المؤتمرنت/ وكالات - مدارس تعليم الاسلام تفشل ببريطانيا في الوقت الذي يتعرض فيه المسلمون لضغوط كبيرة على الساحة الأوروبية، وآخرها قضية النقاب، كشف تقرير بريطاني عن ان مؤسسات التعليم البريطانية، التي تقوم بتدريس الاسلام فشلت في التجاوب مع تحديات ومتطلبات القرن الواحد والعشرين.
وفي مؤتمر صحافي عقد امس في القاعة المركزية بـ«وستمينستر» في لندن وحضرته «الشرق الأوسط»، تم عرض التقرير الذي اعده خبيران بالدراسات الاسلامية في الجامعات البريطانية هما البروفيسور «العربي» عبد الفتاح العويسي، والبروفيسور «البريطاني» مالري ناي. وأوضح التقرير ان المسلمين البريطانيين تجاوز تعدادهم المليون ونصف المليون، وهم بذلك يشكلون الأكثرية السكانية في المملكة المتحدة من غير المسيحيين، رغم ذلك فإن المعرفة بهم وثقافتهم يشوبها الكثير من سوء الفهم.
ويعد هذا التقرير هو الاول الذي يتناول الدراسات الاسلامية في بريطانيا منذ التقرير الذي اصدرته الحكومة عام 1961 أي قبل اكثر من اربعين عاما.
والتقرير الجديد الذي حمل عنوانا «حان وقت التغيير» هو خلاصة لدراسة 55 مركزا وقسما من المعاهد والجامعات البريطانية التي تقوم بتدريس الاسلام.
وجاء هذا التقرير متزامنا مع أحداث ساخنة حول قضية النقاب التي فرضت نفسها على الساحة الاعلامية البريطانية خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد تصريحات رئيس البرلمان البريطاني جاك سترو «بأنه لا يفضل ان تلبس النساء المسلمات النقاب»، وتحذير وزير الداخلية جون رييد من مغبة تغلل الفكر الأصولي المتزمت في اذهان مسلمي بريطانيا.
واوضح البروفيسور العويسي «ان المجتمع البريطاني (من غير المسلمين) يجهل الفهم الصحيح للاسلام، وغالبية البريطانيين لا يفهمون ماهية الاسلام، بينما ان المواطنين المسلمين لم يندمجوا بالصورة الكاملة مع المجتمع لعرض ثقافتهم، فتفاقمت ظاهرة عدم الفهم». وكشف التقرير عن أن التركيبة التعليمية البريطانية قد خذلت المسلمين، لذلك كان الاتجاه لإنشاء مدارس ومعاهد خاصة لتدريس الاسلام، وهذا ليس الحل في مجتمع متعدد الثقافات». ويقول البروفيسور مالري ناي: «ان التعددية الثقافية لا تعني انفصال كل عن الآخر، بل الاندماج في مجتمع واحد قائم على فهم واحترام الثقافات الأخرى».
وأضاف «التوصيات التي طرحناها في التقرير تدعو الى اعادة فحص تدريس الاسلام في المدارس والجامعات، وكيفية تطوير هذه المناهج بما يفتح المجال لغير المسلمين لفهم هذا الدين».
وعن قضية النقاب المثارة حاليا في بريطانيا «بعد ايقاف مدرسة عن العمل لارتدائها النقـاب»، قال البروفيسـور مالري ناي لـ«الشرق الأوسط»: شخصيا ادرك ان الحجاب شيء يجب احترامه لدى المسلمات، اما النقاب فهناك جدل حوله، لذلك دعوتنا في هذا التقرير الى تقريب فهم الدين الاسلامي للمجتمع البـريطاني ككل». ويضيف البروفيسـور العويسي «النقاب هو جزء من عادات وتقاليـد خليجية، وليس كذلك في بقية مجتمعات عربية واسـلامية، وهناك جدل صريح حـوله، وإذا افرغنا القضية من محتواها السياسي، نستطيع ان نتناقش ونحسم الخلاف، فليس ما يصلح في بلد ما يصلح في بريطانيا، وعلينا كمسلمين ان نقدم انفسنا بصورة جيدة تعبر عن ديننـا الصحيح».
وقـال العويسي «المؤسـسات التعليمية في بريطانيا، التي تقـوم بتـدريس الاسلام لم تستطع ان تكون كوادر مؤثـرة تقوم بدورها في ارساء مفـاهيم هذا الدين للمجتمع، ما زالت المراكـز الاسـلامية والمساجد في بريطانيـا تستقطب الائـمة من البـلدان الاسـلامية، وبعضهـم يأتـي من دون درايـة او فهم عن الثقـافـة التعدديـة لهذه الدولــة فيبـدو منعـزلا، بل يطالب ايضا المصليـن والزائـرين بالانعـزال».
وأشار العويسي الى ان المعاهد والجامعات البريطانية، يجب ان تقوم بدورها بإعداد ائمة وقادة دينيين يستوعبون طبيعة العيش في بريطانيا، ويملكون القدرة على فهم هذا المجتمع وعرض الصورة الصحيحة للاسلام».
|