الجزيرة نت - شيراك يعارض أي دور للناتو في لبنان اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه لن يكون من المناسب إرسال قوة دولية إلى جنوب لبنان يقودها حلف شمال الأطلسي.
وقال شيراك في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية إن الناتو "شئنا أم أبينا, ينظر إليه على أنه الذراع المسلحة للغرب في المنطقة".
اتفاق سياسي
وأضاف شيراك أن مهمة قوة دولية ستكون "التحكم في وقف إطلاق النار وضمان احترام الحدود على الجانب الإسرائيلي اللبناني والجانب السوري اللبناني", موضحا أن إرسال أية قوات محكوم "باتفاق سياسي يفترض وقف إطلاق النار.. يتفاوض بشأنه الحكومة اللبنانية وحزب الله من جهة والمجموعة الدولية والحكومة اللبنانية وإسرائيل من جهة أخرى".
شيراك قال إن سكان الشرق الأوسط ينظرون إلى الناتو كذراع عسكري للغرب (رويترز-أرشيف)
وجاء تصريح شيراك في وقت انفض فيه مؤتمر روما حول لبنان دون اتفاق على وقف إطلاق النار, ما جعل حزب الله يحمل الولايات المتحدة مسؤولية فشل المؤتمر.
وقال رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد إن الإدارة الأميركية أرادت منع التوسط لتحقيق وقف فوري وشامل للعدوان.
مؤتمر "واقعي"
غير أن واشنطن أكدت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جون سنو نجاح المؤتمر، قائلا إن عدم الإلتزام بوقت وزمن محدد لوقف إطلاق النار لا يعني فشله, وإنما واقعية وفهما للوضع بين إسرائيل وحزب الله.
واكتفى البيان الختامي بتأييد نشر قوة دولية جنوب لبنان بتفويض من الأمم المتحدة دون أن يتعرض للتفاصيل بشأنها, ناصا على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار قابلا للاستمرار ودائما وكاملا.
ودعا البيان إسرائيل لممارسة أكبر قدر من ضبط النفس في عملياتها، مرحبا بالاتفاق مع تل أبيب على إنشاء ممرات إنسانية والسماح برحلات جوية إنسانية إلى لبنان.
وفي مؤتمر صحفي جمع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة, قال وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما إن المساعدات يجب أن تدخل لبنان بواقع أربع رحلات يوميا, مشددا على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ فورا, وداعيا في الوقت نفسه إلى تمكين الحكومة اللبنانية من السيطرة على أراضيها.
حان الوقت
من جهتها دعت رايس سوريا وإيران إلى تبديل سياستهما في الشرق الأوسط، محملة دمشق جزءا من مسؤولية النزاع الحالي وإيران الجزء الآخر, وأضافت "حان الوقت ليتخذ كل خياره" بشأن دوره في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه "لا يمكن العودة إلى الوضع القائم سابقا".
إسرائيل غير معنية بالتفاوض مع لبنان حول شبعا لأن الأمم المتحدة أقرتها أرضا سورية (الأوروبية-أرشيف)
أما أنان فجدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله, معتبرا الوضع الميداني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية "مروعا وخطيرا", ودعا حزب الله "إلى وقف استهدافه المتعمد للمراكز السكنية الإسرائيلية", وإسرائيل إلى "وقف عمليات القصف والحصار والعمليات البرية".
مزارع شبعا
أما السنيورة فدعا إلى وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت إشراف أممي تمهيدا لإشراف الحكومة اللبنانية الكامل عليها, مطالبا بترسيم الحدود مع سوريا تحت إشراف دولي, ومنح اللبنانيين من أصحاب الأملاك بتلك المنطقة حق الوصول إلى ممتلكاتهم، كما دعا إسرائيل لتقديم كل خرائط الألغام في جنوب لبنان إلى الأمم المتحدة.
غير أن الخارجية الإسرائيلية جددت على لسان الناطق باسمها مارك ريغيف رفضها الانسحاب من مزارع شبعا على اعتبار أنها "ليست جزءا من لبنان, وهذا ليس رأي إسرائيل وإنما رأي الأمم المتحدة.. ستناقش مشكلة المزارع مع مستقبل مرتفعات الجولان مع سوريا عندما تستأنف محادثات السلام |