BBC - المبعوث الاممي يستعد لمغادرة السودان يتوقع أن يغادر مبعوث الامم المتحدة يان برونك السودان بعد أن أنذرته الحكومة السودانية بوجوب مغادرة البلاد في فترة لا تتعدى ثلاثة ايام.
ويأتي القرار السوداني بعد ان اصدر قائد الجيش السوداني بيانا اتهم فيه المبعوث الاممي بنشر معلومات مضللة في موقعه الخاص على الانترنت.
وجاء في البيان ان ما ورد في موقع برونك يعتبر حربا نفسية على الجيش السوداني .
وكان برونك كتب في موقعه الخاص على الانترنت ان الجيش السوداني قد تكبد خسائر كبيرة ومني بهزيمتين في دارفور، الامر الذي ادى لانخفاض الروح المعنوية للجيش السوداني.
واضاف برونك في موقعه الخاص في يوم 14 اكتوبر/تشرين الثاني "ان الروح المعنوية للقوات الحكومية العاملة شمال دارفور منخفضة، وان بعض الجنرالات تم فصلهم، وان جنودا رفضوا القتال".
وقال ايضا إن الحكومة قد عاودت تجنيد الميليشيات الموالية لها في انتهاك صريح لقرارات الامم المتحدة.
وقالت وكالة سونا السودانية الرسمية للانباء إن وزارة الخارجية بالخرطوم قد منحت برونك مهلة امدها 72 ساعة لمغادرة البلاد.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن علي الصادق الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية قوله إن على برونك مغادرة البلاد قبل حلول ظهر يوم الاربعاء المقبل.
"شؤون لا تخصه"
وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كارتي لبي بي سي ان برونك "انتهك الاتفاق بين السودان والامم المتحدة وذلك بالتحدث عن امور شديدة الحساسية متعلقة باتفاق السلام" الموقع بين الخرطوم وجنوب السودان.
واضاف كارتي "في مناسبات اخرى تطرق برونك الى "شؤون لا تخصه"، كما انه قام بزيارة مناطق لاتمثل جزءا من مهامه في السودان حسب الاتفاق مع الامم المتحدة.
يذكر ان السودان يعارض بقوة الضغوط الدولية الهادفة لنشر قوات حفظ سلام في اقليم دارفور.
وقال اللواء بشير سليمان الناطق السابق باسم القوات المسلحة السودانية لوكالة سونا إن التعليقات التي نسبت الى برونك انما هي جزء من المحاولات المستمر لاجبار السودان على الموافقة على نشر قوات دولية في دارفور.
ويعتقد ان الصراع في دارفور قد اسفر الى الآن عن مقتل اكثر من 200 الف شخص وتشريد اكثر من مليونين من سكان الاقليم.
وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد اصدر قرارا يطالب بارسال قوة دولية يبلغ قوامها 20 الف جندي الى دارفور لتحل محل القوة التابعة للاتحاد الافريقي التي لم تنجح في وقف الصراع الدائر في الاقليم.
وكتب برونك في مدونته ان الجيش السوداني قد تكبد مئات القتلى والاسرى في المعارك التي خاضها ضد المتمردين في دارفور، وانه يعاني نتيجة ذلك من تدني في المعنويات.
وقال ايضا إن الحكومة قد عاودت تجنيد الميليشيات الموالية لها في انتهاك صريح لقرارات الامم المتحدة. يذكر ان هذه الميليشيات المسماة بالجنجاويد متهمة بارتكاب الفظائع التي ترقى الى الابادة.
ويقول مراسلنا ان موقع برونك على الانترنت معروف لدى موظفي الأمم المتحدة وقد طلب منه مرارا التوقف عن الكتابة فيه.
ومن ناحية أخرى، حث الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني الحكومة السودانية على قبول نشر قوات دولية في دارفور.
وأضاف قائلا "إن هذه الحكومة غير قادرة على الوصول إلى حلول سياسية وعسكرية وإدارية لدارفور".
ومضى يقول "وبالتالي تظهر الحاجة إلى طرف ثالث، وإذا كانت القوة الافريقية غير قادرة على القيام بهذه المهمة فانه يصبح من صالح شعب دارفور أن تقوم بها قوة دولية".
|