أحد الأمراض الصعبة التي أصابت رسالة المسجد هي انحرافها نحو العنف بصورة متزايدة. وقد أصبح سلوكاً روتينياً ميل الخطباء ذوي العاهات الحزبية إلى اقتباس ما يضطر إليه المرشحون عادة من هذيان عند احتدام حمى المنافسات، إن ذلك بالطبع مسموح وهو جنون ينطوي على قدر من التوابل التي تشهي الحياة الديمقراطية.
ولكن من غير المعقول القبول باستمرار ظاهرة اغتصاب المنبر في عمل يرمي أهدافاً مضمخة بالشبهات.
إن نذراً كثيرة تتراكض أمامنا ولا نعيرها الكثير من لمحات الطرف، وفي لحظة ما ستقع الكارثة فوق الرؤوس، وبالطبع سيكون الأوان قد فات، بكلمة أخرى، تبدأ نقطة الاستدراك من الآن. بعمل يلجم الدور التخريبي الذي يمارس ضد السلام الاجتماعي من خلال استغلال سيء للمسجد. العنف، التيئيس، الإحباط، التكفير، السباب، الجهل، كل هذه الأوساخ هي ما يبذل خطباء الإصلاح كل وسعهم لدفنها داخل الرؤوس في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه والنتيجة التي بدأت تطل علينا مثل رؤوس الأفاعي، ازدياد في حوادث العنف، مع بروز ظاهرة جديدة في مجتمعنا هي ظاهرة الانتحار. إن المسجد بعدما ألحق في الخدمة الحزبية فقد تأثيره في غرس الإيمان في النفوس، وفقد دوره في إيناع حب الله وحب الناس، وحب الحياة، أصبح بإمكاننا أن نفجع في أي وقت بنبأ انتحار داخل مسجد. وغير بعيد أن أنباء من هذا القبيل ستواصل قرع الأسماع ما دام وأن خطباء العنف يواصلون بضوضائهم تدمير الإنسان.
بالأمس احتفت "الصحوة نت" بنجاح آخر، لخطاب الإصلاح، ونفذت تغطية متواصلة لواقعة انتحار داخل مسجد المشهد حدثت عقب انتهاء خطيب إصلاحي من ضوضاء شحن فيها النفوس وعبأً الصدور بالكثير من الشرور واليأس.
|