المؤتمرنت/وكالات - جائزة نوبل 2006 للتركى أورهان باموك فاز الروائى التركى أورهان باموك أشهر روائى تركى وصاحب المواقف المنتقدة لسلبيات اجتماعية بجائزة نوبل للآداب لعام 2006.
وفى إعلانها عن الفائز بالجائزة قالت الاكاديمية السويدية عن الروائى التركى فى بحثه عن روح مدينته الحزينة اكتشف باموك رموزا جديدة لتصادم وتضافر الحضارات .
وباموك الذى أحيل للمحاكمة منذ أشهر لاتهامه بإهانة الهوية التركية كان أول كاتب فى العالم الإسلامى يدين الفتوى الصادرة ضد الكاتب سلمان رشدي.
وقالت الأكاديمية حسب صحيفة العرب اونلاين، إن أروع أعماله هى كتابه الثالث "القلعة البيضاء" وهى قصة تاريخية تدور حول العلاقة بين عبد من البندقية والسيد الشاب الذى اشتراه والتشوش التدريجى لهويتيهما.
وأضافت الأكاديمية السويدية أن باموك فى كتاباته غالبا ما يتعامل مع فكرة الذات والثنائيات وهو ما ظهر فى فى عمل آخر وهو "الكتاب الأسود" وفيه تفتش الشخصية الرئيسية اسطنبول بحثا عن زوجته وأخيها نصف الشقيق الذى سوف يتبادل هويته معه فى وقت لاحق.
وكان باموك قد أثار حنق قوميين عندما قال لصحيفة سويسرية العام الماضى انه لا يجرؤ أحد فى تركيا ان يذكر مقتل مليون أرمنى اثناء الحرب العالمية الأولى أو 30 ألف كردى فى العقود الأخيرة.
يعتبر اورهان باموك الذى يواجه انتقادات القوميين بسبب دفاعه عن القضيتين الارمنية والكردية مفخرة ادبية لتركيا لكن ايضا مصدر
احراج لها.
واورهان باموك الذى نال عدة جوائز فى الخارج بينها جائزة السلام التى يقدمها اتحاد الناشرين الالمان فى تشرين الاول/اكتوبر 2005 وجائزة فرنسية اخرى للرواية الاجنبية عن السنة نفسها، يعالج فى مؤلفاته التى ترجمت الى حوالى عشرين لغة، التجاذب فى المجتمع بين الشرق والغرب.وتتمحور مؤلفاته حول الجهود العلمانية لتركيا من اجل الانضمام الى الاتحاد الاوروبى والتجاذب الذى يرافق هذه الخطوة المفتعلة نحو الغرب والذى يكون مؤلما فى
غالب الاحيان بالنسبة للمجتمع والافراد على حد سواء.
ويعتبره منتقدوه فى تركيا مرتدا بسبب تصريحاته حول مواضيع اعتبرت لفترة طويلة من المحرمات فى البلاد مثل المشكلتين الارمنية والكردية.
وتمت ملاحقته قضائيا امام القضاء التركى بسبب الاهانة الواضحة للامة التركية وهى جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن ما بين ستة اشهر وثلاث سنوات.
وتعرض لتهديدات بالقتل كما صدر امر فى احد اقاليم غرب تركيا باحراق كتبه. الا ان هذا الامر لم ينفذ بضغوط من الحكومة التركية الحريصة على عدم تشويه صورتها امام العالم قبل بدء مفاوضاتها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وتم التخلى عن الملاحقات القضائية بحق باموك فى نهاية المطاف فى مطلع العام .2006
وقال باموك الذى يعتبر نفسه كاتبا يتطرق الى المواضيع السياسية اننى ادعم ترشيح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبى لكن لا يمكننى القول لخصوم تركيا ليس من شأنكم ما اذا كانوا يحاكموننى ام لا. وفجأة اجد نفسى عالقا فى الوسط، انه عبء".
وقد ولد باموك فى 7 حزيران/يونيو 1952 فى عائلة ميسورة ذات ثقافة فرنسية، واوقف دراسته فى الهندسة المعمارية حين كان فى الثالثة والعشرين من العمر لكى ينصرف الى الادب.
وبعد سبعة اعوام نشر اول رواية له جودت بك وابناؤه".
وتصاعدت حدة الانتقادات ضده بعد رفضه فى العام 1998 قبول لقب فنان دولة بعدما اصبح انذاك الكاتب الاول فى تركيا مع تسجيله مبيعات قياسية.
وروايته السادسة اسمى احمر فتحت امامه ابواب الشهرة عالميا. وتتحدث الرواية عن المواجهة بين الشرق والغرب فى ظل الامبراطورية العثمانية فى نهاية القربن السادس عشر.
و"الكتاب الاسود هى الرواية الاكثر رواجا له فى تركيا ويصف فيها رجلا يبحث بلا هوادة عن امرأة طوال اسبوع فى اسطنبول المكسوة بالثلج والوحول.
اما روايته ثلج "2002" فتتطرق الى هوية المجتمع التركى وطبيعة التعصب الديني. واصدر اورهان مؤلفات اخرى مثل منزل الصمت "1983" و"القصر الابيض "1985" و"الحياة الجديدة "4199" و"اسطنبول "2003".
وهو مطلق وله ابنة ويقيم فى اسطنبول. ورغم الجدل الذى اثاره فانه لا يظهر الا نادرا فى المناسبات العامة ويفضل مكتبه على اضواء منصات التلفزيون.
|