقد ذكرت وسائل إعلام محلية بأنه تم إبلاغ مجمع الدوائر الحكومية "ابو خضرة" في مدينة غزة بضرورة الإخلاء بناء على اتصال من مجهول يدعي بأنه من المخابرات الإسرائيلية ، وتحسبا لذلك تم الإخلاء خوفا من القصف ، كما تم إبلاغ مركز شرطة الشجاعية بناء على اتصال من مجهول يدعي انه من المخابرات الإسرائيلية ويفيد بقصف المركز خلال الساعات القادمة وعلى ضوء ذلك تم إخلائه.
المصدر إيلاف
|