المؤتمر نت -
تبرئة "حسني" من الدعوة لخلع الحجاب
قال مجلس الشعب المصري الاحد 3-12-2006 ان وزير الثقافة فاروق حسني بريء من تبني الدعوة لخلع الحجاب.
وفي جلسة ساخنة عقدتها لجنة مكلفة من المجلس بالتحقيق في تصريحات أدلى بها الوزير قبل نحو أسبوعين وأثارت جدلا حادا ومطالبة باستقالته قال رئيس اللجنة فتحي سرور الذي يرأس المجلس أيضا ان وزارة الثقافة لم تنتهج سياسات ضد الحجاب.
وكان حسني وهو عضو في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ويشغل منصب وزير الثقافة منذ 19 عاما قال لصحيفة المصري اليوم المستقلة ان مصر لن تتقدم مادام شعبها يستمع الى "فتاوى شيوخ بتلاتة مليم" يدعون النساء لارتداء الحجاب. ومضى يقول للصحيفة ان النساء بشعرهن الجميل مثل الزهور يجب ألا تغطى وتمنع عن الناس.
وشارك في انتقاد الوزير في جلسة لمجلس الشعب عقدت بعد أيام من نشر التصريحات أعضاء قياديون في الحزب الوطني بينهم سرور وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية مما أثار تكهنات بأن حسني سيستقيل.
وقال سرور في تلك الجلسة ردا على قول الوزير انه كان يدلي بآراء شخصية "اذا أراد الشخص المسؤول أن يعبر عن آرائه الخاصة فليتحرر من المسؤولية العامة التي يتقلدها".
وكان نواب كتلة الإخوان المسلمين في المجلس وعددهم 88 عضوا طالبوا بإقالة حسني.
وسأل سرور الوزير في اجتماع لجنة التحقيق اليوم "هل للوزارة سياسة ثقافية ضد الحجاب". وأجاب حسني بأن مثل هذه السياسة "خاطئة ومجنونة". ثم سأله "هل أصدرت قرارات بمنع ارتداء الحجاب في الوزارة". وأجاب الوزير "لم يحدث بالمرة". ثم سأل "هل تدعو السيدات لعدم ارتداء الحجاب". وأجاب حسني "لم يسبق أن صرحت بذلك".
وقال سرور لحضور الاجتماع الذين زاد عددهم على المئة نائب "ثبت أن وزارة الثقافة لم تتبع أي سياسات ضد الحجاب أو تتخذ أي قرارات تقلل من شأنه أو تمنع النساء من ارتدائه بمن فيهن الموظفات في وزارة الثقافة".
وقال مراقبون ان ما قاله سرور يعد نهاية لحملة البرلمان ضد وزير الثقافة الذي يظهر في المناسبات الثقافية الى جوار السيدة الاولى سوزان مبارك والذي تغلب على عدة عواصف في السنوات الماضية من بينها حملة نظمها فنانون لاقالته بعد حريق في مسرح قتل فيه 46 شخصا في بيت للثقافة بصعيد مصر عام 2005.
وقدم حسني استقالته في ذلك الوقت لكن رئيس الوزراء أحمد نظيف طلب منه الاستمرار في عمله.
وخلال انعقاد لجنة التحقيق البرلمانية قبل إعلان تبرئة حسني من ارتكاب أي خطأ ضرب بيده على المائدة قائلا لنواب احتدوا عليه "اسمعوا ما أقوله ولا تقوموا بلي الحقائق".
وأخذ النائب كرم الحفيان الذي ينتمي للحزب الوطني يصرخ في وجه الوزير الى أن أغمي عليه ثم نقل للعلاج خارج القاعة.
لكن رئيس كتلة النواب الإخوان محمد سعد الكتاتني كان أكثر هدوءا وقال "ان لم يكن الوزير قد اعتذر بألفاظ صريحة فان ما يقوله الان يحمل ضمنيا الاعتذار".
وكان الحفيان قال في مناقشات المجلس في السابق انه يربط عضويته في الحزب الوطني باقالة الوزير.
*(رويترز)