الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:58 م
ابحث ابحث عن:
ثقافة
السبت, 07-أكتوبر-2006
المؤتمرنت- نديم جرجورة* -
"يوم جديد اليمني " في عرض ثلاثي بمهرجان بيروت السينمائي
افتتحت – قبل أيام - الدورة السابعة لمهرجان بيروت السينمائي الدولي، بالعرض اللبناني الأول لفيلم فولفر للمخرج الإسباني "بيدرو المودوفار" الذي أقيم في قصر الأونيسكو فيما أوضحت مصادر مطلعة لـ "المؤتمرنت" أن الفيلم اليمني ( يوم جديد في صنعاء ) سيعرض ثلاث مرات خلال أيام: الأحد و الاثنين و الثلاثاء من هذا الأسبوع على التوالي .
عشرون فيلماً فقط اختارتها كوليت نوفل لعرضها في هذه الدورة، التي كادت تلغيها بسبب اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة. عشرون فيلماً من مختلف الجنسيات والهواجس، أرادتها نوفل محاولة متواضعة لتأكيد استمرارية مهرجانها، الذي واجه تحدّيات مختلفة منذ تأسيسه في العام .1999 عشرون فيلماً كان لا بُدّ من عرض بعضها في الصالات البيروتية، نظراً للضجّة التي عرفتها في عروضها العالمية، نقدياً وجماهيرياً.

وينتظر محبّو السينما في لبنان مناسبة كهذه لمشاهدة أفلام (بنسخها السينمائية) تحدث صدى في الخارج. لا يجد هؤلاء فرصة إلاّ في المهرجانات السينمائية المحلية. لكن، هل تكفي هذه الوظيفة لاعتبار هذا المهرجان أو ذاك ناجحاً (أو، بالأحرى، لاعتباره مهرجان)؟ ألا يحتاج المهرجان إلى مقوّمات أخرى لتثبيت حضوره في المشهدين السينمائيين المحلي والدولي؟ أليست الاستمرارية، مثلاً، أحد شروط النجاح، فنياً ونقدياً وجماهيرياً، من دون التغاضي عن أهمية أن تكون للمهرجان هوية واضحة وأهداف ثابتة، ومن دون تناسي ضرورة أن يكون قادراً على تحقيق أهدافه وترجمة هويته؟

ومن أهم الأفلام التي ستعرض في هذا المهرجان: الملكة للبريطاني ستيفن فريرز، تسلّل للإيراني جعفر باناهي، يوم جديد في صنعاء القديمة لليمني بدر بن الحرسي ، فولفر للإسباني بيدرو ألمودوفار، عمارة يعقوبيان للمصري مروان حامد، ماروك (المغرب) للمغربية ليلى مراكشي، ماريا الممتلئة نعمة> للأميركي جوشوا مارستون، باريس، أحبك عمل جماعي لعشرين مخرجاً عن باريس والحب والعلاقات والمشاعر.
هذه أفلام يشاهدها محبّو السينما خلال أسبوع واحد، علماً أن بعضها مُلكٌ لموزّعين محليين لا أحد يعرف متى يُطلقون سراحها، فتُعرض تجارياً.

