المؤتمرنت- الحياة - تقرير يرصد الحريات الصحفية في العالم تراجعت الحريات الصحافية في الولايات المتحدة عما كانت عليه قبل بدء «الحرب على الارهاب»، بحسب ما جاء في الجدول السنوي الذي تعده منظمة «مراسلون بلا حدود»، والذي يتقصى أحوال الحريات الصحافية حول العالم، ويرصد مدى احترام الحكومات لهذه الحريات. واعتبر تقرير المنظمة الذي يصدر اليوم أن الولايات المتحدة تراجعت الى الموقع الثالث والخمسين، بعدما كانت تحتل العام 2002 الموقع السابع عشر من أصل 168 دولة ترصدها المنظمة سنويا. ويعود السبب، بحسب التقرير، الى تدهور العلاقات بين ادارة الرئيس جورج بوش ووسائل الاعلام الاميركية على اختلافها (محظات تلفزيون واذاعة - صحف ومجلات)، فقد اخذت هذه الادارة تنظر بمزيد من الشك والحذر الى كل صحافي يجرؤ على طرح اسئلة في شأن «الحرب على الارهاب». يضاف الى ذلك تشدد المحاكم الفيديرالية في عدم احترام حق الصحافيين في التكتم على مصادر اخبارهم. كما تعرض صحافيون آخرون لتهديدات مختلفة من غير أن تكون التحقيقات والمواضيع التي يكتبونها على صلة بموضوع الارهاب.
والى جانب الولايات المتحدة لاحظت المنظمة الدولية تراجع احوال الحريات الصحافية في كل من فرنسا واليابان. فقد تراجعت فرنسا الى الدرجة الخامسة والثلاثين وكان خريف العام الماضي فصلا سيئا بالنسبة الى الصحافيين الفرنسيين اذ تعرض بعضهم للتهديدات والاعتداءات الجسدية اثناء تغطيتهم الاضطرابات التي شهدتها ضواحي باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بين رجال الشرطة ومتظاهرين من الجاليات المهاجرة. اما في اليابان فقد أدى تصاعد المشاعر القومية المتطرفة الى تراجع المكاسب الديموقراطية التي حققها الصحافيون. وتعرض كثيرون منهم لاعتداءات على أيدي منظمات يمينية متطرفة.
وجاء تصنيف كل من كوريا الشمالية وتركمانستان واريتريا في آخر قائمة «مراسلون بلا حدود». وقالت المنظمة انها تشعر بالقلق حيال مصير عدد من الصحافيين الاريتريين الذين جرى اعتقالهم سراً خلال السنوات الخمس الماضية. اما نظام كيم جونغ ايل في بيونغ يانغ فقالت انه يفرض رقابة كاملة على الصحافة ووسائل الاعلام.
وعرض تقرير «مراسلون بلا حدود» للوضع في الاتحاد السوفياتي السابق، فقال ان الحريات الصحافية في هذه المنطقة هي الاسوأ بين كل الدول الاوروبية. فالوضع في كل من روسيا وروسيا البيضاء لا يزال على حاله. فروسيا تعاني من غياب كامل لأبسط مقومات الديموقراطية وهو ما يؤدي الى انهيار الحريات الصحافية، بينما تقوم مجموعات صناعية كبرى ترتبط ارتباطا وثيقا بالرئيس فلاديمير بوتين بشراء كل وسائل الاعلام المستقلة تقريبا. واشار التقرير الى عمليات القتل التي تعرض لها عدد من الصحافيين الروس والتي بقيت بلا عقاب، وآخرها اغتيال الصحافية أنا بوليتكوفسكايا أخيراً والتي تميزت بتحقيقاتها الجريئة عن دور القوات الروسية في الشيشان. واعتبرت المنظمة هذا الاغتيال نذيرا سيئا لما سيجري في العام المقبل.
|