مها الخطيب -
بين الأخذ والعطاء
بين الأخذ والعطاء تكمن معظم مكارم أخلاقنا العربية الأصيلة... بين لذة العطاء ورغبة الأخذ تتصارع معظم الإمراض والرغبات والشهوات ما بين النور والظلام وما بين أريد أو تريد أو لا.
لكن عندما تستحوذ رغبة على أخرى او عندما تنتصر الغرائز على المثل والأخلاق عنده سيكون الوضع قد بدء يعلن النهاية لنظام كامل وعالم كامل حتى لو كان في المهد او لو كان يتنفس بواسطة أجهزه الحياة.
اذ سيصبح الجميع على طرفي لعبة الحبل الكل يسحب باتجاه مضاد فتضيع العقلانية والوسطية والتفاهم ويحل الخراب والإرهاب والقتل العشوائي ويبرز الفساد الإداري رائدا لدوائر ومفاصل الدولة، وعضوا بارزا في برلمان الحكومة التي تخضع تحت تأثير هذا الاختيار.
الغريب ان من يلعب اللعبة هنا في العراق المستمتع الذي يتواجد في مقدمه الحبل تاركا للرعاع اللعب في الأطراف متحملين شدة السقوط والغريب... اكثر بان الجمهور سيكون عندئذ مشغول بهموم لقمه عيشه وضربات شمس أزمات حكامه ومحروم من قطرة ماء عذب غير ملوثه ببقايا جثث من يرمون في دجلة الفرات.
الأغرب ان الحكام سيمنعون التشجيع والتصفيق فالعاطفة أمر منبوذ بحكم من ارتاى تحريمها وفتح على جوانب الملعب بحكم الأحزاب المسيطرة على اللعبة غرفاً للتحقيق مع شباب ومراهقين تجراوا وحبوا في ارض اللعبة المحرمة وأردوا ان يعيشوا لحظات مراهقة او تجربه بريئة لأحلام كانت محلله حتى في زمن اكبر طغاة العصر على الإطلاق... أحلام نمت في ارض الذبح والقتل وماتت في ارض لا تبعد كثيرا عمن يصنع القرار هنا حيث تنتمي هذه الأحرف وهذا المقال.
ارض اختيرت لتكون موضع قدم تجارب قتل... وحرية وحقوق إنسان لم يوقع على مسودتها من حررها لصالح حقوق الإنسان ارض يستباح بها الشرف الغالي... رجال ونساء نكست رؤؤسهم ذل وعار ومن في الحكم يبكي على ليلاه ... حتى الشعر مجد بكلماته وقوافيه تارة لمن اختبأ بحفره وتارة لمن سرق وقتل في وضح النهار سيارات مفخخة واحزمه ناسفه والله اكبر تصدح معلنه قطع الرقاب.
وأمال وأحلام ملأنا بها الصدر وحملنا بها طير الحمام أمانه إلى قباب سامراء وعاد الحمام وقد لوثت جناحه وأخضب ريشه بدم مجهول الهوية وبمباركه الصمت المطلق والخوف الساكن في الأعماق.
اه يا بلدي يا وطني جعلوك حبل وتمتعوا بلعبه جر بين لعبه وانتخاب وأحزاب وأموال تسرق ونفط يهرب والكل رابح ماعداك أنت يابن العراق وتهاني تزف لمن فاز وقصم بحبله ظهر العراق.
[email protected]