المؤتمرنت - متابعات -
عقيلة الرئيس الأسبق: اليمن مدرسة وحالة عشق غريبة
وصفت المهندسة السورية ريم عبد الغني عقيلة الرئيس السابق للجنوب على ناصر محمد اليمن بأنها مدرسة عربية هامة ، وأنها تشكل لها حالة عشق غريبة، لفرط حبها لما تتميز به هذه البلاد من تراث وحضارة ومناخ وجباله وصحاريه ، مضيفةً أن اليمنيون شعب في غاية الطيبة والنقاء.
وقالت المهندسة المعمارية في الحقيقة أشعر أن إحدى قضاياي الهامة هي إيصال الصورة الإعلامية الصحيحة عن اليمن، لأن هذا إنصاف لجمال وتفرد هذا البلد العربي، الذي هو مدرسة عربية هامة نتعلم منها الكثير، خاصة في مجال الحفاظ على الهوية العربية .
وأضافت أعمل ضمن هذا الإطار على إعداد المعارض والمحاضرات التي تلقي المزيد من الضوء على هذا البلد المجهول ،ومنها المعرض الذي أقمته ضمن معرض فرانكفورت العالمي أكتوبر 2004 و معرض تحت رعاية وزارة الثقافة في مكتبة الأسد مارس 2005 ،وأخيراً المعرض الذي أقيم في 24 مايو 2006 في دمشق، أثناء احتفالات السفارة اليمنية بالعيد الوطني لليمن حول ذات الموضوع.
وحول تقييمها لواقع المرأة اليمنية من مراكز القرار أشادت المهندسة ريم بما حققته المرأة في اليمن وقالت : " تشارك المرأة اليمنية اليوم في معظم مؤسسات الدولة وبمختلف القطاعات وتتبوأ المناصب القيادية ،وهناك حالياً القاضيات ورئيسات المحاكم ووزيرتين وحتى مناصب هامة في الأمم المتحدة ، فنائبة السيد كوفي عنان لشؤون التنمية في الأقطار العربية هي السيدة أمة العلم السوسوة ،وممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سوريا هي الدكتورة اليمنية سلوى مبارك وهناك وزيرتان في الحكومة الحالية والمنسقة الإقليمية للمحكمة الجنائية الدولية وهي السيدة اليمنية أمل الباشا وسفير اليمن في تركيا سيدة أيضاً ، كما تشارك المرأة اليمنية في الاتحاديات والقطاعات والمنظمات و رئيسة الاتحاد النسائي العربي العام حالياً هي السيدة رمزية الإرياني ، ودور المرأة في الحياة السياسية اليمنية ليس جديداً ، فقد دخلت معترك الانتخابات في المجالس المحلية وصولا إلى مجالس النواب، واليوم هناك عدة نساء قد أعلن عن رغبتهن بالترشح لانتخابات الرئاسة اليمنية في أيلول المقبل وهذه حالة استثنائية متقدمة ، ومنذ آلاف السنين كانت المرأة اليمنية من أشهر النساء اللواتي حكمن بلادهن ، حتى ذكر القرآن الكريم ملكة سبأ( و يقال اسمها بلقيس )" التي أوتيت من كل شيء " وذكر التاريخ الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، اليوم تنطلق المرأة اليمنية انطلاقتها الجبارة مع مراعاتها لكل ما هو ايجابي بالموروث و التقاليد و العادات .
وعن رأيها بالمرأة التي دخلت المعترك السياسي وهل حققت ما لم يحققه الرجل ورغبتها بدخول هذا المعترك ردت في حوار أجرته معها أسبوعية " الناس" أنا لا أنظر إلى الموضوع بهذا الأسلوب، أنا أولاً اعتقد أننا كلنا نشارك بالحياة السياسية بطريقة أو أخرى كل من موقعه وكل بطريقته ، والمرأة العربية بهذا المعنى كانت دائما ضمن المعترك السياسي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .وبحكم الظروف فالكل في منطقتنا العربية يتعاطى السياسة .
وتابعت :" أما إذا كنت تقصد في سؤالك تحديدا دخولها الانتخابات وترشيحها للمواقع القيادية الرسمية وتزايد تبوء المرأة في العالم لمقاعد رئاسة الوزراء و رئاسة الدولة، فأنا أراه أمرا طبيعيا ويدل على أن الكفاءة والمقدرة هما المعيار الأساسي للنجاح وتبوء المواقع القيادية وليس قائم على التمييز كأنثى أو ذكر . وهذه دلالة صحية، ولا يمكن أن يتطور أي مجتمع وهو يصنف أفراده ويرتب أماكنهم على خارطته على أساس البيولوجيا ، يجب أن يكون الفكر والعقل والقدرات هي المعيار الأساسي ، أما عن 1لمعترك السياسي بالمعنى الأخير فلا أعتقد أن ي قد أفكر يوما بذلك ، وتضيف مبتسمة : يكفي أن تعيش قرب سياسي كبير لتعرف مدى صعوبات هذا العمل وينالك قسطك منها".
وعن الأثر الذي تركته البيئة اليمنية أوضحت عقيله السياسي والرئيس السابق على ناصر محمد :" أجل تأثرت كثيراً باليمن، عندما نحب إنسان نحب كل ما يتعلق به وهذه كان بدايتي مع اليمن.. في البداية كنت منقادة إلى هذا البلد لأنه بلد زوجي، ولكن فيما بعد أصبحت حالة عشق غريبة، أحببت كل ما في اليمن تراثه.. حضارته.. ومناخه.. وجباله.. وصحراءه.. والناس اليمنيون شعب في غاية الطيبة والنقاء، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لقد جاءكم أهل اليمن وهم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية" ناهيك عن أن اليمن يشكل حالة معمارية خاصة، إذ أنه حافظ على تراثه وبساطة أهله ونقائهم وجماله الأصلي رغم مرور الزمن، وتلمسين نبضه في كل ما فيه، فهو التراث العربي الأصيل الذي ما زال حياً.
واستطردت بقولها " انعكس اهتمامي باليمن على كل شيء في حياتي، على طعامنا فجزء منه طعام يمني، على لباسنا إذ إنني أحب كثيرا لبس الدرع اليمني في المنزل، وربما يلاحظ البعض اختلاط بعض الألفاظ اليمنية في حديثي، أحب الغناء اليمني وأحفظه، وطبعاً بشكل خاص انعكس اهتمامي باليمن على دراستي وتخصصي في هندسة العمارة التقليدية اليمنية،ركزت في دراساتي بشكل خاص على عمارته المميزة، فاليمن كما يقولون " بلد منقوش على الحجر كل ما فيه منحوت ومصاغ بشكل جميل، فاليمني لديه حس هائل بالجمال وينعكس ذلك على كل ما ترينه في اليمن العمارة – اللباس– الفضة المنقوشة، هؤلاء المعماريون الذين بنوا بالفطرة وبدون أي دراسة، استطاعوا أن ينتجوا هذه اللوحات الجميلة فوق المباني وفوق المشغولات اليدوية بشكل رائع ومتوازن، كل هذا يجبرك أن تشعري بالإعجاب والتقدير نحو هذه الحضارة العظيمة.
واسترسلت في حديثها عن اليمن بالقول :" اليمن بلد جميل للغاية لذا يعشقه الذواقون، عالم غني و متنوع وعريق، وللأسف كثيرون لا يعرفون الوجه الحقيقي لليمن ويربطونه حصراً بالقات أو بالفقر أو ... وينسون أن اليمن أرضاً و شعباً أصل العرب والحضارة ، وأنها المنطقة الوحيدة بالعالم التي دعيت " بالسعيدة " ذات يوم ، وهذا لم يأت من فراغ ،والمجال هنا أضيق من ان يتسع للحديث عن ما أراه في وجه اليمن، فأنا أدرس عنه منذ أكثر من عشرة سنوات و" مازلت في الصفحة الأولى" ، لكنني باختصار أقول أن الله قد حبى اليمن بمزايا قلما تجتمع في بلد واحد ..الثروات والنفط والموقع الجغرافي و الشواطىء الممتدة و التاريخ العريق و القوة البشرية و غيرها ،لذا فالمستقبل الواعد ينتظره وهو يتجه بخطى حديثة نحو بلوغ غايات التنمية والتقدم ".