صنعاء- محمد القاضي - الكوميديا تدخل الحملات الأنتخابية في اليمن وسط أجواء من الهجوم والهجوم الإعلامي المضاد بين السلطة والمعارضة وارتفاع نبرة الخطاب الإعلامي للطرفين تنطلق اليوم الأربعاء الحملات الانتخابية والدعاية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ال 20 من سبتمبر القادم. وتستمر مدة الحملات الانتخابية والدعاية التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات حتى قبل يوم الاقتراع بيوم واحد. وتتركز المنافسة التي تجرى لأول مره في تاريخ التعددية السياسية اليمنية منذ 1990 بين الرئيس علي عبدالله صالح مرشح المؤتمر الشعبي الحاكم وفيصل بن شملان مرشح تكتل اللقاء المشترك المعارض. ويأمل اليمنيون أن تشهد هذه الانتخابات منافسة حقيقية بين الطرفين خدمة للعملية الديمقراطية التي شهدت عملية صعود وهبوط في أوقات مختلفة.
ويرى مراقبون سياسيون أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري بالتزامن مع انتخابات المجالس المحلية تمثل تحولا هاما في العملية الديمقراطية في البلاد خاصة بعد قرار تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالدفع بالوزير والبرلماني السابق فيصل بن شملان لمنافسة الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ ثمانية وعشرين عاما.
واعتبر المحلل السياسي ورئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن أن قرار المعارضة منافسة صالح يغلق تماما ملف توريث السلطة. وقال «أن الانتخابات القادمة ستشهد تنافسا حقيقيا قويا وشفافا لان أطراف العملية السياسية حريصون على تحقيق ذلك من خلال التوقيع على اتفاق المبادئ بشأن ضمان نزاهة وسلامة هذه الانتخابات.» على الرغم من المخاوف التي أبدتها بعض المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الانتخابي حيال احتمال حدوث أعمال عنف يتخلل الانتخابات.
ويؤكد حسن أن الاتفاق الذي بدأ محليا ولقي ترحيبا كبيرا من الدول المهتمة بالشأن السياسي اليمني وخاصة واشنطن سيمثل وثيقة هامة ينطلق نحو 100 مراقب دولي و700 مراقب محلي في تقييمهم للانتخابات من خلال تنفيذ بنودها.
وقلل حسن من المخاوف باحتمال وقوع أعمال عنف .وقال ان الطرفين حريصان على توفير أجواء آمنه وهو ما أكد عليه مجلس الدفاع الوطني الذي أعلن في وقت سابق يوم الاقتراع خاليا من السلاح يحظر فيه على الناخبين التجول بالسلاح في أماكن الاقتراع.
ويسعى الطرفان إلى التأثير على الناخب اليمني (نحو عشرة ملايين ناخب وناخبة من أصل 19,7 مليون نسمة) من خلال استخدام وسائل مختلفة منها أشرطة الكاسيت التي تقدم بطريقة فكاهية تجد طريقها إلى أذان الناخب اليمني وتكون لها تأثير اكبر خاصة في مجتمع تنتشر فيه الأمية كاليمن.
وقال مصدر في الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة بن شملان إن الدعاية الانتخابية ستشمل إصدار الكاسيتات المؤيدة للمرشح والناقدة للأوضاع القائمة. وأضاف المصدر ان المعارضة تلقت شريطين من الفنانين الشعبيين محمد الأضرعي و فهد القرني (اللذين عرفا بانتقادهما للأوضاع بطريقة ساخرة وفكاهية) لمساندة بن شملان في حملته الانتخابية مشيرا بأنهما بادرا من ذاتهما في إعداد الشريطين وسلماهما لحملة المشترك.
المؤتمر الشعبي الحاكم اكد أيضا استعانته بأشرطة الكاسيتات ضمن وسائل الدعاية الانتخابية التي أعتمدها لدعم مرشحه علي عبد الله صالح. وقالت مصادر صحافية ان الممثل الكوميدي الشهير آدم سيف والمعروف ب (دحباش) أنهى الأسبوع الماضي تسجيل شريط كاسيت يتضمن أغاني مؤيدة للرئيس صالح وتحث الشعب على اعادة انتخابه.
