المؤتمرنت - هل من الحكمة التلويح بذلك من أجل الوصول للسلطة؟! افتقد للأسف مرشح أحزاب اللقاء المشترك في انتخابات الرئاسة للحصافة والموضوعية وحتى المصداقية فيما ظل يردده في سيل التصريحات التي ظل يطلقها لوسائل الإعلام المختلفة وحتى وقبل أن يبدأ موعد الحملة الانتخابية، وطبقاً لما حددته اللجنة العليا للانتخابات والتي ستنطلق رسمياً يوم الـ24 من الشهر الجاري.
وإذا كان من حق أي مرشح أن يروج لنفسه وبرنامجه بالطريقة التي يراها مناسبة، إلا أنه ليس من المسئولية والحصافة أن يمارس ذلك المرشح التضليل والتزييف لوعي الناس أو التلاعب بمصير وطن وأمنه واستقراره ومستقبل أجياله.. فإذا كان من المقبول أن يقول مرشح المشترك في شطحة انتخابية لا يصدقها أحد وفي محاولة مكشوفة وساذجة لاستغفال العقول أن بإمكانه تحسين الأوضاع الاقتصادية، بجرة قلم، ومن خلال إصدار مرسوم رئاسي بذلك. يستطيع حتى الطفل الصغير الذي لا يفقه من شئون الحياة والاقتصاد شيئاً أن يخرج له لسانه ويقول له: (هون عليك ما هذه الشطحة)..
ذلك أن تحسين الاقتصاد لا يرتبط بقرارات جمهورية، ولكن يرتبط بتوفر مقومات اقتصادية وإمكانات وموارد وناتج اقتصادي وطني واستثمارات، بالإضافة إلى توفير التمويلات المالية اللازمة لتلبية الاحتياجات التنموية المتزايدة للمواطنين والتغلب على مشكلات الفقر والبطالة ومعدلات النمو السكاني الكبير الذي يلتهم معظم الموارد المتواضعة المتاحة، وجميع هذه القضايا لا يمكن حلها بمرسوم رئاسي، ولكن بتوفير العوامل والإمكانات اللازمة لمواجهة التحديات الاقتصادية لمجتمع نامٍ وفقير مثل مجتمعنا.
وإذا ما أضفنا إلى هذه (الشطحة) الانتخابية شطحة سياسية أخرى، ونتمنى أن تكون مجرد زلة لسان ليس إلا، لمرشح أحزاب المشترك، وذلك بتهديده بأن مصير اليمن هو مصير الصومال، أو العراق، إذا لم يتم التغيير ولا ندري ما هي تلك الحيثيات التي استند إليها للتصريح بمثل هذا القول الخطير وغير المسئول، إلا إذا كان هناك ثمة مخطط تآمري وانقلابي خطير بحوزته أو لدى أحزاب المشترك التي رشحته باسمها.. وهو ما يفرض على الشعب وقواته المسلحة والأمن وكل القوى الشريفة والخيرة في الوطن الانتباه له، بل والاستعداد لمثل هذا المخطط..
وإذا كانت الديمقراطية والانتخابات إحدى وسائل التجسيد لها والتي من خلالها يتم التنافس الشريف وتحقيق التداول السلمي للسلطة بعيداً عن العنف والانقلابات والمؤامرات، وبما يحقق للوطن المزيد من الأمن والاستقرار، وتمتين وحدته الوطنية وسلامه الاجتماعي، فإن التفكير بمثل هذا المنطق التآمري والتدميري يثير القلق ولا يبعث على الاطمئنان في النفوس ويفرض العديد من التساؤلات حول نوايا هذا (المرشح الرئاسي) أو من يمثلهم.. فهل سيسلم المواطنون مصيرهم ومصير أبنائهم ومصير الوطن كله في يد من يفكر بالوطن بمثل هذا المنطق الشمشوني المدمر والقائل: إما أن تنتخبوني أو إن مصير اليمن هو إشعال الحرائق وتفجير الصراعات الدامية فيه وإثارة الفتن الطائفية والمناطقية والمذهبية والقبلية، وعلى غرار ما جرى في العراق والصومال؟!
وهل يمكن أن يقبل الشعب أن تقوده الديمقراطية والانتخابات إلى مثل هذا المصير المظلم الذي عانى منه الوطن كثيراً في الماضي خاصة في ظل صراعات الرفاق في الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية والتي بلغت ذروتها في أحداث 13 يناير 1986م؟!
