المؤتمر نت - تسييس العمل الطوعي يعيش التجمع اليمني أزمة خطاب غير مسبوقة في تاريخه الذي أتسم بالوقار. فمنذ خرج من السلطة عام 97م بهزيمة ديمقراطية، بدأ الإصلاح يفقد السيطرة على توازنه؛ ومع تصحيح الإختلالات التي خلفها في المؤسسات التي سيطر عليها، كانت سياسة التفلت تأخذ منه_ تباعاً_ كل مأخذ، خصوصاً وأن الفساد الذي زرع اتخذ (نظام أتبعني!) بكلمة أخرى؛ لقد كان يمارس الفساد باستخدام تلك المؤسسات لمصالح حزبية من خلال أياد زرعها في مواقع قيادية وسطية.
إن السر الذي يجعل صحف الإصلاح تقيم الدنيا كلما تم تغيير وكيل مدرسة أو مدير مركز تعليمي، أو مدير إدارة في إحدى الوزارات مكشوف بكل تأكيد، وهو بتلك الجلية لا يجسد وحسب مبدأ الوقوف ضد التغيير، ولكن لأنه افتقد يداً حزبية.
اليوم تولول صحف الإصلاح بدموع سخينة وسخية على ضياع المعاهد من تحت حزبها. ومعروف أن تلك الدموع التي تعذر كفكفتها، لا صلة لها البتة بأي شيء آخر غير انتقاد الإصلاح إلى مغسلة عقول مضافاً إليها (14) مليار و (803) ملايين ريال.
والآن يضيف الإصلاح إلى أحزانه خسارة جديدة. فعندما قرر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تشكيل مجلس أمناء لمركز رئيس الجمهورية (رعاية اليتيم) جن جنون القادة في التجمع فهم بذلك قد فقدوا ثكنة حزبية، ومصدر دخل مشبوه. فخلال السنوات الفائتة ظل الإصلاح رافعاً قميص اليتيم، ودموعه على عكاز التسول، وتحت بكاء اليتيم وشعار (مات أبي.. فهل ترعاني) تمكن الإصلاحيون من اصطياد مئات الملايين.
إن الإصلاح لا يمارس تأميم العمل الخيري وتسييسة وحسب، ولكن بانتهازية شديدة_ بالتفاهة، أو بالذكاء_ يتخذه مصدراً لكسب مالي أيضاً! ولا شك أنه ما كان لانتهازي أن يكون انتهازياً لولا أنه يحد فرصة ينتهزها.
ولكن دور الفعل حيال تصحيح مسار العمل الخيري لا سيما رعاية الأيتام جاءت مشحونة بالانفعال. وبات لافتاً للنظر أن تلك الصدمة حدت بصحيفة العاصمة إلى المطالبة بإصدار قرار بعدم الصلاة إلا بتصريح!.
وبذات الحدة والانفعال جاء في مقال الزميل علي الجرادي " إن البر والصدقة والمعروف لا يليق سوى بالسلطة الطاهرة" ولا شك أن الزميل يعرف جيداً لماذا تضطر السلطة إلى حماية العمل الخيري؟. ولاشك أيضاً أنه يعرف كذلك أن حزبه ليس بطاهر.
|