المؤتمر نت - بنت جبيل تجبر إسرائيل على وقف الاجتياح مع تزايد عودة الجرحى والقتلى الإسرائيليين من جنوب لبنان، وروايات الجنود عن قصص الجحيم الحقيقي الذي نجوا من نيرانه في بنت جبيل، واعترافهم بالمهارات القتالية الفائقة لمقاومي حزب الله ، أسقطت الحكومة الإسرائيلية خيار الاجتياح البري لقرى ومدن الجنوب اللبناني، ورفض إيهود اولمرت رئيس الوزراء طلباً بتوسيع العمليات، وأقر الاكتفاء بتكثيف الغارات الجوية لتحقيق انجازات على الأرض وتدمير مواقع المقاومة للحيلولة دون تكبد خسائر بشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي وعدم تكرار مشهد الأربعاء الأسود في بنت جبيل. وقرر استدعاء 3 فرق جديدة من الاحتياط .
في هذه الأثناء أطلقت المقاومة أمس 75 صاروخاً على مستوطنات شمال إسرائيل ، مما أدى إلى إصابة 52 إسرائيلياً، كما تواصلت الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع متخذة منحى اصطياد المدنيين في سياراتهم على الطرقات، فيما ارتفع عدد ضحايا العدوان إلى 600.
وقررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية تصعيد الضربات الجوية في جنوب لبنان واستدعاء مزيد من قوات الاحتياط لمواجهة المقاومة العنيفة التي يبديها حزب الله أمام الهجوم البري الإسرائيلي. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ارتفاع معدل الإصابات في المعارك البرية دفع حكومة أولمرت إلى تبني خيار تصعيد الهجمات الجوية ضد حزب الله في الجنوب اللبناني.
«بنت جبيل»
في حين سيؤدي تكثيف الهجمات الجوية إلى مزيد من الارتفاع في عدد الضحايا في صفوف المدنيين اللبنانيين الذين وصل عددهم أمس في اليوم الـ 15 للعدوان إلى 600 شهيد طبقاً لوزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة ، فإنه قد يسمح بتخفيف معدل الإصابات في القوات البرية الإسرائيلية والتي خسرت تسعة عناصر يوم الأربعاء الذي اعتبر أسوأ يوم للإسرائيليين منذ بدء الحرب في 12 يوليو.
وأفادت مصادر حكومية أن الحكومة الإسرائيلية التي اجتمعت في تل أبيب رفضت اقتراحات بتوسيع نطاق العمليات البرية بطريقة تسمح بتحقيق أهداف أوسع من الهدف الأساسي المعلن، والذي يقضي بإبعاد حزب الله لعدة كيلومترات عن حدود إسرائيل الشمالية.
وجاء في بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أن «الحكومة قررت بناءً على توصية من هيئة الأركان استدعاء وحدات من الاحتياط لتعزيز الإمكانات العسكرية والقدرات على مواجهة حزب الله على جبهة لبنان والأوضاع في غزة». وأشارت الإذاعة الإسرائيلية أنه سيتم استدعاء ثلاث فرق. ولم يوضح البيان عدد الجنود الذين سيتم استدعاؤهم، بيد أن الشبكة الإسرائيلية العاشرة أشارت إلى أن الرقم سيرتفع إلى عشرات الآلاف من الاحتياطيين، علما أن إسرائيل استدعت حتى الآن أكثر من 10 آلاف رجل.
وأضاف بيان الحكومة أن «استدعاء الاحتياطي يهدف إلى مواجهة أي تطور، والى تأمين القدرة على تبديل الجنود بحسب الحاجات وينبغي لاستخدام هذه القوات الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة». وأكدت كذلك أن هدف الهجوم هو «متابعة المعركة الطاحنة مع حزب الله بهدف استعادة الجنود المخطوفين ، ووضع حد لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وإزاحة هذا التهديد».
وقررت الحكومة متابعة الهجوم بشكله الحالي بعد أن أكد رئيس الوزراء إيهود اولمرت أن «الجيش الإسرائيلي يتقدم في اتجاه تحقيق الأهداف المحددة». وقال رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس إن الحرب مستمرة حتى يتحقق هدف تقويض حزب الله . وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الوزراء جميعاً استبعدوا احتمال وقوع مواجهة مع سوريا.
وكان وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون قال للصحافيين قبل الاجتماع إن «الجميع يعلم أن انتصار حزب الله سيشكل انتصاراً «للإرهاب العالمي» وهذا سيكون كارثة للعالم ولإسرائيل». وأكد أن المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان تعتبر منطقة عسكرية. وقال إن كل شخص (لبناني) سيبقى في المنطقة سيعتبر «مرتبطاً بحزب الله». في موازاة ذلك، قال وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر، الذي كان وزير دفاع سابقاً في حكومة العمل، إنه « يجب ألا نخدع أنفسنا، أنها معركة مرهقة وطويلة الأمد».
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن وزير عضو في الحكومة الأمنية قوله «يجب تدمير قرى في جنوب لبنان إذا لزم الأمر. إن الجيش الإسرائيلي لا يزال بعيداً عن تحقيق الفوز ويجب تغيير قواعد اللعبة»، مضيفاً «كلما مر الوقت، كلما تبين أن الحل الوحيد هو توغل كبير إلى حدود نهر الأولي (على بعد 60 كيلومتراً من الحدود) لتدمير كل مواقع إطلاق الصواريخ».
وساد الهدوء الخميس على المدخل الشرقي لبنت جبيل حيث تمركز الجيش الإسرائيلي على المدخل المؤدي إلى قرية مارون الراس الاستراتيجية التي سيطر عليها قبل بضعة أيام، وأعلنت القوة الدولية في الجنوب اللبناني أن جيش الاحتلال لا يزال موجوداً في ثلاث مناطق داخل الأراضي اللبنانية ، من جهته نعى حزب الله اثنين من عناصره ما يرفع إلى 30 شهيداً عدد المقاتلين الذين أعلن الحزب استشهادهم.
على صعيد الضربات الصاروخية أطلق حزب الله نحو 75 صاروخاً أدت إلى إصابة 52 إسرائيلياً بإصابات مختلفة.. في وقت ذكر تقرير إخباري أن محكمة العدل العليا في إسرائيل ستنظر بعد غدٍ في ثلاثة التماسات مقدمة إليها تطلب إلزام حكومة أولمرت والبرلمان الإسرائيلي «الكنيست» بإعلان حالة الطوارئ في البلاد. وأفاد راديو الجيش الإسرائيلي بأن الالتماسات الثلاثة تطالب أيضاً بصرف تعويضات للمتضررين اقتصادياً من الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل على حدودها الشمالية.
رسائل نصية من حزب الله على هواتف الاسرائيليين
بدأ حزب الله تصعيد حربه النفسية بتوجيه رسائل هاتفية نصية إلى مئات الإسرائيليين في مناطق محددة لتحذيرهم من الخطر المحدق بهم. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس أن عشرات الزبائن من مستخدمي شبكة اتصالات «أورانج» للهاتف المتحرك تلقوا رسائل نصية غير متوقعة على هواتفهم مساء أول من أمس تحتوي على رسالة باللغة الانجليزية تقول: «الآن الآن الآن.. أخرج من بيتك . حزب الله يهم بضرب المنطقة. الحكومة الإسرائيلية تخدعكم وترفض الاعتراف بالهزيمة».
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن شلوميت موراد، إحدى الذين تلقوا الرسالة قولها: «أدركت على الفور أن أحدهم استطاع اختراق قاعدة بيانات شركة أورانج. إنها جزء من حربهم النفسية ضدنا. فالرسالة موجهة من رقم خارجي مجهول. ولقد تلقت ابنتي الرسالة نفسها، فاتصلنا بشركة الاتصالات على الفور وأبلغناها بما حدث».
وبرغم تأكيد موراد على أنها تفهم أبعاد الحرب النفسية، إلا أنها لم تستطع إهمال ما جاء في الرسالة كلياً، وقالت في حديثها مع الصحيفة «من يدري، ربما جاء دورنا الآن»
*البيان+ الوكالات:
|