المؤتمرنت -
البحرين..استعداد مبكر لملتقى الاعلاميين
وصف الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس الأهمية الاستراتيجية لوسائل الإعلام بأنها أصبحت تمثل العصب الرئيسي لحياتنا اليومية، وأن الإعلام أصبح الصناعة الأكثر تأثيرا على بقية الصناعات، وعلى مجمل مفردات حياتنا المعاصرة.
وأوضح أن الإعلام اكتسب أهميته من خلال تشعبه وتداخله مع كافة مستلزمات الحياة الأخرى، وصار الأكثر تأثيرا في شؤون حياتنا.
وأشار في بيان حصل المؤتمرنت على نسخة منه إلى أن امتلاك سلاح الإعلام ومقوماته وأدواته بات مطلبا رئيسيا لكافة دول العالم التي أصبحت تتنافس في استقطاب وسائل الإعلام وإيجاد أدواتها الذاتية التي تخدم أهدافها ومصالحها.
وركز على أن التطور التكنولوجي والانتشار الفضائي ساعدا بشكل مباشر ورئيسي في أن يكتسب الإعلام هذه الأهمية، والانتشار الكبير، والذي بالتالي عكس ذلك على مدى التأثير الكبير الذي تتركه وسائل الإعلام المختلفة في توجيه الرأي العام والتأثير عليه، إضافة إلى التأثير البارز على متخذي القرار.
وشدد على أن العرب لابد أن تكون لهم أدواتهم الإعلامية السليمة والجادة والتي تخدم قضاياهم الأساسية والمصيرية، منوها على ضرورة أن يكون لجامعة الدول العربية دورا رئيسيا في دعم مسيرة الإعلام العربي، وتوصيل رسالة العرب الإعلامية للعالم اجمع.
وذكر الخميس بضعف أداء الإعلام العربي في القضايا الرئيسية التي تعرضت لها الأمة العربية، خاصة في الصراع مع الغرب، حيث ظهر جليا أننا نفتقد آلية مخاطبة الغرب بشكل سليم أو فهم لغته ودرجة تفكيره, كما أننا لا نملك أساسا أدوات إعلامية قادرة على إيصال صوتنا بشكل سليم وحقيقي وعقلاني.
مشيرا إلى أن الإعلام العربي كان عاجزا عن إيصال الصورة الحقيقة لما يتعرض له الشعب اللبناني من جرائم وحشية، بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وان الغرب لا يتمكن أن يتلقى الصورة الحقيقية إلا من خلال الإعلام الغربي الذي كان منحازا بوضوح تام إلى المعتدي الإسرائيلي.
وأضاف أن هيئة الملتقى تعكف حاليا لوضع رؤية عصرية ومتطورة لأعمال الملتقى الإعلامي الرابع المزمع إقامته في شهر أبريل المقبل في مملكة البحرين.
ووصف الأمين العام النجاح الكبير الذي تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية التي عقد فيها الملتقى بأنه دافعا يمنح القائمين على الملتقى الإعلامي دافعا، كما أن يحملهم مسؤولية كبيرة في استمرار النجاح وتطوير أعمال الملتقى وأنشطته وفعالياته.
وأشار أن فكرة عقد الملتقى الإعلامي العربي كل عام في بلد عربي مختلف يحمل القائمين عليه أعباء إضافية من حيث التنظيم والتنسيق مع الجهات المعنية في كل بلد.
وأوضح أن هيئة الملتقى تضع معايير وضوابط للبلد التي تستضيف الملتقى من حيث مساحة الحريات الإعلامية والصحفية الممارسة فيها، إضافة إلى التعددية الإعلامية ومرونة القوانين المطبقة فيها، مما يمنح المشاركين في الملتقى مساحة كبيرة من حرية النقاش والحوار وتبادل الآراء.
وعن الملتقى الإعلامي الرابع عبر الأمين العام عن أمنياته في أن يكون الملتقى الرابع متخصصا في بعمق في بحث القضايا الرئيسية التي تشغل الإعلاميين العرب وتؤرقهم, وانه بهذا الصدد بحث مع المسئولين في مملكة البحرين إمكانية أن يكون الملتقى الإعلامي الرابع عالميا يضم نخبة من الإعلاميين العالميين إضافة إلى كوكبة من الإعلاميين العرب، وأن يدور الحوار بين الطرفين حول مفهوم الحوار بين الشرق والغرب وما يتعلق بذلك من محور وتفاصيل.
وأشار إلى أن هيئة الملتقى لمست عن القرب مدى النجاح الذي يحققه الملتقى الإعلامي العربي، من خلال حجم الاستفسارات والتعليقات والمشاركات التي يتلقاها المنظمون من خلال موقع الملتقى الإعلامي الالكتروني .
ونوه الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي إلى أن الملتقى يعتبر نشاطا إعلاميا موجها للعرب كافة، نسعى من خلاله إلى دعم قضايا الإعلاميين العرب، وتوحيد صفوفهم، والسعي لمحاولة تقريب وجهات نظرهم، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات بين كافة الإعلاميين العرب المشاركين في الملتقى.
وقال أن هيئة الملتقى الإعلامي قررت عدم الاكتفاء بإقامة نشاط سنوي فحسب، بل ستعمل على إقامة عدة أنشطة مختلفة طوال العام، سيكون مركز التدريب الإعلامي الذي تم الإعلان عنه ي فترة ماضية نواة رئيسية للعديد من الأنشطة والفعاليات الإعلامية.
تجدر الاشارة الى ان الملتقى الإعلامي العربي بدأ كمبادرة إعلامية عام 2003 بهدف خلق مناخ إعلامي عربي استراتيجي يلغى المتناقضات العربية ويتفق على حد أدنى من التضامن في محاولة لإدراك أخطار وآثار مظاهر النظريات النفسية والدعائية التي تشن ضد الأمة العربية لفرض الأمر الواقع وتكريس الهيمنة الإعلامية للآخر, وهذا يتم من خلال ابتكار خطاب إعلامي متجدد يستطيع أن يقبل كل التيارات ويتفاعل معها ويفتح جميع الأبواب بشفافية تامة مع تأكيد علي قيم الوحدة والمصلحة العليا للأمة العربية والأمن القومي للوطن العربي ومحاربة عوامل التفرق والانقسام مع احترام الاختيارات الاجتماعية والسياسية لكل دولة عربية في إطار من أخلاقيات وميثاق شرف يظلل الإعلام العربي ولا يحد من قدرته للتعبير والتطوير.
ويهدف الملتقي إلى تطوير الخطاب الإعلامي العربي وفتح الباب أمام جميع التيارات بلغة حوار راقية وبأدوات تكنولوجية حديثة لرسم رؤية متطورة للإعلام العربي ليس فقط باعتبارنا مستهلكين للمنتج الإعلامي ولكن أيضا كمشاركين في خريطة الإعلام العربية والإقليمية.
واستطاع الملتقي في دوراته الثلاث السابقة أن يخلق مصداقية كبيرة للمناقشات والمحاور والتوصيات التي يخرج بها ليكون منبر يعبر عن طموحات وتحديات مستقبل الإعلام العربي.
الملتقى الإعلامي العربي يعقد كل عام في بلد عربي مختلف، يشارك فيه العديد من وزراء الإعلام ومسئولي الإعلام العرب، إضافة إلى عدد كبير من الإعلاميين بمختلف اختصاصاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم.