الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:16 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الإثنين, 09-أكتوبر-2006
مازن الراوي/إيلاف -
أمريكا تصرف 6 مليارات للترجمة
مازن الراوي من برلين: تجني الشركات الاحتكارية الأمريكية أرباحاً طائلة من خلال التواجد العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان. ليس فقط من خلال توريد الأسلحة وإعادة البناء، بل من خلال التعامل والتفاهم مع الناس في هاذين البلدين الذين لا يتكلم أهلها الإنجليزية. لقد منحت المؤسسة العسكرية الأمريكية مبالغ طائلة تكاد تكون خيالية لغرض إدارة أمورها وتنفيذ مشاريعها في البلدان التي تتواجد فيها، وهكذا فإن العقود التي أبرمتها القوات العسكرية الأمريكية لغرض الترجمة الشفوية والتحريرية والخدمات العامة المكرسة في إطار استخدام ومزاولة اللغة، بلغت حوالي ستة مليارات واربعمائة مليون دولار لهذا العام في العراق وحده.
ومن أجل الحصول على هذه التعاقدات تتصارع شركتان مهمتان. الأولى هي شركة (ل ـ 3 كوميونيكيشن هولدنكس) الرائدة في هذا المجال، والثانية هي شركة (فيريتاس كابيتال) التي تنافسها وتصارعها في هذا المجال. وتبدو الشركة الثانية في الوقت الحاضر هي الشركة القيادية في مضمار السباق على جني الأرباح، فيما يبدو أن (فيريتاس) استطاعت في العامين الأخيرين أن تضم إليها شركة (ماكنيل تيكنوليجي) و شركة (دين كروب انترناشنال) التي تعرض خدمات تكنولوجيا اللغة.

مترجمون لغوانتانامو
منذ التواجد العسكري الأمريكي في العراق وفي أفغانستان أزداد الطلب باضطراد للخدمات في مجال اللغة، من مترجمين فوريين وتحريريين وخبراء في الكومبيوتر، وبذلك أزداد الصرف على نحو واضح في هذا المجال لتلبية المتطلبات التي توسعت، والحاجة إلى كوادر كفوءة قادرة على أن تنجز تلك المهام، و من المتوقع أن يصرف الجيش الأمريكي في شهر نوفمبر القادم للخدمات المقدمة في إطار اللغة في العالم حوالي 5,52 مليار دولار، يصرف معظمها للعراق. وكان المبلغ الذي ُصرف لهذا الغرض في العام 1999 لا يتجاوز حدود 10 ملايين دولار فقط. أما الآن وبسبب استمرار الأزمات وبؤر التوتر في مناطق عديدة من العالم فقد ازدادت الطلبات لمتخصصين في اللغات العربية و الفارسية الرسمية و اللغة البشتونية إلى جانب اللغة الفارسية المستخدمة في أفغانستان. وهكذا فان الطلب على المختصين في الترجمة العربية أصبح مجزياً للغاية. على سبيل المثال عرضت شركة (ديان كورب) على المترجم العربي في العراق أجوراً سنوية بمبلغ 176000 دولار.

صراع الشركات
يبدو(في المناقصة الحالية) ان مبالغ العقود ستوزع إلى أربعة أقسام. ثلاثة منها للشركات التي لا تبلغ أرباحها في المعاملات السنوية أكثر من 6,5 مليون دولار والتي لا تستخدم أكثر من 500 مستخدم. ومن بين هذه العقود التي تبرم : عقود لأفغانستان بمبالغ تصل إلى 703 مليون دولار، و لسجن غوانتانامو عقود بمبالغ تصل إلى 66 مليون دولار. ولكن النصيب الأوفر من العقود التي تقدر بـ 4,6 مليار هي العقود المبرمة بخصوص العراق. ولكي تتحقق الصفقة تمكنت شركة (ل ـ 3) أن تكسب وتسحب إلى جانبها شركة (نورثروب غرومان) للتسليح وهي ثاني أكبر الشركات في مجال خدمات اللغة المقدمة للجيش الأمريكي. ويقول مايلس وولتون المحلل في (سي آي بي سي) المختصة بسوق التجارة العالمية في بوسطن: من يتعامل مع شركة (ل ـ 3) ونوثروب يتعامل في الواقع مع منافس من الدرجة الأولى، ومع من أثبت أهليته في السوق وكذلك مع من يملك أوسع وكالات للترجمة في مواقع التواجد العسكري الأمريكي.
هذا الواقع حرك شركة مؤسسة نيو يوركر المساهمة (فيريتاس). وفيريتاس ليست سمكة صغيرة ومؤسسة تقف على الهامش، بل إنها ساهمت في توظيفات مالية كبيرة، وحصلت في العام الماضي على تعاقدات عسكرية بلغت 493,8 مليون دولار. وبهذا، حسب مؤسسة كارليل، هي ثاني أكبر شركة نالت من التعاقدات العسكرية، كما جاء في صفحة الإنترنت التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. واستطاعت(فيريتاس) أن تضم إليها شركة (ماك نيل) المختصة بتكنولوجيا اللغة في العام 2004 وبمبلغ لم يعلن عنه في حينه، كما إنها أعطت 850 مليون دولار لشركة (دين كورب). كما أعلنت (دين كورب) في مايس عن أرباحها في البورصة التي بلغت 375 مليون دولار، استلمت (فيريتاس) 56 بالمئة من هذه الارباح.

موقع شركة (ل 3)
قال رونالد توماس رئيس مجلس الإدارة في شركة (ماك نيل) : نحن نقدم نوعية عالية من الخدمات اللغوية. فيما اكد على : سمعتنا وعملنا جيد لدى القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. بينما يعمل في الوقت الحاضر 1300 مترجم من الشركة المذكورة عبر التعاقد مع الجيش. وشركة دين كورب التي مقرها في ارفينج بتيكساس فتقوم بتأهيل مترجمين عسكريين وتدريب الشرطة في العراق.
ومن خلال تقديم خدمات اللغة جنت شركة (ل ـ 3) في النصف الأول للسنة الحالية / 2006 ـ مبلغاً قدره 296 مليون دولار، ويمثل هذا المبلغ 5 بالمئة فقط من المبلغ الإجمالي 6 مليار دولار. وهكذا فأن مشاريع أخرى تضطلع بها مؤسسات في نيويورك مثل منظومة الاتصالات القريبة وأنظمة اكتشاف المتفجرات. وحصلت في العام الماضي شركة (ل ـ 3) في العراق بعد احتوائها شركة (تيتان كورب) على 1,97 مليار دولار.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر