المؤتمرنت ـ نبيل عبدالرب - هواش: برنامج بن شملان يتحدث عن بلد غير اليمن "من خلال البيان الشملاني يتضح أن فحواه وفقراته تتحدث عن بلد غير البلد" هكذا يرفض نائب أمين سر قطر اليمن لحزب البعث القومي – أحد أحزاب اللقاء المشترك المعارضة -عبدالواحد هواش اعتبار ما طرحه مرشح أحزاب اللقاء المشترك للرئاسة فيصل بن شملان برنامجاً لخوض الاستحقاق الانتخابي في سبتمبر المقبل. بل ويتهمه بحمل أجندة أمريكية لليمن يجعلها غير قابلة للتطبيق بأي وجه من الوجوه، مشيراً إلى احتواء "البرنامج" على أفكار ورؤى متضاربة ومبهمة تعكس واقع خلاف الحال بين أحزاب المشترك الخمسة: ( الإصلاح الإسلامي، الاشتراكي اليساري، الوحدوي الناصري القومي، الحق والقوى الشعبية الدينيين).
ويلفت هواش في مقابلة قصيرة لـ"المؤتمر نت" حول برنامج بن شملان إلى مسئولية من وصفهما بركني المشترك الإصلاح والاشتراكي عن جزء كبير من الفساد القائم في أجهزة الدولة.. إلى المقابلة:
· كيف ترى البرنامج لجهة انسجام رؤاه ووضوح أفكاره؟
- البرنامج مرقع بأفكار ورؤى متضاربة ومتقاطعة ومبهمة في معظمها، تعكس واقع حال الخلاف والاختلاف في وجهات نظر الأحزاب الخمسة للقضايا المطروحة، بحيث كان المخرج هو" التعميم" المبهم والحمال للأوجه والمقاصد في معظم ما طرحه البرنامج، ما يجعله غير قابل للتطبيق على أي وجه من الوجوه وعلى الأخص من قبل واضعيه.
· احتوى البرنامج على مصطلحات ذات طابع سلبي..؟
- كثيراً ما تكررت في المقدمة وبقية فقرات "البيان السياسي" المسمى ببرنامج ، عبارات "الاستبداد والعنف والحرمان والظلم والبطالة والفقر..إلخ" وينسى هؤلاء أن حزبي الإصلاح والمشترك -عماد الأحزاب الخمسة – كانا حتى العام 1997م شريكين أساسيين في النظام.. بل منذ ما قبل إعادة تحقيق الوحدة وأشير هنا إلى أن عناصر هامة وقيادية فيها كانت محتكرة لأجهزة القمع والملاحقات للمعارضين والتعذيب.. إلخ، وهي عناوين لا زالت تعيش ويمكن إعلان أسمائها.
· وماذا عن الفساد؟
- لا يمكن أن ينكر عاقل وصادق ومحايد وعارف أن أساس الفساد ومبتداه كان بالتقاسم الثنائي بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة وتفشى كالسرطان الخبيث بالتقاسم الثلاثي لاحقاً، ومن خلال " تفيّد" كل مؤسسات الدولة ومواردها باجترار، وتهديد حزبي الإصلاح والاشتراكي اللذين كانا يتنافسان، ويتزاحمان على الحصول على أكبر غنيمة من الدولة لتوسيع وترسيخ نفوذهما في سياق الصراع المحموم بين الحزبين، مما أدى إلى إثقال كاهل الدولة بعشرات الآلاف من الدرجات الوظيفية لمن لا يستحقها، ومئات الآلاف من المخصصات لرموز الحزبين خلافاً لبدلات السكن، والمنازل والسيارات واستحقاقات التذاكر السنوية للسفر والعلاج وغيرها، الأمر الذي حمل خزينة الدولة بهذا التقاسم أعباء قاتلة لا تزال الدولة ترزح تحت نيرها ووطأتها ولم تجد لها حلاً نهائياً، وبسببها تعثرت استفادة الدولة من الكفاءات المقتدرة وأصبحت البطالة المقنعة في مؤسساتها تلتهم كل مخصصات الباب الأول (النفقات الجارية) من الميزانية وبتصاعد مخيف ومدمر وتعدت كل ذلك إلى التهام كل فائض تحققه الخطط الاقتصادية لتحسين أوضاع الناس، كما أن الإحالة للتقاعد كمعالجة تخفيفية دونها قواعد وقوانين مكبلة للدولة. ويكفي أن يعلم شعبنا أن كل كوادر حزبي الإصلاح والاشتراكي على وجه الخصوص، وقياداتها الأولى حتى العاشرة مفرغة للعمل الحزبي وتستلم رواتبها بكامل بدلاتها من الدولة.. أليس هذا فساداًَ؟ واسألوا بن شملان نفسه.. النظيف يبدأ بنفسه ومن ينهى عن المنكر يفترض أن يكون بعيداً عنه.. "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" صدق الله العظيم.
