صحيفة الحياة - صدّام يفضّل ان يعدم رمياً بالرصاص بدا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس في صحة جيدة، على رغم اضرابه عن الطعام لمدة 18 يوماً، وكان متماسكاً طوال جلسة محاكمته. وقال إنه أحضر الى القاعة مرغماً. وطلب إعدامه رمياً بالرصاص وليس شنقاً، لأنه «عسكري». واعتبر المحامي الذي انتدبته المحكمة للدفاع عنه «عدواً».
وفيما كان رئيس المحكمة يطالب صدام بالكف عن «التحريض على الإرهاب والقتل»، كان رئيس الوزراء نوري المالكي يؤكد أمام الكونغرس الأميركي ان العراق «خط أمامي في الحرب على الارهاب».
وأكد صدام انه «لا يعترف بالاحتلال»، وقال: «سنقاومه كما قاومناه عندما كنا خارج السجن (...)، ومازال النشامى يقاومونه». وبدأ كلامه بالآية القرآنية «قاتلوهم ينصركم الله»، وأكد لرئيس المحكمة انه اقتيد بالقوة الى القاعة. وقال: «الاميركيون جلبوني بالقوة ولم ارغب في استخدام أسلوبهم لأنني احترم نفسي». وتابع: «انا مضرب عن الطعام منذ 18 يوماً واحلت الى المستشفى منذ ثلاثة أيام، واليوم جيء بي من المستشفى مباشرة الى هنا»، موضحاً: «كانوا يغذونني بالوريد وقطرات الأنف».
وقال مصدر أميركي قريب من المحكمة ان صدام حسين «أنهى يومه الثامن عشر من الاضراب عن الطعام اليوم الاربعاء». واضاف أنه «تناول وجبة من اللحم البقري والرز والفاكهة ومشروب كوكا كولا بعد رفع الجلسة».
وبدا صدام حسين هادئاً كعادته وبصحة جيدة وكان يرتدي بزة سوداء. وطلب مغادرة القاعة لكن القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن أجبره على البقاء للاستماع الى مرافعات المحامي الذي انتدبته المحكمة لأن محاميه يواصلون مقاطعة الجلسات. وقال صدام: «أرفض المحامين المنتدبين والشعب سيعتبرهم اعداء». وتابع: «أتضامن مع هيئة الدفاع عني التي طلبت الحماية من المحكمة حتى تؤدي واجبها وقتل نصفها حتى الآن». وطلب «رمياً بالرصاص بدلاً من الشنق» إذا صدر حكم بذلك. وقال مخاطباً المحكمة: «تذكروا ان صدام حسين كان عسكرياً وفي حالة حكمه بالإعدام يجب إعدامه رمياً بالرصاص وليس شنقاً».
ورد القاضي عبدالرحمن على الفور ان «المحكمة لم تكوّن رؤية لكييفة الحكم ونوعيته». فأجاب صدام انا «اقول اذا ما اجبرت هيئة المحكمة، اذا كنت فيها أم لم تكن، على اصدار مثل هذا القرار».
ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه بجرائم ضد الإنسانية متعلقة بقتل أكثر 148 عراقياً في مدينة الدجيل الشيعية بعد محاولة اغتياله الفاشلة في عام 1982. ويواجه الحكم بالإعدام في حال إدانته.
ودعا صدام العراقيين الى مقاومة «الاحتلال الاميركي». ورد على القاضي الذي اتهمه بالتحريض على العنف «انا احرض على اميركا وعلى طرد القوات المحتلة». إلا أن القاضي قال: «أنت تعرف انه يقتل 60 عراقياً كل يوم. وكل اسبوع يُقتل اثنان من الأميركيين، أولاً أنت تحرض على قتل العراقيين». فأجابه صدام: «انا احرض على الغزاة وادعو العراقيين الى الصفاء والتسامح في ما بينهم».
وانتقد صدام نص المطالعة التي كتبها المحامي المنتدب قائلاً: «هذا كتبه له العميل الكندي - الاميركي العميل الجاسوس هذا المحامي لا يعرف كيف يكتب كلمة واحدة».
في واشنطن، شدد المالكي في كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي (النواب والشيوخ) أمس على ان «العراق خط أمامي في الحرب على الارهاب»، مشيراً الى ان «الذين يقفون خلف انتشار العنف يسيئون الى الدين الاسلامي».
وجاءت تصريحات المالكي رداً على انتقاد بعض النواب الأميركيين مواقفه التي ندد فيها بالاعتداء الاسرائيلي على لبنان، وقال: «إنها معركة بين الاسلام الحقيقي، حيث حرية الفرد وحقوقه تشكل حجر الزاوية، وبين الارهاب الذي يتدثر بعباءة مزيفة للإسلام».
ولفت المالكي الى ان بلاده «تقدمت خطوات عظيمة على رغم تهديدات المتطرفين الذين يريدون تدمير الديموقراطية الوليدة في العراق»، مشيراً الى «انهم (المتطرفين) يريدون بث الخوف وتهديد كل الدول الحرة».
وفي تكرار لكلمات الرئيس جورج بوش، قال المالكي ان «العراق هو (أرض) المعركة التي ستقرر (مصير) الحرب» على الارهاب.
|