الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:09 ص
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية
الجمعة, 27-أكتوبر-2006
موقع اذاعة هولندا -
مخاطر الإنتاج الكثيف للحوم والدواجن؟





يأكل الملايين من الناس حول العالم اللحوم، ولكن، كم منا يعلمون من أين تأتي هذه اللحوم وكيف يتم إنتاجها؟
في بعض الأحيان، توضح العبوات في السوبر ماركت، القليل عن الكيفية التي تنتهي بها الحيوانات إلى موائد طعامنا.

الكثير من هذه الحيوانات يأتينا عبر طريق الزراعة الكثيفة أو ما يعرف بالزراعة الصناعية ـ يُستخدم هذا المصطلح أحياناً لوصف الإنتاج الصناعي الكبير للثروة الحيوانية والدواجن ـ التي تهدف إلى إنتاج منتجات حيوانية في أسرع وقت وبأقل التكاليف.

الذين يؤيدون هذه الصناعة يقولون إنها كذلك. ازداد الإنتاج العالمي من اللحوم أكثر من الضعف منذ السبعينيات من القرن الماضي، واللحوم الآن أرخص وأكثر وفرة من أي وقت سابق.

ويقول المناصرون أيضاً إن الزراعة الكثيفة آمنة وأكثر كفاءة، ولكن الأوبئة التي ظهرت مؤخراً مثل جنون البقر وأنفلونزا الطيور حملت معها أسئلة جديدة ؛ أسئلة حول الكيفية التي تتم بها رعاية الثروة الحيوانية، والمسافة التي يقطعها الطعام قبل أن يستقر على موائدنا، وما هو استعدادنا لندفع مقابل ما نأكل.

ويقول المناوئون إن الزراعة الكثيفة مسئولة عن انتشار الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. ويجادلون بأن إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات التي نأكلها أدت إلى ظهور ما يُسمي بالجراثيم السوبر (super bugs) أو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. ويقولون أيضاً إن الزراعة الصناعية لا إنسانية، ومخرّبة للبيئة، ومدمرة لحياة صغار المزارعين.

لذلك، هل حان الوقت لإعادة التفكير فيما نأكل؟
المشاركون في الحوار
جيرارد لوغز – منسق الحملة ومدير الفرع الهولندي لمنظمة الشفقة في الزراعة العالمية (Compassion in World Farming).
د. جي باكوس – البروفيسور في جامعة فاجينينجين الزراعية.

بن ديلايرت - مدير قطاع في مجالس الإدارات الهولندية لإنتاج الثروة الحيوانية، اللحوم والبيض.

يقدم البرنامج أيضاً تعليقات من دانييل نيرينبيرج، باحثة مشاركة في معهد وورلد ووتش، ومؤلفة ‘ إعادة التفكير في صناعة اللحوم العالمية.

بعض الأقوال الرئيسية
دانييل نيرينبيرج حول موقفها المضاد للزراعة الصناعية:
" باختصار هذه المزارع لا إنسانية، ومخرّبة أخلاقياً واقتصادياً.. إنها تعامل الحيوانات والبشر بشكل سيئ.. إنها تؤذي البيئة وتهدد الصحة العامة".

" لكي نتأكد أن كل تربية للحيوانات وكل أكل للحوم غير مؤذ، نحتاج إلى إصلاح هذه المزارع وخلق بدائل وجعل الناس يعيدون التفكير في مكانة اللحوم في وجباتهم".

هل الزراعة الصناعية هي السبب في انتشار الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى البشر؟
حول المخاوف المتعلقة بالصحة العامة والمخاطر المحتملة من انتشار الأمراض:

دانييل نيرينبيرج:
"خصائص الزراعة الصناعية، أشياء مثل ازدحام الحيوانات في مكان واحد، واضمحلال التنوع الجيني لهذه الحيوانات وكذلك الأدوية المستخدمة لها، كل ذلك يزيد من احتمال مخاطر الأطعمة.

" ثم، عندما تظهر أنفلونزا الطيور أو أي مرض آخر في أحد المصانع، فمن الممكن أن ينتشر بسرعة، وبعد ذلك، وبسبب نظام النقل العالمي للأطعمة والمنتجات الزراعية، يمكن للمرض أن ينتشر بسرعة من مزرعة إلى أخرى، من المزارع الصغيرة إلى المزارع الكبيرة وإلى جميع أنحاء العالم".


استخدام المضادات الحيوية مصدر مخاوف


بن ديلايرت :
" أعتقد أنه من الواضح جداً أن اللحوم والبيض الذي نتناوله وكذلك جميع المنتجات الزراعية هي الآن آمنة أكثر من أي وقت مضى، طالما أن لدينا أنظمة للرقابة... ذلك يعني أننا ننتج منتجات أفضل من أي وقت سابق بالطرق الحديثة للإنتاج".

" عندما تسمع الناس يتحدثون عن الزراعة الكثيفة، يبدو لك أن مخاطر الأمراض فيها أكثر من المخاطر في الأنواع الأخرى من الزراعة. هذا ليس صحيحاً أبداً. الحقيقة الوحيدة التي لا اختلاف عليها أنه بالطبع أن الحيوانات تُصاب بالأمراض، وإذا كانت الزراعة كثيفة، فإن النتائج سوف تكون أكبر لأنها تصيب حيوانات أكثر في وقت واحد".

" ولكن هناك أيضاً سوء فهم كبيرا حول مخاطر انتشار، على سبيل المثال، أنفلونزا الطيور عن طريق وسائل النقل. يُقال إن نقل الطيور حول العالم هو السبب. من المؤكد أن هذا ليس صحيحاً، والخطر الأكبر يأتينا من أن الطيور البرية هي العنصر الأكبر في انتشار المرض".

حول إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات التي نأكلها:
دانييل نيرينبيرج:
" وجد العلماء أن الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية على حيوانات الطعام الذي نأكله، يساهم في مقاومة المضادات الحيوية في أجسام البشر. بسبب أن هذه الحيوانات تُعطى جرعات صغيرة من المضادات الحيوية بشكل يومي، نحصل نحن على جرعة من المضادات الحيوية أيضاً. لذلك، إذا توعك أحدنا، فإن علاج هذه الوعكة يصبح أكثر صعوبة... المضادات الحيوية التي يصفها لنا طبيبنا لا تصلح لأننا أصبحنا أكثر مقاومة لهذه المضادات".
بن ديلايرت:
" واضح أن الآنسة نيرينبيرج من خارج الاتحاد الأوروبي، لأنه داخل دول الاتحاد تم منع كل المضادات الحيوية التي تُستخدم لتسريع النمو وذلك ابتداءً من الأول من يناير الماضي. لذلك، لم تعد هذه القضية مطروحة".

" الأمر الذي له علاقة بموضوعنا هو أنه إذا استخدمت المضادات الحيوية لأسباب علاجية، فمن غير المسموح به ذبح الحيوان الذي تناولها. لذلك، لهذه الحيوانات وقت محدد يجب أن تقضيه داخل المزرعة، وبالتالي، لن نجد أثراً للمضادات في اللحوم. ذلك يعني أن اللحوم سوف تكون آمنة تماماً بعد فترة محددة".

الأمر الوحيد الغريب أننا نستورد لحوماً كثيرة من خارج دول الاتحاد الأوروبي حيث لا توجد هذه التشريعات. وعلى مستوى منظمة التجارة العالمية، ليس لدبنا أية تشريعات تتعلق بهذا الأمر".

جيرارد لوغز:
" نعلم أن استخدام المضادات الحيوية زاد العام السابق بنسبة 12 % ( في دول الاتحاد الأوروبي)، كما تم استخدام 500 ألف كيلوجرام من المضادات في الصناعة المكثفة للثروة الحيوانية في هولندا. وبالرغم من الحظر الأوروبي، فإن استخدام المضادات قد ازداد".

" وفي دول الاتحاد الأوروبي، لا تزال المضادات تُستخدم لأغراض علاجية – عندما تكون الحيوانات مريضة أو لأغراض وقائية. ليس من المسموح به استخدام المضادات للحيوانات التي نأكل لحومها لغرض تسريع نموها، ولكن جميع الاستخدامات الأخرى لا تزال مسموح بها".