بانتظار مشاهدة هذه التنويعات، يُمكن التوقّف عند فيلمين اثنين، هما: يوم جديد في صنعاء القديمة لبدر بن الحرسي (يُعرض في الصالة الأولى لأمبير صوفيل ثلاث مرات: العاشرة مساء الغد في الثامن من أكتوبر الجاري، والخامسة بعد ظهر الاثنين في التاسع منه، والسابعة والنصف مساء الثلاثاء في العاشر منه) وملك وكتابة للمصرية كاملة أبو ذكري (يُعرض في الصالة الأولى لأمبير صوفيل أيضاً مرّتين: السابعة والنصف مساء الأحد في الثامن من الشهر الجاري، بعد عرض الفيلم القصير بيروت ما بتموت لكاتيا جرجوره، والخامسة بعد ظهر الثلاثاء في العاشر منه).
· يوم جديد في صنعاء القديمة
يجمع المخرج السينمائي اليمني بدر بن الحرسي ، في فيلمه هذا، جمال صنعاء القديمة بقصّة حبّ لا تختلف كثيراً عن قصص الحب الرومانسي الذي امتلأ به الأدب العربي. بين جمال المدينة ورومانسية الحبّ الطالع من خلف الحجاب إلى قلب العلاقات والتقاليد في الحيّز الاجتماعي الضيّق، بدا الفيلم وكأنه يصنع من المحظورات المتنوّعة مواد تصلح لفيلم سينمائي يتوغّل في تشعّبات المدينة وناسها، ويعيد رسم ملامح الجغرافيا والروح. بدت صنعاء، بطبيعتها وشوارعها وحجارتها وناسها وتفاصيل يومياتها، أقرب إلى البهاء الجمالي الآسر في تثبيت مكانتها التاريخية والجغرافية، وتحوّلت هنا، في يوم جديد في صنعاء القديمة، إلى إحدى الشخصيات الرئيسة. أو بدت، على الأقلّ، وكأنها تقمّصت هذا الدور السينمائي في فيلم أرادها أساساً لحكايته.

لم تعد المدينة مساحة أو ديكوراً. ذلك أن بدر بن الحرسي ، بتصويرها في قلب المسار الدرامي، جعلها تنبض بسماتها الإنسانية والحياتية والاجتماعية، دافعاً الشخصيات الأخرى إلى تولّي مهمات أخرى لدعم أنستها، إذا جاز التعبير. وبين المدينة، كحيّز جغرافي وشخصية درامية وملتقى عادات وتاريخ ومصائر، والناس القائمين فيها أو الذاهبين إليها بوله عاشق، نسج المخرج شيئاً من المعاني المتراكمة للعلاقات المتداخلة بين الحب والنزاعات الخفية في داخل الطبقات الاجتماعية والحضور الأجنبي وسط دهاليز التقاليد الصارمة، بالإضافة إلى التصادم الداخلي في جسد المرء وروحه، بين قسوة الموروث وقوة الانفعال الذاتي إزاء مشاعر ورغبات.
هناك أيضاً ما يشبه السحر. شيء ما يدفع المرء إلى الاقتناع الضمني بأن لعبة قوى غيبية تمارس سطوتها، قبل أن تنجلي حقائق الأمور في عتمة الليل. لا يُخفي بدر بن الحرسي معنى السحر في مدينة مصنوعة من لقاء التاريخ بالجغرافيا، ومن مزيج الواقع بالأساطير والحكايات التي لا تنتهي عن رموز ودلالات. لذا، فإن السحر حاضر في الفيلم أيضاً، سواء من خلال جمالية اللقطات المأخوذة عن مدينة تقول السحر وتترجمه في يومياتها، أو عبر تداخل التفاصيل الدرامية التي تصنع من سرقة فستان عرس مناخاً مضطرباً يؤدّي إلى انفجار المكبوت. ففي هذه المدينة القديمة، يقع طارق (معاون مصوّر غربي متيّم بالمدينة وناسها وأزياء نسائها وحياتهم وحكاياتهم) في مأزق فعلي: هل يرضخ للتقليد المتّبع منذ عصور، فيوافق على الزواج ممن لم يحبّ، أم يواجه هذا التحدّي فينقلب على الموروث، ويختار من خفق قلبه لها، وإن لم يعرف منها إلاّ سحرها المختبىء خلف الحجاب؟

يشار إلى أن الفيلم اليمني ( يوم جديد في صنعاء القديمة ) وهو أول فيلم روائي سينمائي يمني نال جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي كما حصد جائزة الخنجر الذهبي بمهرجان مسقط وعدد من الجوائز الأخرى في مهرجانات أخرى .
وشارك في تجسيد أحداث الفيلم نخبة من نجوم الدراما اليمنية أمثال ( يحيى إبراهيم– فوزية الأصبحي – سحر الأصبحي )
*بتصرف عن(السفير اللبناني )






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر