باريس – من هدى ابراهيم -
'نظرة على اليمن' من شرفة باريسية
يطل اليمن بتضاريسه ووجوه سكانه في معرض الصور "نظرة على اليمن" للمصور القطري الشيخ حسن آل ثاني الذي افتتح رسميا الجمعة في معهد العالم العربي في باريس ويستمر حتى العاشر من كانون الاول/ديسمبر المقبل.
ويتنقل الزائر عبر صور هذا المعرض الاول للفنان من جغرافية المكان من جبال ورمال وصحار واراض زراعية وواحات نخيل، الى مواقعه الاثرية وبنيانه الفريد الذي لن يبقى على حاله امام الزحف المديني، الى وجوه وتعابير سكانه وما تبوح به من الفة من خلال ابتسامة او نظرة او وقفة.
واذا كان وجه المراة قليلا ما يطل في الاطارات المتعددة فان شكلها تحت النقاب والعباءة يطل اكثر لكن دائما وهي تعبر شارعا او تتابع سيرها في طريق ما داخل المدينة او في الريف.
اما الشيخ المسن فيطل بوجه عليه علامات الزمن الهادئ فيما تطل وجوه اطفال وصبية وقفوا ينظرون الى العدسة وهم يحملون زهورا قطفوها من حقول المكان في جبل سالم المرتفع الذي يطل على مدينة تعز.
من قرية اب الى خرائب سد مأرب تلتقط عدسة حسن آل ثاني البلاد على طريقته ووفق رؤيته الخاصة المختزنة بذاكرته الشاعرية صور الابنية الطينية المرتفعة بشموخ وهدوء تتحدى الجبال وتخترق العزلة وصور هندسة المدن ومساحاتها لتتوقف احيانا بدقة عند التفاصيل الهندسية للبيوت الصنعائية الجميلة.
ويقول الشيخ حسن آل ثاني الذي زار اليمن 12 مرة "بما اني فنان تشكيلي لم ارد ان اركز على الجانب الفني في الصورة وانما شددت على المشهد الجمالي ولم يكن ما اقدمه لاستفز الآخر، اردت اظهار التعابير الجميلة في المشهد او في الوجه".
ويضيف "اقصى الجمال قائم في الشكل وقد تعمدت الخلط بين الابيض والاسود والملون في نفس المعرض".
نبع حب التصوير لدى الشيخ الفنان من عشق تاريخ الممالك العربية القديمة في جنوب الجزيرة ومن خلال قراءته لكتب الرحالة والمستشرقين.
ويؤكد آل ثاني انه يملك اكبر مجموعة صور لليمن القديم ما بين العامين 1800 و1900 كما يملك مجموعة قيمة من كتب الرحالة والمستشرقين الذين زاروا الجزيرة العربية خصوصا والشرق الاوسط عموما.
ومواكبة للمعرض وبمشاركة معهد العالم العربي اصدرت دار نشر "سكيرا" كتابا مصورا لليمن يضم 180 صورة من اعمال الشيخ حسن آل ثاني الذي ولد في الدوحة عام 1960 والحائز على دكتوراه في التاريخ عام 1977.
وكان الشيخ آل ثاني وهو فنان تشيكلي اساسا صور السودان في الثمانينات والصومال وكينيا والسعودية وبدأ التصوير خلال رحلات الصيد الى افريقيا وايضا في صحراء الربع الخالي الممتدة بين عمان والسعودية.
وقاده حبه للرحلات ولكتب الرحالة والمستشرقين عن الجزيرة العربية الى تكوين مجموعة تاريخية واستشراقية عن مناطق الجزيرة العربية والخليج خصوصا وعن الشرق الاوسط عموما. وتحولت مكتبته الى مكتبة عامة يلجأ اليها الباحثون.
كما يملك ايضا مجموعة من آلات التصوير القديمة جدا ويعود اقدمها الى العام 1840 وقد شكلت هذه المجموعة موضوعا لمعرض شهدته قطر عام 2001.
ومعروف عن الشيخ حسن آل ثاني أنه جامع للتحف والآثار القديمة التي تحولت بمعظمها الى اساس لعدد من المتاحف في قطر مثل المتحف العسكري ومتحف الفنون الشرقية ومتحف الفن العربي المعاصر.
* ميدل ايست اونلاين