(رويترز) - قصف جنوب لبنان والمدنيون محاصرون شنت اسرائيل هجمات بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة على جنوب لبنان يوم الخميس لكنها قررت عدم القيام بعملية غزو كبيرة لملاحقة مقاتلي حزب الله.
وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان جماعة حزب الله اللبنانية اطلقت 48 صاروخا على شمال اسرائيل يوم الخميس مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص.
وفي لبنان قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان جثث القتلى متناثرة في الشوارع في بعض القرى الحدودية المعزولة حيث يحاصر القتال المدنيين المذعورين.
وقال حافظ عبيد (65 عاما) بعد ان فر من قريته الحدودية مروحين الى صيدا اكبر مدينة في الجنوب والهادئة نسبيا "في كل قتال نكون بمثابة كبش يساق للذبح."
وقرر مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر برئاسة ايهود اولمرت رئيس الوزراء التمسك باستراتيجية الضربات الجوية والقيام بتوغلات برية محدودة بدلا من شن غزو واسع النطاق.
وقال مصدر سياسي بعد الاجتماع "في الوقت الحالي الجيش غير ملزم بوقت محدد ويستطيع أن يقوم بالعمليات ما دامت هناك حاجة لذلك."
واجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي بعد مقتل تسعة جنود اسرائيليين في لبنان يوم الاربعاء وهي اكبر خسائر بشرية يتكبدها الجيش في 24 ساعة في الحرب المستمرة في يومها السادس عشر.
وتحاول القوات الاسرائيلية ابعاد حزب الله عن الحدود ووقف الهجمات الصاروخية منذ خطف الحزب جنديين في غارة في 12 يوليو تموز لكن الجيش حريص على الا يتورط في حرب عصابات في جنوب لبنان.
وسقطت العشرات من صواريخ حزب الله على شمال اسرائيل يوم الخميس مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص. واطلق حزب الله اكثر من 1400 صاروخ على شمال اسرائيل منذ تفجر الصراع.
واعطت الولايات المتحدة الضوء الاخضر لاسرائيل لمواصلة هجومها على لبنان وذلك برفضها الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار او السماح لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بالقيام بذلك.
وقالت فرنسا انها تشعر بخيبة امل لعدم تمخض المؤتمر الدولي الذي عقد في روما يوم الأربعاء عن الدعوة لوضع حد فوري للعمليات العسكرية وحثت وزراء خارجية الدول الاعضاء بمجلس الامن على الاجتماع اوائل الاسبوع القادم للعمل من اجل قرار لوقف اطلاق النار.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي زارت بيروت والقدس هذا الاسبوع انها ستعود الى الشرق الاوسط اذا رأت ان بامكانها التوصل الى سلام دائم في لبنان.
وتؤكد التصريحات التي ادلت بها رايس لدى وصولها الى ماليزيا لحضور مؤتمر امني اقليمي بان واشنطن لا تعتزم الضغط على اسرائيل لوقف القتال الا بعد السيطرة على حزب الله المدعوم من ايران وسوريا.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي "انا مستعدة للعودة الى الشرق الاوسط في اي وقت اعتقد فيه اننا نستطيع التوصل الى وقف يمكن الحفاظ عليه لاطلاق النار لانهاء العنف."
ومع تزايد الشعور بالغضب بين الدول العربية والاسلامية بسبب الهجمات التي تشنها اسرائيل في لبنان وقطاع غزة اعلن تنظيم القاعدة انه لن يقف مكتوف الايدي لكنه لم يحدد الكيفية التي سيرد بها على تلك الهجمات.
وقال ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة "لا يمكن ان نراقب تلك القذائف وهي تصب حممها على اخواننا في غزة ولبنان ونحن ساكنون خانعون."
ولاقى 437 شخصا على الاقل معظمهم من المدنيين حتفهم في لبنان حسب احصاءات رويترز. كما قتل 51 اسرائيليا بينهم 18 مدنيا.
وقال وزير الصحة اللبناني محمد خليفة لرويترز يوم الخميس ان ما يصل الى 600 شخص ربما قتلوا في لبنان. واضاف ان المستشفيات استقبلت حتى الان 401 جثة من ضحايا الهجمات الاسرائيلية وانه بالاضافة الى ذلك يوجد ما يتراوح بين 150 و200 جثة تحت الانقاض تعذر انتشالها لانها في مناطق لا تزال تتعرض للقصف.
وقالت وزارة الصحة ان 1788 شخصا اصيبوا بجروح خطيرة. ويقول حزب الله انه فقد 30 من مقاتليه وأبلغت حركة امل الشيعية المتحالفة معه عن 15 قتيلا.
وقال تقرير للجنة الدولية للصليب الاحمر ان احد ممثليها الذي زار بليدا بالقرب من بلدة بنت جبيل اللبنانية وجد نحو 700 شخص بينهم 300 طفل يحتمون في احد المساجد. وقالت اللجنة ان قرى اخرى تعاني نقصا في الامدادات الرئيسية تعيش في خوف. واضافت "جثث القتلى لم ترفع من الشوارع واخرى دفنت تحت الانقاض."
وقالت مصادر امنية ان الطائرات الاسرائيلية دمرت يوم الخميس هوائيات الاتصالات اللاسلكية شمالي بيروت وهاجمت ثلاث شاحنات تحمل امدادات طبية وغذائية الى الشرق لتقتل ثلاثة سائقين.
وقصفت الطائرات الحربية والمدفعية اهدافا في الجنوب الذي تقطنه اغلبية شيعية مما اسفر عن مقتل سائق دراجة نارية.
واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الخميس ان 95 في المئة من الاسرائيليين مازالوا يعتقدون ان الحرب في لبنان لها ما يبررها.
وغطت الحرب الدائرة في لبنان على الهجوم الاسرائيلي الجاري في قطاع غزة والذي لم يظهر اي دلالة على التراجع.
وقال مسعفون ان الهجمات الاسرائيلية قتلت ثلاثة اشخاص بينهم امرأة عمرها 75 عاما في غزة اليوم الخميس بعد يوم من اشتباكات اوقعت 24 قتيلا فلسطينيا. وقتل الجيش الاسرائيلي حتى الان نحو 146 فلسطينيا في غزة منذ بدء الهجوم الذي مضى عليه شهر بهدف وقف الهجمات الصاروخية واستعادة جندي اسرائيلي آخر يحتجزه نشطاء فلسطينيون منذ 25 من يونيو حزيران.
وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي انه يتعين صدور قرار من مجلس الامن الدولي يدعو الى نزع سلاح حزب الله والافراج دون شرط عن الجنديين الاسرائيليين واقامة منطقة امنية عازلة في جنوب لبنان.
وقال ان فرنسا تدعو ايضا الى اطلاق سراح السجناء اللبنانيين الذين تحتجزهم اسرائيل ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وضمان احترام السيادة اللبنانية.
وقال انه لا يمكن نشر قوة حفظ سلام دولية بتفويض من الامم المتحدة على الحدود من دون وقف دائم لاطلاق النار.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان اسرائيل تعتقد ان الامر ربما يحتاج ان تظل قوة دولية كبيرة في جنوب لبنان لعدة سنوات الى ان يتمكن الجيش اللبناني من التعامل بنفسه مع حزب الله.
|