ومن المقرر وفق الموعد الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات أن تبدأ الحملة الانتخابية والدعاية للمرشحين للرئاسة اليوم الأربعاء وسيتم إنزال الكاسيتات في ذات اليوم وفقا لمصادر الجانبين.
وفيما لم يعلن الحزب الحاكم برنامج الحملة الانتخابية لمرشحه والذي يحمل برنامجه الانتخابي عنوان «يمن جديد... مستقبل أفضل». أعلنت المعارضة برنامج حملة مرشحها والتي تحمل عنوان «رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس» حيث كان من المقرر أن تنطلق حملتها اليوم الأربعاء من ميدان السبعين الذي يقع بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء.لكنها قالت أن لجنة الانتخابات رفضت تنفيذ مهرجان المعارضة الأول في ميدان السبعين بحجة ان ذلك لا يقع تحت اختصاصها. مصادر في المعارضة أكدت معارضة قيادات أمنية وعسكرية تنفيذ المعارضة لمهرجانها في ميدان السبعين وقالت انها لازالت تجري حوارات مع رئيس الوزراء ولجنة الانتخابات بغرض تنفيذ المهرجان في ميدان التحرير وسط العاصمة وإلا فإنها ستضطر الى تأجيل المهرجان الذي قالت ان لجنة الانتخابات تريد عقده في ملعب الثورة الرياضي.
وأكد زيد الشامي مدير الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة انه تم إعداد العدة المناسبة لتنفيذ الحملة الدعائية الانتخابية ل بن شملان وفق إمكانات المشترك المتاحة ، موضحا أن الدعم المقر من مجلس النواب وهو 25 مليونا لكل مرشح لم يقدم للمرشح المشترك مشيرا أن مهرجانات فيصل بن شملان ستشمل على جميع المحافظات اليمنية. وقالت المعارضة أنها رصدت نحو ربع مليار ريال لحملة مرشحها فيما أكد الحزب الحاكم ان تكلفة حملة مرشحه تصل إلى 5 مليارات ريال وهى من موارد الحزب والتبرعات.
إلى ذلك أعلنت لجنة الانتخابات إغلاق باب استقبال طلبات الترشيح لانتخابات المجالس المحلية التي تجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية مساء الاثنين حيث وصل عدد المرشحين إلى أكثر من 19,323 مرشح (باستثناء محافظة حجة التي لم تصل بياناتها إلى لجنة الانتخابات) بينهم 168 امرأة يتنافسون على 7032 مقعدا هي إجمالي مقاعد المجالس المحلية.
وقالت مصادر صحافية أن لجنة الانتخابات رفضت مطالب التمديد ليوم واحد لتمكين النساء من التقدم بعد ان كانت العشرات نظمن تظاهرة احتجاجية على عدم دعم الأحزاب لهن في الترشح وطالبن بتخصيص كوتا.
وفي الانتخابات المحلية الأولى في فبراير 2001م بلغ عدد مقاعد العضوية المتنافس عليها على مستوى المحافظة 418مقعداً وعلى مستوى المديريات 6614مقعداً ليبلغ إجمالي الأعضاء 7032عضواً.
وقال عبده الجندي رئيس قطاع الإعلام في لجنة الانتخابات في اللجنة أن عدد المرشحين للمجالس المحلية في المديريات وفقا للإحصائيات الأولية سبعة عشر 1329 مرشحاً - منهم خمسة 1249 مرشحاً عن المؤتمر الشعبي العام و763 عن الحزب الاشتراكي و314 مرشحاً عن الإصلاح و165 مرشحاً عن الوحدوي الناصري و91 مرشحاً عن حزب البعث العربي الاشتراكي وسبعة ألاف و585 من المستقلين فيما توزع بقية المرشحين بين الأحزاب الأخرى.
وأضاف الجندي أن عدد المرشحين لمجالس المحافظات بلغ 1994 مرشحاً منهم 344 مرشحاً عن المؤتمر الشعبي و226 للإصلاح و74 مرشحاً للاشتراكي و27 مرشحاً للبعث العربي الاشتراكي و14 مرشحاً للوحدوي الناصري في حين وصل عدد المرشحين المستقلين للمجالس المحلية في المحافظات إلى ألف و242 مرشحاً.
الرياض
|