الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:51 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الإثنين, 16-أكتوبر-2006
المؤتمرنت/البوابة -
الصهيونية وخيوط العنكبوت
يتناول هذا الكتاب أبحاثا ومقالات وتحليلات متنوعة لكثير من الأحداث والظواهر والنصوص اليهودية والصهيونية، الكتاب للمفكر المصري المعروف الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب الموسوعة الصهيونية ومؤلفات أخرى حول اليهودية والحداثة والعنف.. والمستشار في عدة مؤسسات ثقافية عربية وعالمية مثل المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن والوفد الدائم بجامعة الدول العربية ومجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في فيرجينيا .

يتقصى الكتاب نشأة الاستعمار الاستيطاني منذ وعد بلفور والذي جاء نتيجة للفائض السلعي والفائض البشري اليهودي وخوف الإنجليز على تهديد أمن مجتمعهم ويتابع التطورات الديمغرافية لليهود منذ العبرانيين مرورا بالقرن التاسع عشر وحتى الألفية الثانية والتي يشعر فيها اليهود بقلق من «القنبلة الفلسطينية السكانية» ومن نقصان عدد اليهود بسبب ما يسميه الصهاينة الهولوكوست الصامت تعبيرا عن الزيجات المختلطة والاندماج.

يضيء فصل ( صراع المصطلحات والمفاهيم ) تمركز الإنسان الغربي حول ذاته بمصطلحاته الأنانية ، «فعصر الاكتشافات» هو عصر إبادة الهنود الحمر و«الحروب الصليبية» كانت حملات عسكرية دموية طامعة تتخفى تحت شعارات دينية و«المنظمة الصهيونية العالمية» ليست عالمية لعدم وجودها في أميركا اللاتينية وأفريقيا سوى باستثناءات قليلة، ومصطلح «المستوطنة» تقنيع لمصطلح «المستعمرة غير الشرعية».

ومصطلح «الإرهاب» تشويه لمصطلح المقاومة ومصطلحات «إيقاف العنف» و«وقف إطلاق النار» و«ضبط النفس» تحمل تحيزات محددة فهي تصنف المقاومة والجيش الصهيوني وكأنهما جيشان متكافئان يحاربان حول قطعة «ارض متنازع عليها». كما أن الصهيونية تروج لمصطلحات زائفة مثل «الشعب اليهودي» و«العبقرية اليهودية» و«التاريخ اليهودي» .

وهي مصطلحات تفترض الوحدة والتماسك الغائبين. كما أن مصطلحات «المنفى» و«الشتات» و«الدياسبورا» و«العودة» تفترض علاقة عضوية بين «الشعب المختار» و«الأرض الموعودة» أما مصطلح «الأرض مقابل السلام» فقد تحولت إلى الأرض مقابل الكلام ؟ يتجاوز الباحث المصطلح إلى الصورة المجازية مثل صورة «رجل أوروبا المريض» التي تواترت في الخطاب السياسي الأوروبي عن الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر وهي صورة تثير الاشمئزاز مع أن الدولة العثمانية لم تكن من أوروبا .

وان كانت على حدودها والصورة تعكس منظورا غربيا وتخفي صورة «الأوروبي الجشع» الذي قضى على محمد علي « رجل الشرق الفتي» في مصر ويصوّب الباحث مصطلح معاداة السامية بأنه «معاداة اليهودية» والذي سن له قانون في أميركا عام 2004 (كجزء من الإستراتيجية الأميركية لإعادة تشكيل العالم).

يكشف الباحث خرافة (الشعب اليهودي) الواحد بقيام المجتمع الإسرائيلي على مجموعتين متنافرتين هما اليهود الغربيين (الاشكناز) واليهود الشرقيين (السفارد) ومجموعات هامشية من يهود الهند ويهود داغستان وجورجيا والعبرانيين السود والفلاشاه الذين يعيشون أزمة عميقة بسبب تمييز المجتمع الصهيوني لهم إلى درجة الجريمة المنظمة مثل فقد يهود اليمن لـ 1033 طفلا في مابين أعوام 1949 و1952 دون أن تسفر التحقيقات المتواصلة عن نتيجة .

كما يكشف خرافة (الهوية اليهودية) التي روجتها الصهيونية «الداروينية» والتي تواجه صعوبات في تعريف اليهودي وصهر المجموعات غير المتجانسة في دولة أولى بأن تسمى (دولة اليهود) لا (دولة يهودية) فالوطن الأصلي هو الذي يهاجر منه لا إليه. يفضح الباحث خرافة الشخصية اليهودية التي يزعم تمتعها بالفرادة والخصوصية وقائمة على فضائل تسبغ عليها حسب الجمهور مثل ( حب السلام ، الشجاعة، العفة..).

