المؤتمرنت -
علماء الفلك يعلنون وفاة بلوتو
فقد بلوتو مكانته ككوكب الخميس عندما غير علماء من جميع أنحاء العالم وضعه إلى (كويكب) الأمر الذي يعني ان المجموعة الشمسية أصبحت تضم ثمانية كواكب فقط.
وبفارق صوت واحد فقط أصبحت المُجسمات والنماذج الموضوعة للمجموعة الشمسية تنتمي الى الماضي الأمر الذي سيجبر المعلمين والناشرين على ان يسارعوا بتحديث الكتب الدراسية والدروس التي تردد في الفصول الدراسية منذ عقود.
وقال مايك براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف بلوتو مات.

وكان بلوتو الذي اكتشفه الفلكي الأمريكي كلايد تومبو عام 1930 يُعد عادة الكوكب التاسع والأبعد عن الشمس في المجموعة الشمسية.

لكن أول تعريف للكوكب والذي تمت الموافقة عليه بعد جدال محتدم بين نحو 2500 عالم من الاتحاد الفلكي الدولي مَيَز بوضوح بين بلوتو والكواكب الثمانية الأُخرى.
وتنبع الحاجة الى تحديد المعايير التي يجب توافرها في الكوكب من التطورات التكونولوجية التي تتيح لعلماء الفلك ان ينظروا الى مسافات أبعد في الفضاء ويقيسوا بشكل أكثر دقة حجم الأجرام السماوية في مجموعتنا الشمسية.

وقال ريتشارد بينزيل أُستاذ علوم الكواكب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو لجنة تعريف الكواكب هذا الأمر يتعلق بالتطور العلمي الذي يغير من أفكارنا كلما حصلنا على المزيد من المعلومات.

وتابع المغزى هنا ان الاكتشافات الجديدة والعلم الجديد قالا لنا انه يوجد شيء مختلف بالنسبة لبلوتو عن الكواكب الثمانية الأخرى ومع اكتساب العلم للمزيد من المعلومات نحصل نحن على نتائج جديدة واعتبارات جديدة.

واضاف براون قوة دافعة للجدال المستمر منذ عقود حول تعريف الكوكب عندما اكتشف يو بي 313 عام 2003 المعروف باسم زينا وهو أكبر حجما من بلوتو مما أثار لغطا بشأن ما اذا كان قد تم اكتشاف كوكب جديد.
واتفق العلماء على ان يتم إطلاق كلمة كوكب على كل جرم سماوي شرط ان يتحرك في مدار حول نجم ولا يكون هو نفسه نجما.

ويجب ان تكون كتلته كبيرة بدرجة تكفي لان تقوم جاذبيته بجمع أطرافه في شكل شبه كروي وان يكون مداره مُحددا بوضوح عن الأجرام المجاورة له.
وبلوتو طبقا لذلك لا تنطبق عليه الشروط لان مداره يتداخل مع مدار نبتون.
وزينا أيضا لم تنطبق عليه الشروط التي تجعله يبلغ درجة كوكب ولذلك سيعرف أيضا بانه كويكب.

وقال ريتشارد اتش ميلر من جامعة شيكاجو انها مشكلة بالنسبة للجمهور أساسا وليس حقيقة للعلماء. ربما يحزن بعض الناس ولكننا ظللنا طويلا نعتبره (بلوتو) كوكبا صغيرا.

والتعريف الذي تم الاتفاق عليه.. وهذه هي المرة الأولى التي سعى فيها الاتحاد الفلكي الدولي لتحديد ما هو الكوكب بشكل علمي.. يُظهر تناقضا حادا عما جاء في مشروع القرار الذي أُرسل لأعضاء الجمعية العمومية الأسبوع الماضي.

فقد أثارت هذه الوثيقة التي أبقت على بلوتو ككوكب وأضافت ثلاثة كواكب جديدة عاصفة كانت تتزايد كل يوم. وبدا بعض المندوبين معادين صراحة للفكرة وقالوا ان اللجنة تجاوزت صلاحياتها.
وقالت أرملة كلايد تومبو ان مكتشف بلوتو مثله مثل اي عالم متفهم كان سيقبل إنزال مرتبة الكوكب كأمر حتمي.

وقالت الأرملة البالغة 94 عاما من منزلها في لاس كروسس بنيو مكسيكو كان كلايد سيقول (العلم شيء متطور واذا كنت ستصبح عالما فيجب الا تكون متصلبا ضد التطور).
واضافت ان كمية ضئيلة من الرماد المتبقي من رفات زوجها في سفينة فضاء متجهة حاليا الى بلوتو.

والى جانب فئتي الكوكب والكويكب استحدث التعريف فئة ثالثة لتشمل جميع الأجرام الأُخرى باستثناء الاقمار وتعرفها بانها أجرام صغيرة في المجموعة الشمسية.
وقال فيليب دياموند وهو استاذ بجامعة مانشستر وعضو بالوفد المشارك في اجتماع الاتحاد الفلكي الدولي نحن فقط قمنا بتعريف فئة جديدة من الكواكب واعتقد انه أمر ملائم جدا. نحن نكتشف مزيدا من الكواكب في مجموعتنا الشمسية والبعض منها أكبر من بلوتو.

وقال اعتقد ان ما فعلناه شيء جيد ونحن حقيقة قمنا بزيادة عدد الكواكب في مجموعتنا الشمسية ولكن قمنا فقط بتقسيمها على مجموعتين.
وقال أحد أعضاء الوفود من الان فصاعدا أو على الاقل بالنسبة للوقت الراهن فان الكواكب المعروفة تقليديا ستقتصر على ثمانية وهي..عطارد والزهرة والارض والمريخ والمشتري وزحل واورانوس ونيبتون.
*وكالات