· ما مدى واقعية برنامج بن شملان وترجمته لهموم اليمنيين من وجهة نظركم؟
- من خلال "البيان الشملاني" يتضح أن فحواه وفقراته تتحدث عن بلد غير البلد، وواقع غير الواقع، ومن منطلق جهل مطبق بقضايا الدولة ومؤسساتها واليمن وظرفه ومسئولياته الوطنية والإقليمية والقومية والدولية، ومتطلبات نهوضه الممكنة في خضم التفاعلات الإقليمية والدولية الحاصلة بدليل الكم الهائل من الشعارات الأمريكية التي يتضمنها "البرنامج" مجازاً والتي تثبت اغتراب واضعيه عن الوطن والأمة ومصالحها.
· أرجو المزيد من التوضيح حول ما يتعلق بالأمريكان؟
- عندما يتحدث "البرنامج" إنشائياً عن الأوضاع العامة، نراه مأسوراً من رأسه حتى أخمص قدميه بالبرنامج والشعارات الأمريكية للمنطقة "الديمقراطية الليبرالية، الشراكة الأجنبية، الشرق أوسطية.. الخ.. إن البرنامج باستناده إلى ما سمي مبادرة الإصلاح السياسي" الصادر عن الخمسة أحزاب في المشترك يعبر بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل عن أهداف ومنطلقات المخطط الأمريكي للمنطقة كما أعلنه بوش ووزيرة خارجيته "كونداليزا رايس".
· قالت مقدمة البرنامج أن هذه هي أول انتخابات رئاسية في اليمن.. ما تعليقكم؟
- بدأ "البرنامج" بكذبة وفرية على الناس جميعاً في الداخل والخارج عندما يقرر أن هذه الانتخابات هي التنافسية الأولى مع العلم أنها الانتخابات التنافسية الثانية، وكان لحزب الإصلاح دور كبير جداً فيها إلا إذا كان قد افترى وكذب على الجماهير حينها بطروحاته وحملاته الانتخابية المناصرة للأخ الرئيس علي عبدالله صالح عام 1999م .. وبرنامج يبدأ بكذبة ومن هذا العيار الثقيل يفتقد المصداقية في كل فقراته.
· هل لكم الإدلاء بملاحظات عن وحدوية البرنامج إن جاز التعبير؟
- يزخر "البرنامج" بمصطلحات قوى الانفصال والتشطير، التي يستطع إخفاء مقاصدها رغم ما أدخل عليها من كلمات وحدوية بهدف التعمية كالمواطنة المتساوية، وإصلاح مسار الوحدة المعبر عنها بمنطق تصحيح السياسات المسيئة للوحدة، والمصالحة الوطنية، ومعالجة آثار حرب 1994م، وحرب صعدة.. وجميعها تصب في مجرى إعادة النظر بالوحدة الاندماجية الحاصلة والانتقال خطوة إلى الوراء(إلى الفيدرالية) كخطوة على طريق إعادة تجزئة الوطن لأكثر من شطر وسلطنة.
|