بقلم : نزار خضير العبادي -
هـو اليمـاني الحكيــم
هو من قرأنا في جبينه صفحات غدنا ولم نزل صبياناً نتيه في لذات طيشنا.. هو من بين كفيه ربت رجولتنا، وتفتحت آفاق عقولنا تنهل من فيض حكمته، وتعلمنا كيف يغدو المرء بالوصف رجلاً ويحترف صُنعه الشجاعة.. هو مبدأ أدركناه لا يحيد عن قضيته مهما بذل لأجلها ثمناً ما دام عنوانها – وطن.. وغايتها- إنسان.. ومحورها- كرامة.
فليس جديداً عليه الثناء، أو الإطراء والتبجيل.. أليس هو اليماني الحكيم علي عبدالله صالح!؟ أليس كل من عرفه وصفه بـ "بطل الوحدة" ، "مهندس الديمقراطية" ، "باني مجد اليمن" ، " رجل السلام" و "إبن الأمة البار"..!
ليس بالأمر الغريب أن يتألق رئيسنا في "مؤتمر القمة الإسلامية"، فتتوسم به صدور الصحف العربية والأجنبية، عنوانا لجرأتها وهي تسطّر بالخط العريض قبسات من موقفه الشجاع، وصراحته البريئة المتأصلة في ثنايا خلقه النبيل. فالعالم كله يعرف جيداً من هو الرئيس علي عبدالله صالح، وأي فكر سياسي يحمله هذا اليماني الحكيم.
ربما بات حقاً علينا أن نواجه أنفسنا بنفس جرأته، فليس عدلاً أن يقف الرئيس أمام العالم برمته مفشياً أسرار وهن الأنظمة ومواطن إخفاق سياساتها، ويرفع سبابته بوجه الكيان الصهيوني مطالباً العالم بطرده عن الأمم المتحدة.. بينما ما زال الكثير من المثقفين والمفكرين والإعلاميين عاجزين عن رفع أقلامهم بكلمة حق، وشهادة للتاريخ تسجل مواقف زعماء الأمة..
لعله هو الزمن الذي حدثنا عنه إبن الأمة البار الرئيس علي عبدالله صالح ، الذي ينبغي علينا فيه: (أن نواجه التحدي بتحدي آخر).. وأن نستلهم الدرس الشجاع من موردة الأصيل فنعود أنفسنا على الصراحة والوضوح ، فرئيسنا يقول: ( أنا عودت نفسي أقول هذا الكلام، لأن لا شيء ينخاف عليه.. لا منصب تخاف عليه، ولا مال تخاف عليه، ولا شيء أخاف عليه.. أخاف على هذه الأمة من هذا الوهن، وما تتعرض إليه من استهانة وإهانة من أعدائها..).
لا شك هو الرجل الذي أقل ما يستحق منا قولاً كالذي تحدث فيه الأستاذ/ محمد فريد زكريا- رئيس حزب الأحرار المصري، عضو مجلس الشورى، إذ قال: ان الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية لا يقدم تنازلات مهما كانت الضغوط، ووصفه بأنه رجل ديمقراطي لا يتردد في إعطاء الأحاديث على الهواء.. وصار يشيد بالتطورات الكبيرة التي شهدتها اليمن في عهده ، ونموذجه في حل مشكلة الحدود.. ثم أكد أنه لا أحد ينسى موقف اليمن في حرب أكتوبر 1973م حينما أغلقت مضيق باب المندب وأكملت المعركة مع مصر.
لم يكن غريباً أن يقول محمد فريد ( أن اليمن تجمع العرب وتنمي الوعي القومي) فتلك صفة لازمت أرض السعيدة وأمسى قائدنا الحكيم يترجمها واقعاً.. ففي زحمة المواقف المترهلة نقول ما أحوج الأمة لفارس شجاع صدوق يأخذ بيدها إلى برّ الأمان.. ما أخوجنا إليه اليوم.. فمن غيره يوصف بـ "اليماني الحكيم"