" ما نراه، أنه ومنذ حظر المضادات في مصادر الطعام، فقد تزايدت الاستخدامات الأخرى لها".

دانييل نيرينبيرج حول الأثر المحتمل للزراعة الصناعية على البيئة:
"عندما تكون لدينا ملايين وملايين الحيوانات محشورة مع بعضها البعض، فإنها تنتج الكثير من السماد الذي لا يستخدم كله كسماد، لذلك، فإما أن يتم تخزينه أو يُنشر في الأرض أو تُحقن به الحقول الأمر يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية. إنه يجري في مجاري ويستمر هذا الجريان يومياً".

" وما نقدمه كطعام للحيوانات يشكل هو الآخر مشكلة. في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى حول العالم، يُسمح بإطعام الأبقار نشارة الخشب، ومواد القمامة، وفضلات الحيوانات الأخرى، لذلك فإن لحومها سوف تكون عبارة عن سموم".
مختارات من ردودكم:
جورج كي، كاليفورنيا:
" أعتقد أن الأسلم، هو ألا نأكل لحوماً. عدم تناول اللحوم، لحم آمن".

ديف، كندا:
" مثلما أن عيش الناس مع بعضها البعض، يساعد في انتشار الأمراض بسرعة أكبر، كذلك عيش الحيوانات مع بعضها البعض يخلق لنا نفس المشكلة. هذا لا يعني أن نوقف الناس من السكن في المدن أو الحيوانات من أن تُربى في المزارع التجارية. يجب وقف تناول اللحوم. يبلغ تعداد سكان العالم حالياً 6 مليارات نسمة، وهذا يعني أننا نحتاج لتوفير الكثير من الطعام، ونحتاج لمزارع الإنتاج الكبير ولحوم ذات نوعية جيدة للجماهير. ومشاكل مرضي جنون البقر وأنفلونزا الطيور حوّلتها وسائل الإعلام إلى قضايا مع أنها لا تشكل خطراً جدياً على صحة أي فرد. ويمكن التغلب عليها باستخدام طرق العلاج الحديثة. لا أرى أن هناك مشكلة تتعلق بالمزارع الصناعية".

جودي كيرخام، كندا:
" الأمل الأكبر في التحوّل إلى وجبات صحية وأخلاقية، يوجد في التكنولوجيا. أما تطوير محاصيل ذات إنتاجية عالية ولا تضر بالبيئة إلا بمستويات ضئيلة، وكذلك توفير بدائل رخيصة وفي متناول الناس، فهي مسألة وقت، لا أكثر. إنه أمر يدعو للسخرية عندما نجد الناشطين الذين يجب أن يتقبلوا بسرور التكنولوجيا ومنجزاتها، يصرون، بدلاً من ذلك على جر مجتمعاتنا إلى ما قبل الثورة الخضراء. وقد جعلني سوء الحظ أقابل أناساً، لا يدرون شيئاً عن المجاعات التي دمرت الهند والصين قبل أقل من عقد من الزمن، ينكرون وجود الثورة الخضراء. وسؤالي هو ما هو الدور الذي يرونه، إذا كانوا يرون أي دور للهندسة الوراثية في نقلنا من الحال الذي نحن عليه. هل هو وجبات اللحوم؟".

أليسا بوز ترويتشل، الولايات المتحدة:
" هل الزراعة الصناعية لا إنسانية؟ كيف نحدد المعاملة الإنسانية للحيوانات؟ إذا كانت الزراعة الصناعية غير إنسانية، فكيف لنا، نحن المواطنين، أن نبرر أنها قانونية؟ كيف نبرر، كمستهلكين، دعمنا للصناعية الزراعية لدى دفعنا الحساب للمتاجر؟ وهل نرغب في أن نحل محل المزارع وعمال بيع اللحوم؟ بعبارة أخرى، هل نرغب في تحمل المسئولية الكاملة في اختيار طعامنا؟".

بريان ميريت، كندا:
" تستخدم صناعات اللحوم، والدواجن، ومزارع الألبان والبيض الوسائل التكنولوجية السريعة – مثل الأدوية، الهرمونات، والمواد الكيماوية الأخرى – لمضاعفة الإنتاج. وبدلاً من أن تقدم تجارة المنتجات الزراعية النصح للمستهلكين للتقليل من استهلاكهم للمنتجات الحيوانية، تقوم بإرشادهم إلى تدابير متطرفة ( الطبخ الزائد، والمضادات الحيوية ...إلخ) لمساعدتهم في التغلب على أضرار هذه المنتجات للحفاظ على استهلاكهم الزائد للحوم ومنتجات الألبان".

روبرتو سي. الفاريس – غالوسو، سي بي يو آر، ميامي فلوريدا:
" يجب علينا تناول اللحوم باتزان بدلاً من الاعتماد على مصدر غذائي واحد".

جوانز فان شويلينبيرغ، أستراليا:
" لقد شاهدت، كنباتية، تدهور صحة الحيوانات وظروف معيشتها، وكذلك الطريقة التي تُعامل بها وتُربى للاستهلاك، ورأيت أيضاً المخاطر التي تنتج من انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان. إنها مخاطر يجب أن نتجنبها".

ياسمين، آمريتسار، الهند:
" ذبح الحيوان لا إنساني. أذكر في مرة من المرات أنني ذهبت مع أبي، قبل عقدين إلى متجر القصاب. مجرد المنظر يبعث على الغثيان. ولما كان أبي يرغب في الحصول على لحم طازج، أمسك الجزار بأحد الديوك من القفص الصغير المزدحم. شعرت بالرعب في عيون الدجاج عندما كانت تقاوم مذعورة للخلاص من قبضته .... صرخت ‘ أوقفوا ذلك .... لا نريد لحماً ... رجاءً دعوه يعيش ... إنها غاية القسوة أن نزهق روحه من أجل تذوّق طعام آخر ..."

" ....لم أتناول لحماً ذلك اليوم، كما لم أتناوله لعدة سنوات، لأن صرخات الطائر ترهق عقلي وعيونه تتهمني بالتقصير في إنقاذ روحه. جميعنا لا يشعر بذلك لأن ما نحصل عليه هو دجاج مغلف أو مقطّع قطعاً من اللحم. يمكن العفو عن الحيوانات التي تأكل حيوانات نظراً إلى أنها لا تملك بديلاً، ولكن كيف يمكن العفو عن البشر الذين يملكون سلسلة من البدائل النباتية في متناول أيديهم. أنا لا أنتقد اللانباتيين ولكنني أعتقد أنه قد حان الوقت لنتأمل داخل أنفسنا ما نفعله".

جاك، كندا:
" بالطبع، إن الزراعة الصناعية هي التي خلقت كل هذه المشاكل. هذه الحيوانات قد تمت برجمتها من قبل الطبيعة على أن تتجوّل وتطوف حرة في بيئة الحقول. وتدخلنا بهدف مضاعفة الربح هو الذي تسبب في ظهور الأمراض كجنون البقر وأنفلونزا الطيور. هذه الطرق الإنتاجية ليست في مصلحة التغذية البشرية".

فيرا غوتليب، كولومبيا البريطانية، كندا:
" هل نمنح صناعة اللحوم استراحة قصيرة أخرى؟ فرصة أخرى لإخراج المزيد من المزارعين إلى المراعي؟ ودعونا لا ننسى هرمونات النمو التي تُعطي للأبقار. إنها مضرة بالأبقار وكذلك بالبشر. الأرباح قبل الناس ... إذن ما هو الجديد؟".
إيفيرت سي. فايدنر، لانسديل، بي إي، الولايات المتحدة الأمريكية:

" الربح ليس بديلاً للعقل".
مارغريت دايموند، كاليفورنبا الجنوبية:
" إن تربية الحيوانات بالطرق التي تُربى بها في السابق عالية التكلفة، ولسوء الحظ، المستهلكون يتحكم بهم سعر المنتج في أغلب الأحيان. جرعات المضادات الحيوية هي ما يخيفني، وكذلك جرعات الهرمونات التي تُعطى للأبقار".






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر