الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:46 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 19-أغسطس-2006
أمين الوائلي -
دعاية وليست ادعاءات!!
أربعة أيام تفصلنا عن بدء مرحلة الدعاية الانتخابية المرشحي الانتخابات الرئاسية ومرشحي المحليات في عموم مراكز ومديريات ومحافظات اليمن ومع بدء الحملة الانتخابية أو قبلها بقليل علينا ان نتذكر معاً ونذكر أنفسنا ومسؤولي الحملات الانتخابية للمرشحين بحقيقة غاية في البساطة والأهمية: وهي أن الدعاية الانتخابية تخنلف اختلافاً جذرياً ومن جميع الأوجه عن الدعاية السينمائية وأفلام «الأكشن» ودراما الخيال الشاطح الذي يبني قصوراً من لؤلؤ في لمحات ويشيد عالماً من ذهب على الورق ليس إلاّ.

الذين مارسوا الدعاية والحملات في دورات انتخابية سابقة يعرفون ولابد كيف أن الصدق والصدق وحده «نجى أبونا آدم» وكيف أن المزايدات والمبالغات ذهبت مع أخر مرشح عاد إلى منزله أو حزبه يجر سقوطاً مدوياً وحصيلة صندوق انتخابي لم تكن مرضية على الاطلاق إذ حصل البعض على صوت واحد ليس سوى صوته هو، هذا إذا تذكر المرشح يوم الاقتراع واستيقظ مبكراً.. أو إذا لم يخطئ وصوت لصاحبه الآخر!.

من واجب الجميع ممارسة الدعاية والعملية الانتخابية ككل - بما يقربهم من الناس والجمهور وحاجيات الواقع اليمني وليس المطلوب منهم أن يقتربوا من حكايات ابن أبي دراغمة أو أساطير السندباد ومغارة الجن القائمين على حراسة كنوز أم الصبيان! «الكذب ما يعشيك بلسة» كما يقول حكماؤنا الشعبيون وليس على المرشحين وشركاء حملتهم الانتخابية أن يعمدوا الى الكذب ويتعمدوا الوقوع في مبالغات ووعود زائفه من باب استغباء الناس وإهانة ذكاء جمهور الناخبين ومن قبيل «انتخبوني ومالكم إلا إصلاحات ومشاريع لوما نخلىّ أبوها عشرين جنة بدل ما كانت «أرض الجنتين» ونفعل لكل مواطن جنة لا رأسه» شئ كهذا بدأنا نسمعه ونقرأه منذ ما قبل الاربعاء القادم والحملة التي لم تبدأ بعد والدعاية التي بدأت بالفعل ادعاءات ومزايدات ومتاجرة بالوعود وربما أيضا الإيعاد.. لأن البعض يصور الأمر أو يتصور له على أنه مواجهة بين فسطاطين لا ثالث لهما وأنه إذا ما عانه الله ونكع» وفاز فسوف يقصي الآخرين جميعاً وينصب أصحابه وشركاءه وزراء حتى لو اضطر الى توسيع حكومته لتصبح ألف وزارة.

حينما نسمع أن مرشحا يردد ويروج أنه سوف لن يبقى في عهده الميمون فقير أو محتاج أو فاسد أو حتى يتيم وأرملة ومعاق وأنه في أول يوم له وأول قرار سيصلح الادارة والتعليم والموانئ وملاجئ القطط وصناعة الأسماك وتعليب الطماطم وإصلاح القضاء والمؤسسسات في هذه الحالة يكون قد خرج «كضا «ك» من الدعاية وتوغل عميقاً في الادعاء وصناعة الأوهام وتعليب الكذب وشعارات يوزعها على الناخبين العقلاء الذين يؤمنون بالله ورسوله ويؤمنون تماماً بالقول المأثور «عقلي ولا جنانك».

ومن المعيب حقاً أن تنصرف الدعاية إلى ثلم الآخرين والتطاول على الأشخاص والشخصيات الاعتبارية كبرت أو صغرت كما أن من العيب تزوير الحقائق والتاريخ والواقع وإلغاء كل ما تحقق لبلادنا وأهلنا ووطننا طوال عقود وإنكار كل هذا الوطن المعطاء والتحولات الكبرى التي شهدها وشهدناها معاً.. وعشناها ونعايشها كل لمحة ويوم وسنة.. بدءاً من الثورة وأهدافها العظيمة الماضية في التحقق والتجسد يوماً عن يوم مروراً بالوحدة المباركة وأجواء الحرية والتعددية والديمقراطية والتنمية المحروسة بعين الشعب وعزيمة ابنائه.. وانتهاء بهذه المناسبة التي نعيشها ونقطف استحقاقاتها تنافساً وانتخاباً حراً ومباشراً مهما قيل عنه أنها لا تزال دون المستوى المطلوب.. فذلك حق وهذا حق.. ولا يوجد في الدينا تجربة واحدة حتى اليوم يمكنها ادعاء الكمال النهائى.. ومن باب الإشارة علينا استذكار انتخابات الرئاسة في أمريكا وكيف فاز الرئىس الحالي على منافسه بصوت واحد ظل معلقاً بين الجمهوريين والديمقراطيين حتى فرجها الله ومالت لبوش.


بالأمس سألني شخص يعرفني وأعرف أنني لا أعرفه :«أنت داري ليش سموها دعاية؟» أجبت بالنفي فأفادني مالم أحط به علماً من قبل:« دعاية يعني فشنج، قرِّيح من كذب سعما حقكم الأحزاب».. بالتأكيد عبرت عن اندهاشي لهذا التفسير الرائع لاحظ الرجل اندهاشي فا ستدرك متعجباً لتعجبي: «عادهو يطنن.. قد اسمها دعاية»!
تفسيري الوحيد هو أن المواطن صار أذكى وربما منا جميعاً ويعرف حين تكون الدعاية برنامجاً وخطة وحلولا ممكنه مواتية تبني على ما سبق وحين تكون مجرد «دعاية» يعني «قرِّيح من كذب» أو «فشنج» أو .. «سعما حقنا الأحزاب»!!

عن الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر