القدس العربي - حزب الله في كل مكان دون ان يراه احد ينتشرون في كل مكان يعملون بفاعلية مع قدرة علي التواري تجعلهم بعيدي المنال: انهم مقاتلو حزب الله الذين تحيط بهم هالة من الاحترام المشوب بهيبة ورهبة تجعلان سكان المناطق يلزمون التكتم الشديد.
ربتة ودية صغيرة من رجل يقول انه يعمل في جمعية خيرية اسلامية علي كتف سمير اسعد كانت كافية ليصمت علي الفور.
كان هذا المواطن يقول لتوه ان حزب الله يوزع المواد الغذائية والمياه علي سكان البازورية مسقط رأس الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في جنوب لبنان.
وعند تلقيه اشارة ثانية بالصمت، يترك اسعد المسؤول عن مركز لاستقبال النازحين من النساء والاطفال الكلام لمتطوع اخر يردد الرسالة الرسمية المعدة للصحافيين.
ويصحح رضا دمرجة وهو صاحب متجر ومتطوع في جمعية خيرية اسلامية كلام اسعد فيقول لا وجود لحزب الله هنا. كل عناصره يقاتلون اسرائيل علي الجبهة .
في هذه القرية البالغ عدد سكانها بضع الاف والواقعة علي مسافة ربع ساعة من صور نشأ زعيم حزب الله الذي كان من قادته العسكريين قبل ان يصبح امينه العام ويتمكن، كما يري المحللون، من تحويل مقاتليه الي ميليشيا مرهوبة الجانب قادرة علي التواري بين السكان عند اللزوم.
ويقول تيمور غوكسل الاستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت بعد ان ظل لفترة طويلة المتحدث باسم قوة الطوارئ الدولية في لبنان ومستشارها ان اسلوبهم يقوم علي عدم اظهار انفسهم .
ويوضح ليسوا بحاجة الي بني قيادية او مقر عام. الكل يعرف مهمته وهم يعملون في مجموعات صغيرة. ويمكنهم التواري بشكل سريع .
وهذا هو احد اسباب حصيلة ضحايا عمليات القصف الجوي الاسرائيلي الفادحة بين المدنيين، فالمقاتلون الذين تريد اسرائيل القضاء عليهم جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني في جنوب لبنان.
ولا يمكن مشاهدة اي مسلح في شوارع البازورية او في بساتينها او العثور علي ناطق باسم حزب الله للرد علي اسئلة الصحافيين او قادة محليين يعترفون بانتمائهم الي الحزب.
وحدها اعلام صفراء تحمل شعار الحزب وصور شهداء سقطوا في القتال تدل علي وجود حزب الله.
الذين قرروا البقاء في القري الجنوبية بالرغم من كثافة القصف يشددون علي ان حزب الله في مكان آخر .
ويقول سليم وطفة الجندي المتقاعد الذي رفض مغادرة قريته اين حزب الله؟ الاسرائيليون يؤكدون ان المقاومة متغلغلة بيننا لكن هل شاهدتم مقاتلا؟ لا توجد مقاومة هنا .
وان كان الهجوم الاسرائيلي دفع حزب الله الي العمل السري، الا انه يسيطر بتكتم علي مئات الالاف من مناصريه الذين نجح في كسب تأييدهم علي مر السنين من خلال ما يقدمه من خدمات مثل العيادات الطبية والمدارس والمساكن الرخيصة.
وان كان حزب الله يجيد التواري، الا انه يعرف كيف يظهر عند الضرورة كما يشهد علي ذلك صحافي غربي امضي عدة ايام يحقق عن حزب الله في مدينة صور الساحلية والبلدات المحيطة بها بدون التوصل الي نتيجة.
فذات مساء حضر رجلان الي فندقه وطلبا منه العودة الي بيروت بحجة انه طرح اسئلة كثيرة فلم يتردد وعاد بسرعة الي العاصمة اللبنانية حيث يقبع خائفا حتي الان ويرفض الكشف عن هويته.
واوضح تيمور غوكسيل ان جهازهم لمكافحة التجسس متغلغل في المنطقة وينقل كل ما يجري .
وحين يسأل علي محمد (56 سنة) بائع البوظة في وسط صور عن حزب الله يرفع كتفيه متعجبا ويقول اننا لا نراهم حتي في زمن السلم. انهم جزء من السكان. لا نعرف من ينتمي الي حزب الله ومن لا ينتمي اليه. ربما يكون انت او انا
|