ويعترف الباحث حسب صحيفة البيان، أن الصهاينة الأوائل كانوا يحملون البارودة بيد والمعول باليد الأخرى لكن الأمور تغيرت بعد عشرين سنة من تأسيس الدولة فتراجع الدافع العقائدي ونموذج «عضو الكيبوتس» وظهر نموذج «روش قطان» والنموذج الاستهلاكي أي المواطن ( ذو الرأس الصغير والمعدة الكبيرة) وظهر مجتمع ًّ أي مجتمع الفولفو والفيلا والفيديو.. إضافة إلى تفشي الفساد (رقيق ابيض، بيع لوائح المرشحين للكنيست.

واستغلال المناصب لتحسين الوضع، واستغلال المجندات جنسيا، والإباحية، والشذوذ الجنسي، وانتشار العنف الداخلي، وارتفاع نسبة الفقر فإحدى الإحصائيات وجدت أن واحدا من كل أربعة إسرائيليين يعيش تحت خط الفقر ) ما دفع احد المفكرين اليهود إلى القول: من الصعب أن يكون الفرد يهوديا وإنسانا في الوقت نفسه.

يؤكد الباحث انه من الصعب تلفيق (ثقافة يهودية مستقلة) بتأسيس متحف أو أكلة فلافل شعبية أو زي فلاحة فلسطيني مقتبس لمضيفات الطيران الإسرائيلي..

ولا يقر بمصطلح «المثقف اليهودي» فداوود حسني ويعقوب صنوع مصريا الثقافة ونعوم تشومسكي أميركي وبوريس باسترناك ايليا هرنبرغ وليف شستوف ومارتن بوبر ورزفايج ودريدا وكافكا وفرويد مسيحيو الثقافة رغم نسبتهم اليهودية وغني عن البيان أن هؤلاء يكتبون بلغاتهم الوطنية فهايني وماركس كتبا بالألمانية وبروست بالفرنسية ودزرائيلي وسول بيلو بالإنجليزية وكان هرتزل نبي الصهيونية يجهل العبرية!

يخلص الباحث إلى هذه المفارقة الإسرائيلية: اللغة المقدسة هي العبرية والقانونية هي الآرامية ولغة الحياة هي اليديشية ولغة المثل الاندماجي هي اللغات الوطنية ؟

ويتوقف الباحث محللا معمار متحف الهولوكوست في واشنطن وطريقة تصميمه التفكيكية المحايدة التي تعطي المعروضات قيمة مطلقة ( كأنها السر الإلهي) مع وجود إبادات أكثر قسوة لجماعات وشعوب لم تحظ بالتكريم والمواساة مثل الهنود الحمر والأفارقة ..ويشير إلى كثرة المتاحف في إسرائيل التي تبلغ1500 متحف آثار تعكس حب تضخيم الذات وغياب الجذور وكثرة الجماعات غير المتجانسة التي تحمل تراثها العاطفي.

يلاحظ الباحث أن وسائل الإعلام العربية تنقل الأخبار السياسية الاقتصادية عن الدولة الصهيونية وقلما تنقل أخبارا اجتماعية فتغيب عن العربي الخريطة الإدراكية الإسرائيلية (مشاعرهم أحلامهم حاضرهم ورؤيتهم لأنفسهم وجيرانهم ) ويظهر أن الانتصارات العسكرية لم تؤمن السلام وان الإسرائيليين غير قادرين على تحمل الحرب الدائمة مما يجعلهم يبحثون عن صيغة تسوية تفشل بسبب مرجعية الأمن الإسرائيلي .

يحلل الباحث عدة نصوص أدبية وشعرية وصحافية لعاموس كينان والروائية دوريت رابينيان وابراهام يهوشوا ليخلص إلى انغماس الشباب الإسرائيلي في اللذة وتشوه شخصيته بسبب التحاقه بالجامعة بعد الخدمة العسكرية ومعاناته من مفهوم الهوية وقلق الانتماء. ويجد نصوصا صادقة مع ذاتها مثل قصائد هارون شابتاي ويعرج على حرب الأغاني بين المستوطنين والعرب ليجد أن أغنية نعومي شومير الشعبية ملفقة من أنشودة وطنية بولندية وموسيقاها من أغنية شعبية رومانية؟

يحلل الباحث مسألة توظيف الهولوكوست ومسألة عدد ضحاياها وسبب تسمية ضحايا المحرقة بمسلمان ( لأنهم كانوا يجثون من الوهن كالمسلم عند السجود وثنيهم الركبة على الطريقة الشرقية) ويدحض خرافة «بروتوكولات حكماء صهيون» الساذجة التي طبعتها الشرطة السياسية الروسية للنيل من الحركات الثورية والليبرالية والتي روجتها الصهيونية وأسباب شيوعها في العالم العربي مارا بظواهر مثل النازيين الجدد بين الإسرائيليين أنفسهم!

ويسخر من أعاجيب العبقرية الإسرائيلية مثل زراعة الخضار في الماء ! الفصل الخاتم في الكتاب هو (نهاية إسرائيل ) التي يتوقع المفكرون وقوعها من الداخل بسبب الفساد الشامل في إسرائيل ( تعاطي المخدرات، شيوع الاضطرابات النفسية ،ارتفاع البطالة ،التآكل الأسري..) ما يجعل إسرائيل دولة عنبكوت واهنة .





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر