المؤتمرنت - "المشترك» ثأر مع الحكم.. سيناريو المرشح الرئاسي الميثاق نت - لماذا أختار المشترك بن شملان؟ هناك أكثر من جواب والإجابة تعتمد على الموقف الذي يدافع عنه المرء ، فلو كنت من مؤيدي المشترك جوابي سيكون إيجابي تبريري ومن خلاله أبدأ في كيل المدح للمشترك وأهله والحكمة الحكيمة من اختيار بن شملان، ثم أبدأ في الوصفات التقديسية والمبالغة في وصف المرشح الذي أُنزل من فضاءات مختلفة لا صلة لها بالمشترك وأهله. شخصيا لست ضد المشترك ولا مرشحه، ولكني سأحاول أن أفهم لماذا تم اختيار شخصية من خارج تكوينات المشترك؟ ونتائج هذا الاختيار؟ وهذا يتطلب فهم ما الذي يجمع المشترك، وكشف التناقضات على مستوى الفكر والمصالح بين تكويناته ونتائج ذلك على اليمن في حالة فوز مرشحهم. بمتابعة الخطاب السياسي للمشترك نلاحظ أنه مؤسس على استراتيجية هجومية اقصائية نافية للحاكم ومحملة بالغضب والحماسة وتخفي في ثناياها كراهية عميقة للحاكم وكل ما يتعلق به، ومشككة إلى درجة اليقين بكل القيم التي ترتكز عليها شرعية الحكم، وهذه الإستراتيجية قائمة على الاتهام والتشويه واستخدام تحليلات غامضة وعائمة، ومبنية على مفاهيم أيديولوجية متناقضة ورؤى فكرية مشتته وبلغة هائجة يغلب عليها العموميات، ومحملة بعاطفة متحدية ورافضة لكل شيء, وهذا ما جعلها خالية من الموضوعية وعاجزة عن فهم الواقع كما هو. ونتيجة لانعدام المنهجية في فهم الواقع فأن التفسيرات المقدمة لا هدف لها إلا تفنيد أي منجز للحاكم واثبات فساده وتضخيم سلبيات الواقع وممارسة تعبئة سياسية بصبغة ثورية محملة بنزعة قابلة للعنف لمواجهة الحاكم والمجتمع، والإصرار الدائم على النضال السلمي ليس إلا محاولة لإخفاء العنف الذي يحمله الخطاب ومحاصرة التطرف الذي يميل للقوة داخل تياراته. والخطاب يمارس الخداع على نفسه وعلى الجمهور بالحديث عن مثاليات متعالية عن الواقع وطرحها كبديل له والهدف تلميع صورة الذات ومنحها طهرية والإيحاء للجمهور بأن النخبة الرافضة للواقع هي من تحمل الرؤية المثالية والقادرة على تغيير الواقع وبالتالي الأجدر بالحكم، وهي دعاية انتخابية استباقية تدمر صورة الخصم باتباع دعاية سوداء تشعر المتابع أن المشترك في حالة حرب أو في حالة تهيئة الشعب لثورة عنيفة ومواجهة مع عدو لدود أما الوجه الفعلي لذلك الخداع فهو إخفاء التناقضات والصراعات التي تحكم أصحاب الخطاب ومنتجوه ومحاولة لتجاوز الخلافات وطمس لحقيقة الحركة وطبيعة الصراع الذي يهدف في نهاية الامر للحصول على السلطة والثروة والحلول بدل الحاكم الذي شكل ومازال عائقاً أمام طموحاتهم المتناقضة مع القيم المؤسسة للمشروع الوطني. وعلى أي حال فأن المشترك يعمل بشكل منظم ويتبع خطط دقيقة للتأثير على الجماهير وينطلق من ممارسات هي أشبه بعملية تزييف للوعي ووالوصول بها إلى قناعة أن المخرج الوحيد لكل مشاكلها يتمثل باختيار مرشحيها في الانتخابات القادمة ونخبة المشترك تعتقد أن الجماهير غبية وبليدة ومن السهل خداعها وأنها غير قادرة على المحاكمة العقلية ويقودها الغضب والحماس والعاطفة، وهذا ربما يعطي تفسيراً إضافياً لمنهج خطابهم غير المتعقل في إدارة التنافس الإنتخابي وأعتماده ديموجية ثورية عمياء مؤسسة على الغضب والكراهية والرفض المطلق لكل شيء. الخصومة والثأر هي المشترك الوحيد مالذي يجمع المشترك؟ بقراءة بسيطة لتاريخ تلك الأحزاب والأفكار المؤسسة لها تجد أن التناقض والصراع هو المعقول الوحيد وأنه لا جامع لها إلا الخصومة والثأر من الحاكم والرغبة الجامحة في السلطة والثروة، ورؤيتهم السياسة التي أجمعوا عليها هي أداة للحرب ومحاولة لتجاوز التناقضات الفعلية على مستوى الفكر والمصلحة. فالمشترك في نهاية التحليل لم يقدم من ناحية سياسية ما يفيد غير العويل والويل والثبور على النظام وأنصاره وكل القراءات التي قدمها لا تغني ولا تسمن من جوع بل أنها نتاج عقلية غاضبة أعمتها عن تقديم رؤية متزنة هذا من جانب أما الوجه الآخر للمسألة فهو نتاج التناقضات الفكرية والايديولوجية للمشترك فالتفاصيل قد تفجره من الداخل لذا فقد لجأ الجميع إلى عموميات عالية التجريد. كما أن أتفاقهم على عدو واحد جمد أو بالاصح تم تجميد التناقضات الفكرية واختلاف المصالح وجعلهم يعتقدون أنهم متفقون على كل شيء أو هكذا يتم تسويق الفكرة للأنصار، لتكوين انسجام بينهم يسهل حركتهم في مواجهة الحاكم. يلاحظ أن قوام المشترك يتكون من قوى كانت في السلطة وخسرت مواقعها نتيجة صراع سياسي عنيف أو سلمي أو تم أستبعاد بعضها بمعنى أخر أنهم جميعا في حالة من العداء مع الحاكم الحالي (وهذا قد يعطينا تفسيراً إضافياً لإنسحاب حزب البعث بأعتباره كان الحزب الوحيد داخل المشترك الذي لا يحمل خصومة ولا عداء مع النظام وليس له أي ثأر معه)، وهذا الجامع الوحيد للمشترك وغير ذلك ليس إلا تمويهاً وخداعاً ورغم حركتهم الجماعية من خلال المشترك لتحقيق هدف هزيمة الحاكم إلا أن فهم الواقع الفعلي يجعلنا نرى أن كل طرف له منطلقات وقناعات وأستراتيجيات مختلفة عن الآخر. مما سبق نستنتج أن فوز مرشحهم لا يخدم المصالح الوطنية بشكل عام بل أن فوزه يمثل خطراً داهماً على الوحدة والديمقراطية ومهدداً للسلم الإجتماعي ونتائج فوزة في أحسن الأحول سيعيق التنمية ويدخل اليمن في صراع طويل على السلطة ويصبح الصراع كله متركزاً حول غنائمها ويهيمن على الساحة السياسية في هذه الحالة مراكز قوى لا يهمها إلا زيادة قوتها حتى تضخم نصيبها من الغنيمة، وهذا سيؤدي إلى ضمور التفكير في قضايا المجتمع المختلفة. الخطير في الأمر أن اطراف المشترك لديها أعتقاد أن المجال السياسي هو الطريق لكل الحلول ولأنه مجال حيوي فأن أي محاولة للسيطرة عليه أو تأميمه حتى بآليات إيجابية دون تهيئة الواقع لقبول نتائج الصراع عليه في ظل واقع مازال في المراحل الأولى للتاسيس الديمقراطي ووجود نخبة لها مصالحها فأن ذلك ربما يقود إلى مخاطر كثيرة أقلها أن يصبح الفساد هو الحاكم لمراكز القوى المتصارعة على الثروة والسلطة، أما أخطرها أن ينفجر صراع عنيف تضيع فيه الكثير من منجزات الشعب اليمني. أضيف هنا ملاحظة ضرورية وهي أن أحزب المشترك تحمل بحكم التكوين الثوري المؤسس لتلك الاحزاب نظرة شمولية للمجتمع والدولة ولديها رغبة جامحة في إحداث تغييرات شاملة في بنى المجتمع المختلفة وهذا يعطي تفسيراً إضافياً لخطابها المتسم بالعنف ولديها تصورات مسبقة أن المجتمع جاهل ومتخلف وفقير وهذه النظرة تؤكد لهم ضرورة التغيير (في مقابلة لمرشحهم: »لابد أن يتحرك الناس من أجل التغيير لأن هذه الأوضاع ليست دستورية وليست قانونية وليست وطنية وليست دينية«) وهذا المفهوم يعني أن يقوم الحزب الطليعي أو الثوري أو الجهادي بأحداث التغيير وفرضة وقسر المجتمع على تبني الرؤية التي يحملها الحزب في ظل هذه الوضعية يتضخم الجانب السياسي (التغيير مرهون بتغيير المنظومة السياسية كما يؤكد مرشحهم) والسبب أن السلطة تعني القوة واحتكار وسائل العنف وبالتالي استخدامها لقسر المجتمع بالقوة والجبر على التغيير الذي رسمته نخبة النخبة. ويتم وضع رؤية انتقائية لفكرة التغيير وتركز على الجوانب التي تخدم النخبة الجديدة التي تعطي لنفسها الحق في تفسير الواقع وكيف يمكن إصلاحة وكل رؤية تغييرية تخفي مصالح سياسية ولكن التغيير يتم بأسم الشعب، وبدراسة تجارب الدول العربية نجد أن نتائج هذا التفكير أثبت فشله وأدخل الدول والمجتمعات في أخطاء متراكمة أعاقة التغيّر الطبيعي (وليس التغيير القسري) للمجتمعات الذي يحدث بتلقائية بفعل الاحداث المتلاحقة التي تجعل كافة الجوانب المختلفة للمجتمع تتطور بمسارات صحيحة وباختيار حر للمجتمع ومحاولات النخب ذات النزوع الإيديولوجي للتدخل بقسر المجتمع على الرضوخ لرؤيتها يشكل الفشل بعينة ويعيق حركة المجتمع ويدمر تطوره الطبيعي لصالح مشاريع إنتقائية. ومشكلة المشترك معقدة ومركبة لأن مفهوم التغيير مختلف لدى أطرافه وهنا يكمن العداء المتأصل في بنية أحزابه ولكنهم متفقين فقط على تغيير النخبة الحاكمة والحلول محلها، وهذا يؤكد فرضية أن الجامع الوحيد يتمثل في الخصومة والثأر والتعامل مع السياسة بعقلية الصراع من أجل الغنيمة. الإصلاح مكاسب بل تنازلات عندما حسم حزب الاصلاح أمره ببناء تحالف مع أعداء الأمس ضد حليفه الحاكم ( كان البعض يرى أن الإصلاح ليس حليفاً بل شريكاً للمؤتمر وللرئيس صالح وأنه الوجه الآخر لعملة الحكم) حاول أن يقنع انصارة أصحاب الإتجاه العقائدي الصارم أن الإشتراكي في طريقه نحو الأسلمة وأن التحالف معه طريقة دعوية تخرجه من شكه ببعض القيم الإسلامية ونقله من عالم العلمانية إلى عالم الإسلام دين ودولة وفي أسوأ الأحول فأنه سيتم ربطه بعالم الاسلام السياسي وبالتالي تخفيف وطأة عداوته ومقاومته لمشروعنا. وفي حالة أصرار الاذكياء على سخف هذا القول لا يجد القادة سوى ممارسة الإقناع باستخدام طريقة ميكافيلي بالقول أن أي تحالفات تمثل ضرورة مرحلية مهمة للدعوة والجهاد من أجل الدولة الإسلامية وأسلمة المجتمع. فكما تحالفنا مع المؤتمر وحققنا الكثير ولم نخسر شيئاً بل أن وضعنا نتيجة ذلك التحالف شكل نصرا قويا للحركة الإسلامية قل أن تجد له مثيلاً في عالمنا العربي وعندما وجدنا أنه يتحرك بطريقة متناقضة مع طموحنا ويعرقل مسيرة الدعوة فككنا الارتباط به ولكننا خلقنا تشعبات في كافة الإتجاهات تعمل لصالحنا وعلينا أن نستخدم نفس الإسترتيجية ونتعاون مع كل القوى أياً كانت التناقضات. أما من كان من خارج الحزب وأتهمهم بالانتهازية فأنه يتم اقناعه بصورة تمنح الإصلاح طهرية وطنية بالتأكيد على أن التحالفات الجديدة ليست إلا طريقة سياسية ووحيدة لحماية الديمقراطية وحماية اليمن من أستبداد حزب الأغلبية وكان تحالفنا مع المؤتمر في الماضي من أجل الوحدة وخدمة للمصالح العليا لليمن وهذه التبريرات غير مقنعة للأذكياء فالاسباب الحقيقية تنتهي بالمصلحة فحركة الإصلاح محكومة بقراءات نفعية لتلك التحالفات ليس إلا. والأصلاح يخوض تحالفه الجديد ولديه قناعة أن أحزاب المشترك الأخرى لا تشكل تحدياً فعلياً لرؤيته بل أنها تشكل داعماً قوياً من ناحية عملية لأهدافه ودرعاً قوياً يحميه من هجوم القوى المعادية في الداخل والخارج وفي أسوأ الأحول فإنه يكفي أنّه تم تحييد قوى متناقضة مع فكره ومصالحه وكانت تشكل من ناحية تاريخة العدو الجوهري لحركة الأخوان المسلمين ولواجهتها السياسية حزب الإصلاح بل أن الإصلاح على قناعة أنه حقق نصرا قويا بتوظيف طاقات المشترك فيما يخدم المصالح المرحلية لطموحاتهم وبذكاء شديد جعل أطراف المشترك تعتقد أنها هي من يوظف الإصلاح لخدمة خططهم ومصالحهم. فالمتابع يلاحظ أن الإصلاح لم يقدم أي تنازلات على المستوى الفكري أو العملي إلا أن هذا الارتباط ربما يمثل نقطة ضعف للإصلاح في الوقت الراهن وفي المستقبل بحيث يتم توريطه بصراع مع الحاكم والقوى السياسية المرتبطة به، ولكن قناعة الإصلاح بضعف تلك الاحزاب ومشاكلها الكثيرة وقدرته التنظيمية العالية في ضبط الأعضاء وتوجيه الصراع السياسي بما يخدم إستراتيجيته جعله يقوّى من التحالف ومن خلاله يمرر السياسات التي تتواءم مع مصالحه، ويتم التعامل مع تلك الإحزاب بانتهازية سياسة وهذا جعل من المشترك غطاءً وديكوراً سياسياً يخفي طبيعة الصراع في الساحة اليمنية. كيف يمكننا تفسير الانتقال إلى التحالف الجديد؟ التعبئة الحزبية الطويلة التي يتبعها الإصلاح في المحاضن التربوية وفي الأدبيات المعتمدة شكلت نزوعاً نحو العداء تجاه الآخر الداخلي والخارجي فالحزب يحتاج إلى عدو وهذا السلوك يحكم الاحزاب خصوصا العقائدئه لأنها طريقة فاعلة لتماسك الجماعة وإفراغ الطاقات فالكبت قد يضعف الجماعة وتتحول الأقلية النشطة والفاعلة ذات النزوع العقائدي القوي إلى ممارسات سلوكيات متطرفة وتتهم القيادات الخاملة بالعجز والرضوخ للدنيا ومغرياتها وخيانة الدعوة وفكر الجماعة. مثلت سياسات الحزب الحكم والحكومة الحل الذي ظل يبحث عنه الإصلاح لحل أزمته، في البداية ظل يراوح مع الرئيس ضد الرئيس متحالفاً مع المؤتمر وغير متحالف وكلما زاد التنافس خصوصا بعد أن وصل المؤتمر إلى قناعة أن الذهاب بالديمقراطيه إلى نهاياتها يتطلب الأمر منافسه حقيقية والتحالفات لا تخدم التطور السياسي في هذه المرحلة ووجد الاصلاح ضالته وفك الارتباط ولكن ظلت شعرة معاوية لحماية المصالح ولنيل الجديد منها ولمحاصرة النخب الحديثة الناضجة من ممارسة دورها في دعم المشروع الوطني حتى يظل الوضع مضعضعاً مما يمكنها من استغلال نقاط الضعف وحتى لا تنحرف مسارات النظام نحو محاصرة الحركة على مستوى الفكر والمصالح. وبالغ الإصلاح في مطالبه وأعتقد أنه قادرعلى تجاوز قوة المؤتمر لصالح طموحه ولكن المؤتمر حاصره الى درجة الخنق ومثل إلغاء المعاهد العلمية القشة التي قصمت ظهر البعير فالمعاهد كانت أشبه بالمحاضن التربوية التي تمد الإصلاح بكادر حزبي عالي التأهيل وبالمال العام ولو استمرت العملية لشكل الاصلاح قوة ضاربة ولن تجد لها منافساً وكان الحزب الأشتركي أول من شن هجمة منظمة ضد المعاهد. ولمواجهة المؤتمر ودخوله عالم المعارضة ضد حليفه الأساسي كان علي الإصلاح أن يهيئ الساحة لهذه النقلة النوعية وكثرة الاعداء يشتت الجهد وتضيع الطاقة ومع إدراكه لقوة الحاكم تولدت قناعة لدى بعض القيادات أن أفضل مناورة هي التحالف مع أعداء الامس وضعفهم يجعل منهم إدوات داخل آلية حزب الإصلاح الكبيرة والمنظمة وواجه الاصلاح أشكالية التعبئة السابقة التي يحملها الاعضاء والانصار ضد القوى السياسية القومية والاشتراكية المختلفة معها مذهبياً وتلك التعبئة كانت تحمل ابعاداً فكرية وعقائدية. واحتاج الأمر لوقت طويل واستطاع الاتجاه الليبرالي حامل لواء الجهاد السياسي داخل الإصلاح أن يتواءم مع الاعداء وطرح مبررات كثيرة ذكرنا بعضها سابقا، ولكن تكوينات الحركة الإسلامية لم تصل إلى حسم المشكلة نهائيا فيلجأ البعض إلى التاريخ الإسلامي في المدينة وتحالف الرسول صلى الله عليه وسلم بيهود المدينة ومع بعض مشركي العرب وفي العصور اللاحقة التحالفات التي اقامتها القيادات الإسلامية مع القوى غير المسلمة لحماية بيضة الإسلام. الاشتركي ضياع الرؤية الحزب الاشتركي خرجت بعض قياداته عن الإجماع الوطني وجرجرت معها الحزب ومازالت فخسر موقعه داخل السلطة وأصابته الأخطاء المتلاحقة بالضعف والهوان ولأنه حزب عاش بالسلطة وكان هو الدولة فقد فقد توازنه وتنازل عن تاريخه وفكره ومشروعه الحضاري وأصبح هائماً في وديان لا تعرفه ولا يعرفها حزب كان رمزاً للوحدة والحداثة والنهضة فغدا رمزاً للفشل والضياع والتشتت يتحرك فيما يناقض تاريخه وفكره ويحارب طواحين الهواء وبين حيناً وأخر يطالعنا أعضاؤه بتقليعات سياسية من العصور الوسطى، العالم تغير والناس تغيرت وعضو الحزب لا يتغير بل يرجع القهقري بأفكار ومقولات سياسية متحيزة تحكمها عاطفة ناتجه عن الهزائم المتلاحقة، والمهزوم يخشى النقد ويراه سماً زعافاً ويعتقد أن النقد قد يفجره شظايا متناثرة، واقع الهزيمة حوله إلى إداة خادمة لما تكره وتفكر بعقلية تحمل كراهية للآخر لا كفكر بل كذات فأعمى عقلها عن الموضوعية. ويمثل المشترك بصورته الحالية وذوبان الأشتراكي فيه بداية النهاية لمشروعهم الحضاري، بعض مغفلي الحزب يعتقدون أن الإصلاح في طريقه إلى العلمنة ويستندون أولا: على الرؤى التي تطرحها بعض القيادات ذات النزعة السياسية المحضة والذين ينزعون العقيدة في تفسيراتهم السياسية وهؤلاء ذات توجهات ليبرالية ناقصة ومشوة ويمارسون السياسة بطريقة الغاية تبرر الوسيلة، وثانيا: ذكاء الخطاب السياسي للإصلاح على إقناع الآخرين أن مقولات الحداثة السياسية تم استيعابها ويتم السكوت عن القضايا محل الخلاف وفي الحالات التي تثار فيها مسائل معينة مناقضة للحداثة يتم محاصرتها ومنظرو الاشتراكي يدركون مدى التناقض الموجود والصراع الكامن فكريا ومصلحيا بين تيارات المشترك ولكنهم قبلوا بالتعاون بهدف مواجهة الحاكم الذي يشكل العدو اللدود وبتحليل صحيفة الثوري تجد أن الخصومة بلغت مداها ويتم نقد الحاكم بصورة فظة وفجة تحمل الكراهية والرغبة بالثأر منه حتى بأغاضته وسلبه كل إيجابيه وإلحاق كل خطئية به وبسياساته. أما الهدف الآخر فيتمثل في الخروج من الأزمات الجاثمة على الحزب واخراجه من العزلة وتفعيل اعضائه ودمجهم في معمعة العمل الجماهيري مع قوى مساندة تحررهم من حالة الصدمات المتلاحقة نتيجة القرارات الخاطئة التي أرتكبتها القيادات وأوصلت الحزب إلى حالة من الانكفاء والضياع بسبب الانخراط في دعوات مناقضة لفكره وتاريخة. وجناح إصلاح مسار الوحدة (جناح أنفصالي بوجه جديد) يتصور أن المشترك عائق كبير أمام مشروعهم بل أنه مؤامرة لمحاصرة مطالبهم. وللحفاظ على وحدة الصف ولمساعدة الاشتراكي على تجاوز أزماته، تبنى المشترك بشكل أو بأخر سياسة هذا الجناح، ووقع بلا وعي في ترديد خطابهم، وعلى الرغم من ذلك فأن هذا الجناح يرفض اي سياسة يتبعها المشترك تسهم في أزالة الإحتقان السياسي ويطالب بدفع الصراع السياسي إلى حدوده القصوى معتقدا أن تفجر الصراع ربما يقود إلى إضعاف كل القوى السياسية وينهك الدولة ويسهل لهم تحقيق هدفهم النهائي المتمثل بفك عرى الوحدة وخطابهم الدائم يسعى بصورة واضحة لتعبئة أبناء »المناطق الجنوبية« بمقولات ذات نكهة انفصالية. هذا الجناح مثلا رفض اتفاق المبادئ من أجل إنتخابات حرة ونزيهة واعتبره بعض المتطرفين أتفاق بين أطراف شمالية، والمتابع لخطابهم يجده محملاً بدلالات انفصالية لا جدال فيها رغم محاولات التمويه والتغطية التي يتبعها، وقبولهم بالمشترك ناتج عن قناعة أن أستراتيجيته في تفكيك أسس شرعية القيادة السياسية والتشكيك الدائم يسهل لجناحهم فرض رؤيتهم على الجميع. الحق والقوى الشعبية طموح طائفي أما الحق والقوى الشعبية فهو تجمع للقوى الأرستقراطية التي تعتقد أنها صاحبة الحق بالسلطة وأن الواقع الحالي ليس إلا حالة طارئة لا يمكنها أن تتجاوز فترة تاريخية أمتدت الف عام فما حصل ليس إلا خطأ تاريخي ومغامرة مازالت مستمرة وعلى النخبة المؤمنة شيوخا حكماء وشبانا مؤمنين أن يعملوا كل بطريقته لعودة الحق لاصحابة ولا يخالف ان تكون الوسيلة هي الديمقراطية أو العنف أو أن تظهر بأي ثوب المهم أن يعود الحكم لنا وبأي صورة. ناهيك أن مذهب الأخوان المسلمين السياسي لن يسمح بنسخة دينية ذات طابع سياسي لأسباب سياسية فانصارهم في المناطق التاريخية للزيدية تشكل القيادة الفعلية للحركة وقد مارست الحركة خططاً منظمة لتحويل هذه المناطق لصالحها وهذا منحهم قوة ناخبة وقيادات أسهمت في خدمة أهدافهم. وهذا ما يجعلنا نرى أن التحالف الحالي لا جامع له إلا نزعة العداء للحاكم كنخبه سياسية تشكل عامل إعاقة لمشروعهم وأفضل طريقة يتبعها مخططو الطائفية أن يتم خلق حالة من العداء السياسي بين القوى السياسية والوصول بها إلى درجة الصدام مع النظام السياسي والخطير في الأمر أن هذا التفكير يهدد كل القيم المؤسسة للمشروع الوطني ويعمل على تدمير أسس الوحدة الوطنية وبعث النعرات ولكن المشترك ينساق بلا وعي وبعاطفة عمياء. وتفجير الصراع خصوصا بين الإصلاح والحزب الحاكم من وجهة نظرهم يضعف الإصلاح ويحاصره وهذا يسمح لهم بالعمل بل ربما يحاول النطام تشجيع ودعم الإسلام السياسي بنسخته الزيدية لمحاصرة الأخوان. ولكن في تصوري أن النظام تجاوز هذه الطريقة من التفكير نتيجة نضج وخبرة ولم يعد الأمر بحاجة الى مناورات فالدولة قوية وتقدمها الدائم يتطالب الحراك وفق القيم المؤسس للمشروع الوطني وأي تحالفات من هذا النوع لم يعد لها معنى ولا تخدم الحاكم بل تشكل عائقاً شيطانياً أمام الدولة ومصالح الوطن ككل حاكماً ومحكوماً كما أن الغالبية العظمى من الهاشميين منخرطة في الدولة الحديثة تحكمهم عقلية المواطنة وقيم المشروع الوطني الذي أنطلق مع الثورة اليمنية ومازال يكافح كل القوى المتناقضة معه أو التي تحاول الإنحراف به عن مساراته الصحيحة. سيناريو أول: صراع الغنيمة "أنا مستقيل" يمثل أختيار الاستاذ بن شملان كمستقل وتصريحه أنه لم ينتم إلى أي حزب يؤكد لنا استقلاليته ولكنه لم ينف أنتماءه لأي جماعة، ولا يهمنا هنا إلا المعلن. ولكن بقبوله أن يكون مرشحاً بأسم المشترك وتبنيه برنامج العمل السياسي للمشترك فأنه صار عضوا في المشترك بشخصه وأصبح المشترك يتكون من أطراف حزبية وطرف شخص يمثل ذاته وكلهم اتفقوا على مشروع؟ ولا يهمنا هنا ان اختياره كان نتاج صراع وتناقضات عميقة يعاني منها المشترك ولا يعنينا أبدا أن المشترك عجز أن يلد لنا مرشحاً من تكويناته على الرغم أنها شهادة من عند أنفسهم أنهم لا يملكون شخصية سياسية يمكنها أن تنافس على الرئاسة ولا عيب أن يعترف بذلك ولكن العيب أن يُنتقد المؤتمر لأنه قال لا يوجد في حزبنا وفي اليمن كلها من هو بحجم علي عبد الله صالح ولكنه لم يقل لا يوجد من يمكنه أن يكون رئيس دولة في المؤتمر والفرق كبير بين الحالتين وان أصروا على أن لديهم قيادات فذه إلا أن عدم أختيارها يؤكد أنها عاجزة عن دخول مباراة مع مرشح الشعب والمؤتمر أو التناقض بلغ مداه وخوفاً من الانفجار كان بن شملان حلاً تلفيقياً. الذي يهمنا أن المرشح في ظل تناقضات على مستوى الفكر والمصلحة ووجود عداء أصيل في بنية الأحزاب ضد بعضها،والمخفية في الوقت الراهن، وفي ظل ممارسة للسياسية بعقلية تحمل الخصومة والثأر وترى المنافس عدواً فإن خوض الانتخابات القادمة ستكون بالنسبة لهم أشبه بحالة الحرب وقد يقود تهورهم إلى زعزعة مسار العملية والاتجاه بها نحو العنف، فالحرب تبدأ بالكلمات وخطابهم الحالي مشبع إلى حد كبير بالتأصيل للعنف، وتصويرهم للواقع بأنه فساد مطلق يجعل حركتهم حركة هوجاء تبحث عن النصر بكل الوسائل، كما أنها فرصة تاريخية للإمساك بمركز السيادة الاساسي في النظام السياسي اليمني، كل ذلك في ظل التعبئة الخاطئة قد يفجر العملية الانتخابية ويهدد السلم الإجتماعي ككل. كما أن مرشحهم سيظل مزعزعاً مضطرباً بين تيارات المشترك وحتى يكون مرضياً عنه عليه أن يوفق بين التناقضات وأي مشاكل داخليه عليه أن يحسمها وفي حالة تعمقها فسيجد نفسه في ورطة غير قابلة للحل وسيبلغ به القلق مبلغاً كبيراً قد يفقده توازنه ويوجه إليها ضربته القاصمة بتقديم استقالته وتاريخه السياسي مليء بالرحيل كلما شعر أنه غير قادر على حل المشاكل أو واجه معارضة لسياسته ورؤيته او لم يعجبه تصرف الآخرين. وهذا السلوك وأن كان يعبر عن أعتراض عن واقع سيء ولكنها في حقيقته تعبير عن عجز وهروب من المواجهة وتحمل المسئولية ولكن في وضع يكون الأمر مرتبط ببلاد فهذا الأمر في غاية الخطورة. لنفرض مثلا أن بن شملان صار رئيسا للجمهورية (رغم أن الواقع السياسي يقول أن فوز مرشح المؤتمر أمر مفروغ منه لأسباب كثيرة مبنية على تحليل منطقي يمكن أن نتناولها في مقالة منفردة ونتناول فيها النتائج الإيجابية لفوزه) فكيف سيكون حالنا؟ بالمنطق البسيط المشترك بأحزابه سترى أنها هي من أوصلته للرئاسة وحققت الانتصار مجتمعة وكل حزب سيحاول أن يفرض رؤيته ولأن السياسية في طبيعتها صراع من أجل المصالح وتفسير المصلحة حتى الوطنية تختلف من تيار إلى آخر ولكن كل التفسيرات تصب في النهاية بما يخدم المصالح ليس إلا والشعارات ليست إلا قناع زائف لتغطية أنانية السياسيين وهنا يبدأ التنازع على غنيمة السلطة. كيف سيكون التقاسم؟ لست أدري بالتساوي أم بحجم كل حزب في الساحة ومن سيمسك هذا الموقع او ذاك وماهي السياسات المتبعة في شتى المجالات؟ وماذا بالنسبة لمشروعهم السياسي؟ فتفسيره يحتاج إلى تفاصيل ويقال أن الشيطان يقبع هناك والنتيجة تفجر المشترك في وضعية مثل هذه أحتمال أن كان مستقلا كما يقول يقدم أن يقدم استقالته، ويترك الجمل بما حمل ويلعن اليوم الذي وافق فيه أن يكون مرشحا لمتناقضين وهذا يشكل خطراً كبيراً وأن لم يكن مستقلاً فأن الحزب الذي يتعاطف معه سيكون هو الرابح سنتاول هذا في السيناريو الثاني. أما اسوأ الحالات أن يصبح بن شملان رئيس واجهة لتلك الأحزا ب ومن خلاله تحقق مصالحها ويصبح الرئيس أداة بيدها تسيره في المسارات الخادمة لطموحاتها، أقلها بحكم نزعة الثأر والعداء والرغبة الجامحة في السلطة والثروة أن يتم تصفية النخبة السابقة بخطه محكمة واحتلال مواقعها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وهذا الأمر ليس سهلا ويتطلب توظيف مقدرات الاحزاب ومراكز الحكم التي تم السيطرة عليها لهذا الصراع ولأن النخبة الحالية متجذرة فان رحيلها ليس سهلا وعلى النخبة الجديدة أن تتقاسم معها الكعكة أو أن تدخل معها في صراع، وفي ظل رئيس تحكمه طموحات أحزاب متناقضة ونخبة متجذرة في بنية الحكم فأن النتيجة الطبيعية في الحالتين أن يهيمن الفساد والخراب ولأن الرئيس الجديد مشتت بين مصالح المتصارعين وقوة السلطة ليست بيده فأن الرحيل يمثل الحل بالنسبة له ولكن نتائجه أزمات عميقة قد تفجر المكبوت في انتخابات جديدة تنهك اليمن وأهله. كما أن فوز المعارضة بالمنصب الرئاسي في ظل مجلس نيابي وحكومة مؤتمرية ونتيجة شعور المؤتمر بالهزيمة والمزاحمة فان التوافق سيكون صعبا وفي ظل فورة النصر الرئاسي المحكوم بالثار والخصومة فان الاحتمال الكبير في حالة القبول باللعبة الديمقراطية أن يتم حل مجلس النواب والدخول في انتخابات حامية الوطيس قد تفجر حرباً أهلية وفي أحسن الأحول توليد صراع قوي بين القوى السياسية والمجتمعية المتنافسة أو بالأصح المتحاربة على السلطة والثروة. ونتائج الإنتخابات إما أن تخسر المعارضة وهذا هو الاحتمال الأكبر أو أن لا تحصل المعارضة ولا المؤتمر على الغالبية ويتم تشكيل حكومة إتلافية غير متوافقة وفي جميع الحالات يصبح الصراع من أجل السلطة هو المهيمن على كل شيء في اليمن وكل طرف سيحاول أن يعرقل سياسات الأخر وكل طرف يتهم الآخر ويصبح حرب الكلمات مسيطرة على الساحة ومع الاحتقانات والانسداد السياسي يصبح السلم الإجتماعي مهدداً خصوصاً والمؤسسة الأمنية والعسكرية في تركيبتها الحالية قد تتعاطف مع المؤتمر وقد يستبق الرئيس بإحداث تغييرات في المؤسسة، كل هذه الإشكاليات ومع سوء الأوضاع يصبح الموطن العادي مضعضعاً ويبلغ الخوف به إلى درجة المطالبة بطرد السياسيين وهذا قد يحرك المؤسسة العسكرية بتأييد جماهيري منقطع النظير وبالتالي العودة إلى المربع الأول في أحسن الحالات إذا لم تكن جهنم هي اليمن وستكون التجربة الجزائرية جنة مقارنة بما سيحدث في اليمن ويصبح المشروع الوطني بكل قيمه في مهب الرياح. سيناريو ثاني:هل بن شملان لعبة أخوانية ذكية؟ منذ 1991م والأستاذ فيصل بن شملان يشكل رمزاً لدى حزب الإصلاح رغم أنه مستقل إلا أنه كون علاقات عميقة مع قيادات الإصلاح وهذا جعل أعضاءه يمارسون تسويقاً سياسياً لشخصه كلما سنحت الفرصة خصوصا في النقاشات التي يديرها أبناء اليمن في مجالسهم ويظهر بين فينة وأخرى في إعلام الإصلاح ويوصف بقيم إيجابية ويحاول محاورك أن يقنعك بنظافة يده ودليلهم الذي يكررونه دائماً استقالته من وزارة النفط. من المعروف أن الأصلاح لا يسوق لشخص إلا أن كان قريبا جدا منهم ومسألة النقاء لا تهمهم فلو نزل ملاك من السماء ولم يوافق طريقتهم أو يساعدهم أو يسكت عنهم فأنه شيطان أخرس، وهذا ما يجعلنا نرى خصوصا وبن شملان مقترح إصلاحي، أن ترشيحه رؤية أصلاحية، تم تمريرها على المشترك، ولم تجد أطراف المشترك أمامها إلا الموافقة أمام إصرار قيادات الإصلاح وإصرارها يخفي حقيقة لا يمكن الإفصاح عنها أن أعضاءها لا يمكن أن يتحركوا بفاعلية في انتخابات رئيس الدولة إلا إذا كان المرشح أخواني وأن لم يكن فأقلها متعاطف مع الحركة الإسلامية الإخوانية ومقتنع بأطروحاتها فعقيدة الولاء والبراء لن تسمح لهم بانتخاب أي شخص من خارج دائرتهم. لنفرض أن بن شملان لا علاقة له