المؤتمرنت/ cnn -
العراق: تصاعد العنف بعد تراجعه نسبياً
تزايدت حدة أعمال العنف الطائفية مرة أخرى في مختلف المدن العراقية، بعد انتهاء شهر رمضان، الذي شهد تراجعاً نسبياً في الهجمات المتبادلة بين السنة والشيعة، فيما تزايدت الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في عدة مناطق في محيط العاصمة بغداد.
ففيما أعلن الجيش الأمريكي مقتل خمسة من جنوده الخميس، قالت الشرطة إن 25 شرطياً، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المهاجمين، قتلوا في كمين نصبه مسلحون في ديالا شمالي بغداد.
ورفع مقتل الجنود الخمسة خسائر الجيش الأمريكي إلى 96 قتيلاً خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهو أكبر عدد للقتلى خلال شهر واحد على مدار عام، كما أنه الأعلى تقريباً على مدار عامين.
ويعد الشهر الجاري، الرابع من حيث عدد قتلى الجيش الأمريكي في عملية غزو العراق، منذ ربيع 2003.
وقالت الشرطة العراقية إن مسلحين نصبوا كميناً لقافلة تابعة لها في بعقوبة شمالي بغداد الخميس، مما أسفر عن مقتل 25 من أفراد الشرطة وإصابة 20 اخرين.
ويعد هذا ثاني كمين ضخم يستهدف الشرطة العراقية في المنطقة هذا الأسبوع، حيث تعرضت قافلة من الحافلات لهجوم الأحد، أسفر عن مقتل 13 متطوعاً بالشرطة العراقية.
كما عثرت الشرطة العراقية الخميس على عشرة جثث لأشخاص مجهولين في محيط العاصمة بغداد، يعتقد أنهم قتلوا في أعمال عنف طائفية، تزايدت مؤخراً بين العراقيين من السنة والشيعة.
ومن جانبه قال المتحدث باسم القوات الأمريكية بالعراق الجنرال ويليام كالدويل إن "العنف ما زال يشهد تزايداً هنا في العراق"، وأضاف قوله: "الأوضاع الأمنية في كثير من المناطق ما زالت معقدة، ولكن الحكومة العراقية تسعى جاهدة لمواجهة هذه التحديات الصعبة."
وأشار كالدويل إلى أن هدف إقرار الأمن يمثل الأولوية القصوى للقوات الأمريكية بالعراق، ولكنه قال إن "هناك تزايد في أعمال العنف بعد انتهاء شهر رمضان."
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وجه تحذيراً شديد اللهجة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قائلاً إن صبر الولايات المتحدة على ما يجري بالعراق ليس بلا حدود، بعد رفض المالكي لما وصف بـ "جدول زمني لوقف العنف الطائفي" بالعراق.
ولكن الرئيس الأمريكي أعرب عن ثقته في الحكومة العراقية، قائلاً، في مؤتمر صحفي عقد مساء الأربعاء، إنه يرفض الدعوات التي تطالبه بزيادة الضغوط عليها.
وقال بوش: "إننا نضغط على القادة العراقيين ليتخذوا إجراءات جريئة لإنقاذ البلاد، ونحن نوضح أن صبر أمريكا ليس بلا حدود".
رامسفيلد: ملتزمون بمهمتنا رغم المصاعب
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أن القوات الأمريكية في العراق "تتكيف مع تغير الأوضاع، بتغيير خططها التكتيكية وتعديل مستوى انتشارها وأساليبها العملياتية، تبعاً للمتغيرات وتبعاً للتكتيكات المتغيرة التي يلجأ إليها العدو."
وأشار رامسفيلد في مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الدفاع "البنتاغون" في واشنطن، إلى استمرار التزام الولايات القوات الأمريكية بتنفيذ المهمة في العراق، رغم المصاعب التي تواجهها.
وقال: "نعم، هناك صعوبات ومشاكل بالتأكيد، لكن التحدي يبقى تحقيق هدف الوصول إلى عراق آمن مع حكومة ذات صفة تمثيلية ويعيش بسلام مع جيرانه، وهذا سيتطلب مزيداً من العمل، وهذا يعني إعطاء جنودنا والشعب العراقي وقتاً أطول لإنجاز المهمة."
كما أقر وزير الدفاع الأمريكي بوجود عقبات تواجهها الحكومة العراقية في حل قضية الميليشيات المسلحة، وفي مقدمتها ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
ولكن رامسفيلد قال: "إن أي عنصر مسلح يجب أن يكون إما منزوع السلاح أو جزءاً من الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، وهذا هو الطريق الذي يريد المالكي أن تسير حكومته عليه، لكن ذلك لن يكون سهلاً."
وأيد رامسفيلد مساعي المالكي لتحقيق هذا الهدف بالحوار والوسائل السياسية وعدم اللجوء إلى الحسم العسكري إلا كخيار أخير.
المالكي يحمل التحالف مسؤولية التدهور الأمني
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه يستطيع السيطرة على العنف في البلاد في غضون ستة أشهر، إذا منحته واشنطن مزيداً من السلاح والسلطة الكافية على قواته.
ونقلت رويترز عن المالكي قوله إنه في الوقت الذي ترى فيه واشنطن أن القوات العراقية تحتاج ما بين عام وعام ونصف لتسيطر على الأوضاع، فإن باستطاعته أن يحقق ذلك خلال ستة أشهر.
ودعا المالكي إلى أن تكون لحكومته اليد العليا بالنسبة للأمن مع انتهاء تكليف مجلس الأمن للقوات متعددة الجنسيات في العراق آخر العام الجاري، ملقياً بمسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية على التحالف الدولي.