المؤتمرنت - رويترز - رويترز: مقتل 100جندي امريكي بالعراق بلغ عدد قتلى الجنود الامريكيين في العراق خلال شهر اكتوبر تشرين الاول الجاري 100 فرد يوم الاثنين بعد اعلان مقتل أحد أفراد مشاة البحرية الامريكية وقبل أسبوع من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي والتي ربما يفقد فيها الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس جورج بوش السيطرة على الكونجرس بسبب الحرب.
وأسفرت سلسلة تفجيرات وهجمات بسيارات ملغومة عن سقوط أكثر من 40 قتيلا في بغداد وحدها من بينهم 28 قتيلا في هجوم استهدف عمالا بحي مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي.
وقال الجيش الامريكي في بيان يوم الاثنين إن جندي مشاة البحرية الذي لم يذكر اسمه لقي حتفه أثناء القتال في محافظة الانبار في غرب العراق يوم الاحد ليصل عدد القتلى من الجنود الامريكيين الى مئة قتيل هذا الشهر وهو الاكثر دموية للقوات الامريكية في غضون نحو عامين ورابع أكثر الشهور دموية لها منذ غزو العراق في مارس اذار 2003.
ويرجع القادة العسكريون الامريكيون ارتفاع عدد القتلى في أكتوبر تشرين الاول الى تزايد الهجمات خلال شهر رمضان. وقتل 71 جنديا أمريكيا في سبتمبر ايلول.
وتظهر استطلاعات الرأي ان عددا متزايدا من الناخبين الامريكيين يريدون بدء سحب القوات الامريكية البالغ قوامها نحو 140 ألفا من العراق.
وقتل 2813 جنديا أمريكيا منذ بدء الغزو الذي أطاح بالرئيس صدام حسين في عام 2003.
ويواجه الجمهوريون من أنصار بوش احتمال فقد السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة يوم السابع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل بسبب الاستياء من سياسته في العراق التي تعد عاملا اساسيا في حسم الانتخابات.
وفي أعقاب توترات بين الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي والمسؤولين الامريكيين بسبب خطوات استعادة الاستقرار قال متحدث باسم السفارة الامريكية ان بوش أرسل مستشاره للامن القومي ستيفن هادلي لاجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة العراقية.
والتقى هادلي مع المالكي والسفير الامريكي لدى بغداد زالماي خليل زاد ومستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم الاثنين إن حكومته ستطالب مجلس الامن الدولي بتمديد التفويض المتعلق بوجود القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق لمدة عام اخر.
وكانت حكومة المالكي أشارت لدى توليها السلطة قبل نحو ستة أشهر الى أنها قد تسعى لترتيبات جديدة.
وقال زيباري في مقابلة أجرتها معه رويترز "لا غنى عن وجود القوات متعددة الجنسيات لتحقيق الامن والاستقرار في العراق والمنطقة في الوقت الراهن".
وأضاف "في الوقت ذاته الحكومة العراقية مستعدة لتحمل المزيد من المسؤوليات الامنية من هذه القوات حتى تقوم بدورها."
وينتهي العمل بالتفويض الحالي من جانب الامم المتحدة في 31 ديسمبر كانون الاول. وقال زيباري ان العراق سيطلب تمديده عاما اخر خلال الشهر القادم أو نحو ذلك.
ونفى زيباري وجود أي خلاف حقيقي مع واشطن بالرغم من النزاع العلني الاسبوع الماضي والذي اثار شكوكا بشأن السياسة الامريكية في العراق.
وأعلن زيباري كذلك أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وافق على زيارة بغداد على الارجح في نوفمبر تشرين الثاني. وستكون تلك أول زيارة يقوم بها وزير سوري للعراق منذ الغزو الامريكي له.
وأسفر أكثر الهجمات دموية يوم الاثنين عن مقتل 28 واصابة 60 في مدينة الصدر بشرق بغداد. وقالت مصادر وزارة الداخلية ان الانفجار نتج عن "عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل برميل قمامة استهدف مكانا يتجمع فيه عمال يعملون بالاجر اليومي وأدى الى مقتل 28 واصابة 60 اخرين بجروح."
واسفر انفجار خمس سيارات ملغومة في مناطق متفرقة ببغداد عن مقتل 13 شخصا.
وحي مدينة الصدر معقل لانصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي يتزعم ميليشيا جيش المهدي ذات النفوذ والتي ينحى عليها باللوم على نطاق واسع في أعمال قتل طائفية تستهدف العرب السنة.
وكان مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة وغيرهم من المقاتلين السنة الذين يقاتلون القوات الامريكية والحكومة التي يقودها الشيعة قد استهدفوا في الماضي مدينة الصدر بهجمات.
ووقع الانفجار وسط أكشاك الطعام والمتاجر. وشوهدت ملابس متناثرة وقطع معدنية وسط الحطام وبرك من الدماء.
وقال شاهد انتابه الغضب "كانوا عمالا فقراء يعيلون أسرهم. أتمنى أن يعلم المالكي هذا."
وتقول الامم المتحدة ان العنف الطائفي يقتل نحو مئة شخص كل يوم وتعطل الخلافات السياسية الاصلاحات.
واتفق المالكي مع الرئيس بوش مطلع الاسبوع على الاسراع بخطوات تدريب قوات الامن العراقية.
وترغب واشنطن أن يتخذ المالكي وهو شيعي اجراءات مشددة ضد الميليشيات الشيعية التي يعزز زعماؤها السياسيون بقاءه في السلطة. ويقول المالكي ان أكبر تهديد يأتي من جانب أنصار صدام وتنظيم القاعدة.
ومثل صدام مرة أخرى أمام المحكمة يوم الاثنين حيث يواجه تهمة ارتكاب ابادة جماعية ضد الاكراد في الثمانينات. ومن المقرر أن يستمع الاحد المقبل الى الحكم في قضية أخرى يحاكم فيها بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقد يصدر الحكم بالاعدام.
وقال رئيس هيئة الادعاء ان جلسة النطق بالحكم المقررة يوم الاحد قد يتم ارجاؤها مما يؤخرها الى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي.
غير أن زيباري قال ان المحاكمة التي بدأت قبل نحو عام قد "طالت أكثر من اللازم" وينبغي أن تنتهي. ويواجه صدام (69 عاما) الاعدام شنقا اذا أدين غير أن أي نقض للحكم يمكن أن يؤخر تنفيذه وسط محاكمات أخرى قد يواجهها.
|