فهل هذا هو المستقبل الذي يبشر به هذا المرشح؟! وهل كان يعي حقاً خطورة مثل هذا الكلام المفزع وغير المسئول؟ أو ليس ثمة من طريق آخر لإقناع الناخبين والحصول على ثقتهم دون إثارة مثل هذا الرعب في نفوسهم أو تحريض بعضهم إلى ارتكاب مثل هذه المغامرة التي لن ينجو من آثارها الكارثية أحد وباعتبار أن سلامة سفينة الوطن أمر يهم الجميع دون استثناء.
ربما غفل مرشح المشترك للرئاسة وهو يفتقد إلى الرؤية الصائبة في التعبير عن نفسه أو حتى ما يتم إلزامه بترديده في وسائل الإعلام والملتقيات الجماهيرية، نقول بأنه غفل عن حقيقة أن أهم ما يميز تجربة الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم أنه قاد سفينة الوطن بمهارة وحنكة صوب شواطئ الأمان والسلامة وجنب اليمن الكثير من العواصف والمخاطر والتحديات التي أحدقت بها في مراحل مختلفة وفي ظل ظروف وطنية وإقليمية ودولية صعبة وحرجة والتي لا نظن بأن هذا (المرشح) ومن يمثلهم يجهلون ذلك أو ينكرونه.
ويحسب للرئيس علي عبدالله صالح مهاراته الفائقة في تجيير كل تلك الظروف والتحديات لمصلحة اليمن وأمنها واستقرارها وتعزيز دورها الإقليمي والقومي والدولي، وقد جنب هذا القائد الوطني الغيور، وطنه منزلقات كثيرة ودفع استحقاقات باهضة خاصة بعد أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م، حين وضعت اليمن على قائمة الاستهداف بعد أفغانستان، وتحت مبرر مكافحة الإرهاب والتطرف وكانت هناك الكثير من علامات الاستفهام وضعت وما تزال على حركة الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح)، وجامعة الإيمان وخريجيها من قبل قوى دولية ترى هذا الحزب وكل ما له صلة به في قائمة التطرف ودعم الإرهاب، وما زالت مطالب تلك القوى متكررة ومُلحة في ملاحقة قيادات أصولية بارزة في حركة الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح) وتقديمها للمحاكمة لولا الموقف الصلب والشجاع الذي يبديه الرئيس علي عبدالله صالح في التصدي لتلك المطالب وعدم الخضوع لكل الضغوط المرتبطة بها مقدماً الدليل الأكيد على استقلالية القرار الوطني وعدم التبعية للخارج التي تتهافت عليها للأسف أحزاب اللقاء المشترك وفي طليعتها الإخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح.
بالإضافة إلى ما أبداه الرئيس علي عبدالله صالح من حرص على حماية أبناء الوطن أياً كانت انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم الفكرية، وما يبذله من جهود دؤوبة من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وتثمينها وترسيخ أسس الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي والنأي باليمن عن كل أشكال الصراعات والفتن من أجل أن يبقى اليمن واحةً للأمن والاستقرار والتنمية والبناء والديمقراطية والوحدة، وأن يكون ولاء الجميع في الوطن لليمن أولاً وأخيراً..
الشعب يدرك هذه الحقيقة، لهذا تدافع بالملايين إلى الشوارع والساحات وفي كل أرجاء الوطن مناشداً الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بأن يواصل مسيرة قيادة الوطن وبناء اليمن الجديد، لأن الشعب يدرك بوعيه وحرصه ومدى واقع تجربته مع هذا القائد الوطني صانع الوحدة، المدافع عنها ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة، بأن الوطن لن يكون آمناً ومستقراً ومزدهراً ومحافظاً على إنجازاته العظيمة وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية والتنمية إلا في ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح، ولهذا دوماً منحه ثقته، وأعلن تمسكه بقيادته وبادله الوفاء بالوفاء وهو ما سيظهر جلياً بإذن الله يوم الـ20 من سبتمبر القادم، ومن خلال صناديق الاقتراع.. لأنه يدرك بأن الوطن ومستقبل أجياله في ظل قيادة هذا القائد الحكيم، في أيد أمينة وشجاعة.
لأن علي عبدالله صالح هو ذلك المواطن البسيط والشجاع القريب إلى قلب كل مواطن، لأنه انشق من صفوف الشعب وأخلص للوطن واستلهم الآمال والمتطلبات الوطنية وجسدها في الواقع العملي إنجازات ملموسة وحقائق ساطعة لا يمكن إنكارها.. لهذا يمكن القول بأن علي عبدالله صالح هو صمام أمام الوطن أمام كل المغامرات الطائشة وغير المشروعة لقوى متطرفة، وظلامية وتريد الوصول إلى كرسي السلطة عبر الانقلابات وزرع الفتن أو تحويل اليمن -والعياذ بالله- إلى عراق أو صومال.
|