بالأخوان ولكن من الواضح أن قيادات الإصلاح تسرب معلومات لاعضائها تؤكد لهم أنه أخوني ويتم استغلال قربه من بعض القيادات الإسلامية في المحافظات الجنوبية المقربة من الأخوان المسلمين والتي شكلت المنبر الاسلامي في بداية الوحدة لتأكيد أنتمائه لحركتهم. وفي كلتا الحالتين فمرشح المشترك رؤية أخوانية بالغة الذكاء وهو أشبه باللعبة التي مارستها الحركة الإسلامية في السودان بتصوير شخصية الفريق عمر البشير كمستقل ولم تتضح حقيقة إنتمائه إلا بعد تفجر الصراع على السلطة بين تكوينات الجبهة الإسلامية مع الفارق في طريقة الوصول إلى السلطة. في هذه الحالة فإن الإصلاح يلعب لعبة خطيرة جدا في الحياة السياسية اليمنية وفي تصوري في حالة صحة هذا الاحتمال فان المشترك ليس إلا لعبة بيد قوى داخل وخارج المشترك وتم تحويله إلى ديكور لتمرير أخطر لعبة سياسية تمر بها اليمن أن لم تكن أخطر لعبة على مستوى الوطن العربي ونتائجها لن تكون أمنه بأي حال من الأحوال وستعصف بأمننا القومي. وبهذه الطريقة فإن الإصلاح حقق نصراً كبيراً في حالة الهزيمة أو النصر ففي حالة عدم فوز مرشحهم وهذا هو الأحتمال الكبير بحكم الواقع فأنهم قد أختبروا قوتهم وهي تجربة تهيئهم للمرحلة القادمة في وضع انتخابي يكون المنافس فيها أقل قوة وشعبية من الرئيس علي عبد الله صالح كما أن حصولهم على نسبة كبيرة من الأصوات تجعلهم أكثر ثقة وقدرة على التفاوض مع النظام لتمرير مصالحهم. أما في حالة الفوز (وهذا احتمال بعيد أن لم يكن مستحيلاً بحكم قوة المنافس وشعبيته وإمساكه بخيوط اللعبة السياسية وتاريخه السياسي الذي لا يمكن مقارنته بالمنافسين الموجودين) فأن بن شملان سيكون واجهة لحركة يتم تمرير طموحاتها من خلال كرسي الرئاسة والاحتمال الكبير ان لا يرضخ بن شملان لمطالب الحركة بحكم تجربته التي تختلف نوعاً ما عن تجربة الحركيين الاسلاميين وفي هذه الحالة أمامه طريقين: الأولى: أن يشكل لنفسه قوة جديدة من داخل الحركة ومن خارجها من المقربين من الإسلام السياسي ومن النخبة الحاكمة الحالية ومن يرفض رؤيته يتحول إلى معارضة وهكذا يتم السيطرة على السياسة في اليمن من قبل الإسلام السياسي وأي مقاومه تبديها بعض القوى السياسية في الساحة السياسة تصبح ضعيفة أو معارضة ديكورية ليس إلا. الثانية: أن يترك الساحة للحركة ويصبح واجهة سياسية لها في كرسي الرئاسة ويصبح دوره أشبه بدور الشيخ عبدالله حفظه الله وشفاه بعد أن اصبحت كلمته غير مسموعة وإقناعه أن هيئات الإصلاح هي التي تحكم والاحتمال الأخير هو الأكثر منطقية فسنه لن تسمح له بالصراع مع حركة هو أعلم بقدراتها كما أن نزعته المثالية في التعامل مع الواقع بحكم ثقافته العالية قد تولد لديه إحباطاً ويأساً من تغيير الواقع وفي هذه الحالة فأن الانعزال من خلال الاستسلام هي طريقة مثلى. وسيناريو كهذا يشكل خطرا جسيما على الأمن القومي اليمني لعدة أسباب منها أولها: مرتبط بنزعة التيارات العقدية نحو السيطرة والهيمنة أما من خلال اللعبة الديمقراطية وتوظيف قوتها في الداخل والخارج وأستغلال الواقع الجديد لتصفية النخبة الرافضة للاندماج في مشروعهم أو بممارسة حملة دعاية من خلالها تعبئ الشعب ضد الأطراف المتحدية لها وفي الحالتين يكون الصراع بوجهه القبيح هو النتيجة. أما ثانيها:أن العقلية التآمرية لم تنتج عبر التاريخ الطويل للإنسانية إلا الدمار والخراب أياً كانت المبرارات أو الشعارات المرفوعة، ونتائجها وخيمة على أصحابها وعلى الجماهير المسكينة التي يتم تحويلها إلى أدوات ويتم سوقها كقطعان بشرية بقيادة نخبة تنظر إلى نفسها أنها رشيدة وحكيمة وهي الأجدر بتحديد المفيد والنافع للحياة وللجماهير والتي تمثل لدى النخبة جماعات غوغائية لا تفقه شيئا وتحكمها عاطفتها ومن السهولة خداعها لذا فمن الواجب شرعا وفي ظل وضع جعل من الجماهير أداة لاختيار النخبة أن يتم خداعها وتمرير طموحات النخبة من خلالها.
اسبوعية الميثاق |